مضاعفات مرض الحصبة
مرض الحصبة
يُعرَف مرض الحصبة بأنَّه أحد الأمراض المُعدية الناتجة عن الإصابة بنوع من الفيروسات التي يُطلَق عليها اسم فيروسات النظائر المُخاطيّة (بالإنجليزيّة: paramyxovirus)، والتي تنتقل عبر استنشاق القطرات الصادرة عن عُطاس أو سُعال الشخص المُصاب، أو عن طريق وضع اليد على الأسطح المُلوَّثة بالفيروس، ثمّ لمس المنطقة القريبة من الفم أو الأنف، حيث يعيش فيروس الحصبة على الأسطح لبضع ساعات، وتُعَدُّ الحصبة من الأمراض شديدة العدوى، حيث إنَّ حوالي تسعة بين كلِّ عشرة أشخاص يتعرَّضون لهذا الفيروس، يُصابون بالحصبة في حال لم يتمّ تحصينهم ضِدَّ هذه العدوى مُسبقاً، فبالرغم من أنَّه يُصيب معظم الأشخاص الذين لم يسبق وتمَّت إصابتهم بالفيروس، إلّا أنَّه أكثر شيوعاً بين الذين لم يتمّ تحصينهم ضِدَّ العدوى، وبالاعتماد على تقارير مُنظَّمة الصحَّة العالميّة، فإنَّ هناك توقُّعات تُشير إلى أنَّ حوالي 2.6 مليون شخص يلقون حتفهم سنويّاً نتيجة الإصابة بالحصبة في حال لم يتلقُّوا اللقاح الخاص.
مضاعفات مرض الحصبة
يُعاني حوالي 30% من الأشخاص المُصابين بالحصبة من ظهور واحدة أو أكثر من مضاعفات هذه العدوى ، فبالاعتماد على تقارير مُنظَّمة الصحَّة العالميّة، يُمكن القول بأنَّ هناك مجموعة من الأفراد هم الأكثر عُرضةً للإصابة بمضاعفات الحصبة، ويشمل ذلك الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، بالإضافة إلى البالغين الذين تتجاوز أعمارهم العشرين، ومن هذه المضاعفات التي قد تترافق مع الإصابة بالحصبة ما يأتي:
- مضاعفات شائعة الحدوث، ومنها ما يأتي:
- المعاناة من التهاب الحنجرة، والإصابة بالخانوق، والتهاب الشعب الهوائيّة .
- الإصابة بعدوى في الأذن، أو التهاب الأذن الوسطى، والذي بدوره يُؤدِّي إلى ظهور مجموعة من الأعراض على البالغين، مثل: ضعف السمع ، وتصريف الأذن، والشعور بالألم فيها، بالإضافة إلى عدد من الأعراض الأخرى التي تظهر على الأطفال، كالحُمَّى ، وفقدان التوازن، والإصابة بالصُّداع.
- الإصابة بالإسهال والتقيُّؤ، والتي يُمكن أن تُؤدِّي أحياناً إلى معاناة المُصاب من الجفاف.
- مضاعفات غير شائعة: بالإضافة إلى المضاعفات السابقة، فإنَّ هناك العديد من المضاعفات الأقلّ شيوعاً، والتي تظهر في حالة الإصابة بالحصبة، ويُمكن ذكر الآتي منها:
- الإصابة بالحول، والذي يحدث في حال أثَّر فيروس الحصبة في عضلات وأعصاب العين .
- الإصابة بالتهاب الكبد (بالإنجليزيّة: Hepatitis).
- الإصابة بالتهاب السحايا، حيث تتعرَّض الأغشية المُحيطة بالنخاع الشوكي والدماغ للالتهاب.
- الإصابة بالتهاب الدماغ (بالإنجليزيّة: Encephalitis).
- التهاب قرنيّة العين.
- الإصابة بالعمى.
- انخفاض عدد الصفائح الدمويّة.
- الإصابة بالتشنُّجات.
- المعاناة من سوء التغذية.
- مضاعفات نادرة: تتسبَّب الحصبة في ظهور مضاعفات أخرى أيضاً في حالات نادرة، ويُمكن ذكر منها ما يأتي:
- المعاناة من مشاكل واضطرابات الجهاز العصبي والقلب .
- الإصابة بالتهاب العصب البصري، وهو العصب المسؤول عن نقل المعلومات من العين إلى الدماغ.
- الإصابة بالتهاب الدماغ الشامل المُصلّب تحت الحادّ (بالإنجليزيّة: Subacute sclerosing panencephalitis)، وهو من المضاعفات القاتلة ونادرة الحدوث.
- مضاعفات الحمل: في حال تعرَّضت المرأة الحامل لعدوى الحصبة نتيجة عدم تلقِّيها اللقاح، فإنَّ ذلك يزيد من خطر حدوث بعض المضاعفات، منها:
- ولادة طفل سابق لأوانه.
- ولادة جنين ميِّت (بالإنجليزيّة: Stillbirth).
- الإجهاض التلقائي (بالإنجليزيّة: Miscarriage).
- وزن الولادة المنخفض (بالإنجليزيّة: Low birth weight).
أعراض مرض الحصبة
عادةً ما تبدأ أعراض الإصابة بالحصبة بعد مُضيِّ 10-12 يوماً من التعرُّض لشخص مُصاب بالفيروس، ومن الأعراض التي تترافق مع الإصابة بالحصبة يُمكن ذكر ما يأتي:
- الإصابة بالسُّعال.
- المعاناة من احمرار العينين .
- انتفاخ الغُدَد.
- المعاناة من التهاب الحلق.
- الإصابة بالحُمَّى.
- ظهور بقع كوبليك (بالإنجليزيّة: Koplik's spots)، حيث تظهر هذه البقع داخل الفم والخدَّين.
- الإصابة باحتقان الأنف، والعُطاس، وسيلان الأنف.
- المعاناة من التهيُّجية (بالإنجليزيّة: Irritability).
- ظهور الطفح الجلدي بعد عِدَّة أيّام من ظهور الأعراض السابقة.
الوقاية من مرض الحصبة
مطاعيم الحصبة
يتلقَّى الطفل الرضيع الجرعة الأولى من مطعوم الحصبة بين الشهر 12-15 من عُمره، أمَّا الجرعة الثانية فيتمّ إعطاؤها للطفل بين عُمر 4-6 سنوات، وقد تكون هناك حاجة لتلقِّي الشخص البالغ اللقاح في حالات مُعيَّنة، ومنها ما يأتي:
- الأشخاص مواليد عام 1957م، أو بعد ذلك، مع عدم وجود دليل يُثبت تمنيعهم ضِدَّ الحصبة.
- زيادة خطر الإصابة بالحصبة، ويكون ذلك في حال العمل في بيئة المستشفيات، أو السفر، مع عدم وجود دليل يُثبت تلقِّي اللقاح.
طرق وقائيّة أخرى
هناك العديد من الطرق الوقائيّة التي من الممكن أن تُساعد على منع التقاط عدوى مرض الحصبة، ومن هذه الطرق يُمكن ذكر الآتي:
- تجنُّب مشاركة الأدوات الشخصيّة مع الأشخاص المُصابين، بما في ذلك أكواب الشرب، وأدوات الطعام، وفرشاة الأسنان.
- الحرص على غسل اليدين بعد استخدام المرحاض، وقبل لمس الفم، أو الأنف ، أو الوجه، وقبل تناول الطعام.
- تجنُّب الاتصال مع الأشخاص المرضى.
كما يُنصَح باتِّباع ما يأتي لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين في حالة الإصابة بالحصبة:
- تجنُّب التواصل مع الأشخاص المُعرَّضين للإصابة بالعدوى.
- الحرص على غسل اليدين باستمرار، وتعقيم الأسطح والأشياء التي يتمّ لمسها.
- الحرص على التزام المنزل في الفترة التي يكون فيها الفيروس مُعدياً.
- الحرص على تغطية الأنف، والفم أثناء السُّعال، أو العُطاس، مع أهمِّية التخلُّص من المحارم الورقيّة المُستخدَمة فوراً.
علاج مرض الحصبة
لا يوجد علاج مُحدَّد لمرض الحصبة، حيث إنَّ أعراضه غالباً ما تزول من تلقاء نفسها خلال 7-10 أيّام، إلا أنَّ هناك العديد من النصائح والسلوكيّات المنزليّة التي يُمكن اتِّباعها في حالة الإصابة بالحصبة، ومنها ما يأتي:
- الحرص على بقاء الأضواء خافتة، أو ارتداء النظَّارات الشمسيّة، فذلك من شأنه أن يزيد من مستوى الراحة عند المريض؛ نظراً لزيادة حساسيّة العينين للضوء في حالة الإصابة بالحصبة.
- الحرص على تزويد الطفل بكمِّيات كافية من السوائل خلال اليوم لمنع حدوث الجفاف .
- استخدام مُكمِّلات فيتامين A في حالة الأطفال الذين لا تتجاوز أعماهم سنتين، والأشخاص الذين يُعانون من نقص هذا الفيتامين في أجسادهم.
- تجنُّب التدخين بالقرب من الطفل المُصاب بالحصبة.
- استخدام أجهزة الترطيب، أو وضع إناء مملوء بالماء في الغرفة التي يتواجد فيها المريض.
- إعطاء المريض بعض الأدوية، مثل: الإيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen)، والأسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen) في حالة ارتفاع الحرارة.
- تنظيف القشور في حال وجودها حول العينين برفق، باستخدام قطعة قماش دافئة ورطبة.