مظاهر إبداع الله في الكون
خلق الكون
خلق الله الإنسان وأودع فيه العقل الذي ميّزه عن غيره من الكائنات الأخرى، حيث دعاه إلى استخدام العقل في التأمّل والتفكير، والنظر في هذا الكون مبيّناً له الكثير من البراهين والأدلة، للاستدلال على وجود الله، ومعرفته وتبيّن صفاته، وبالتالي الوصول إلى الاعتراف بوحدانية الله عزّ وجل، والإقرار بعظيم قدرته، وفي هذا المقال سنعرفكم على إبداع الله في الكون.
بديع صنع الله في الكون
خلق الإنسان
يظهر إبداع الله وقدرته في خلق الإنسان، حيث خلق الله آدم من تراب، ثمّ خلق حواء من ضلعه، وبعدها تكاثر البشر عن طريق التزاوج بين الرجال والنساء، وتكوّن الأجنة في رحم المرأة، وقد كرم الله ابن آدم عن سائر المخلوقات فمنحه العقل، واستخلفه في الأرض لإعمارها وبناءها، وقد خلق الله الإنسان وأودع في جسمه الكثير من الأجهزة والأجزاء التي تقوم كلّ منها بوظيفة خاصة، من أجل المحافظة على حياة الإنسان، ومن أهمّ هذه الأجهزة:
- الرئتان: يصل وزن الرئتين حوالي 1.13كغ، ويحتوي نسيج الرئة فيها على الكثير من الشحوم التي تتمتع بقيمة حرارية عالية، حيث إنّها تعمل على حرق الشحوم، وتوليد كمية كبيرة من الحرارة، وبذلك فهي تمنع تبريد الجسم في الأيام الباردة، وعند استنشاق الأكسجين فإنّه يدخل في 300 حجرة دقيقة داخل الرئتين.
- عضلة القلب: تضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وذلك وفق نظام متقن، تعجزعن القيام به أكثر الأجهزة تطوّراً، وتعقيداً.
خلق الأرض
خلق الله الأرض وجعلها آية للناظرين، فخلق المسطحات المائية من بحار وأنهار ومحيطات وأبدع صنعها، حيث جعل فيها العديد من الأنواع المختلفة من الأسماك والكائنات الحياة والنباتات، كما أنّه خلق الجبال العظيمات الراسيات التي تعتبر من أجلّ مظاهر القدرة والكمال، فخلقها بألوان وأشكال مختلفة فجعل منها الأبيض، والأسود، والأحمر، وجعل منها ما هو كبير وصغير، وما هو على شكل هضاب وتلال، وقد خلق النباتات، والحيوانات، والحشرات وجعل لها وظائف محددة في هذا الكون، بالإضافة إلى الكثير من المظاهر الكونية الأخرى كنزول الأمطار، وتسيير الرياح، وغيرها.
خلق السموات
خلق الله السماوات، وأتقن خلقها بطريقة تجعل الإنسان يقف متأملاً لعظمته وقدرته وإبداعه عزّ وجل، فقد جعلها ثابتة في مكانها دون وجود دعائم أو أعمدة تسندها، وخلق فيها الكثير من المجرات التي تسير وفق نظام كوني دقيق، وقد خلق الله في كل مجرة مجموعة من الشموس والكواكب التي تدور في مدارات معينة وقد نتج عن كل حركة ظاهرة كونية، ويظهر بديع خلق الله في خلق الأرض وحركتها حول نفسها وما نتج عنها من تعاقب الليل والنهار، وحدوث الفصل الأربعة، كما يظهر بديع صنع الله في السماء في مراحل تكون القمر حيث إنه يبدو كالخيط الرفيع، ثمّ يزداد نوره كلّ ليلة، حتى يصبح بدراً في منتصف الشهر، ثمّ يأخذ بالنقص حتى يعود إلى حالته الأولى ليظهر من خلال ذلك مواقيت العباد في معاشتهم، وعبادتهم، ومناسكهم، بالإضافة إلى خلق الشمس التي تسير في سرعة ثابتة دون نقص أو زيادة، إذ إنّ أي خلل في ذلك سيؤدّي إلى إنهاء الحياة على كوكب الأرض.