مضاعفات البلهارسيا
داء البلهارسيا
يُعدّ مرض البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis) ثاني أكثر الأمراض السائدة في المناطق الاستوائية بعد مرض الملاريا (بالإنجليزية: Malaria)، وتسببه الديدان البلهارسيّة، أو كما تعرف بالمنشقات (بالإنجليزية: Schistosoma)، وفي الحقيقة ينتشر مرض البلهارسيا في الدول النامية، ويؤدي إلى وفاة أكثر من 200 ألف شخص سنوياً، وينتقل المرض عن طريق ملامسة جلد الشخص للمياه العذبة الحاملة للطفيليّ، حيث تلتصق هذه الديدان بالجلد، ثم تخترقه وتنتقل عن طريق الأوردة لتستقر في الوريد البابيّ (بالإنجليزية: Portal vein) لتبدأ في إنتاج البيوض، وقد لا يلاحظ الشخص ظهور أي أعراض عند الإصابة بالمرض، حيث يمكن للطفيليّ أن يبقى في الجسم لسنوات عديدة قبل أن تظهر أعراض المرض، مسبباً تلف بعض الأعضاء الحيويّة مثل الكبد، والكليتين، والمثانة ، لتبدأ أعراض المرض الشديدة والمزمنة بالظهور.
مضاعفات داء البلهارسيا
في حال عدم حصول الشخص المصاب بداء البلهارسيا على العلاج المناسب، فإنّ ذلك يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة التي تؤثر في القلب ، والرئتين، والجهاز العصبيّ المركزيّ للمريض، وخاصةً عند وصول البيوض إلى مجرى الدم، ومن هذه المضاعفات ما يلي:
- تقرّح ونزيف المثانة.
- سرطان المثانة (بالإنجليزية: Bladder cancer).
- انسداد المسالك البولية.
- تلف الكبد.
- الفشل الكلويّ (بالإنجليزية: Kidney failure).
- نوبات الصرع.
- ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension).
- الإصابة بالعدوى المتكررة، والتي قد تؤدي إلى تلف العديد من الأعضاء الحيوية.
أعراض الإصابة بداء البلهارسيا
قد تبدأ أعراض الإصابة بداء البلهارسيا بالظهور خلال أيام معدودة، أو قد تحتاج إلى عدة شهور، وغالباً ما تظهر الأعراض الأوليّة للمرض نتيجة ردة فعل الجسم تجاه البيوض التي تضعها الديدان، وتتمثل بحدوث الطفح الجلدي والحكة، وتستمر لمدة سبعة أيام تقريباً، وبعد مدة تتراوح بين شهر إلى شهرين تظهر بعض الأعراض الأخرى، منها ما يلي:
- الإصابة بالحمّى (بالإنجليزية: Fever).
- المعاناة من القشعريرة (بالإنجليزية: Chills).
- الشعور بالتعب والإعياء .
- السّعال .
- فقدان الوزن.
- الشعور بألم في العضلات .
- تضخم الكبد والطحال.
- خروج دم مع البول أو البراز.
- ألم في منطقة البطن.
- الإصابة بالإسهال .
- الشعور بالألم عند التبول.
تشخيص الإصابة بداء البلهارسيا
يعتمد تشخيص الإصابة بداء البلهارسيا على الفحص السريريّ والتاريخ الصحيّ للمريض، ومن الضروري معرفة ما إذا كان المريض موجوداً في إحدى مناطق انتشار المرض خلال الفترة الماضية، ويمكن الكشف عن الإصابة بالمرض من خلال أخذ عيّنة من بول، أو براز المريض للكشف عن وجود البيوض، أو من خلال الكشف عن وجود الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، أو المستضدات (بالإنجليزية: Antigens) في عيّنة دم أو بول المريض، كما يمكن القيام بمجموعة من فحوصات الدم الأخرى كاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بالإنجليزية: Polymerase chain reaction)، وفي الحقيقة لا يمكن استخدام هذه الفحوصات عادةً إلا بعد مرور مدة تترواح بين 6-8 أسابيع من الإصابة بالمرض، وهي المدة التي تحتاجها الطفيليّات للبدء في إنتاج البيوض، وتحفيز الاستجابة المناعيّة في الجسم.
وقد يحتاج المريض للقيام بالمزيد من الاختبارات، خصوصاً في حال عدم وجود البيوض في البول والبراز، حيث يمكن القيام بعمل تنظير للقولون (بالإنجليزية: Colonoscopy)، أو تنظير للمثانة (بالإنجليزية: Cystoscopy)، أو من خلال أخذ خزعة من الكبد (بالإنجليزية: Liver biopsy)، كما ويمكن القيام بالاختبارات التصويريّة للكشف عن مدى تأثر أعضاء الجسم المختلفة بالمرض، بالإضافة إلى اختبار وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver function test)، واختبار العد الدموي الشامل (بالإنجليزية:Complete blood count).
علاج الإصابة بداء البلهارسيا
يمكن علاج الإصابة بداء البلهارسيا عن طريق تناول دواء البرازيكوانتيل (بالإنجليزية: Praziquantel) لمدة قصيرة، ويعتبر هذا الدواء فعّالاً حتى في المراحل المتقدمة من المرض، وفي الحالات التي لم تحدث فيها مضاعفات صحيّة خطيرة أو تلف أعضاء الجسم المختلفة، ويمكن للأشخاص الذين يعيشون في أماكن انتشار المرض تناول جرعة واحدة من دواء البرازيكوانتيل سنوياً، للتقليل من احتمالية الإصابة بالمرض، وحدوث المضاعفات.
الوقاية من داء البلهارسيا
لم يتم إلى الآن تطوير لقاح فعّال للوقاية من داء البلهارسيا، لذلك في حال وجود الشخص في إحدى مناطق انتشار المرض، يجب على الشخص اتباع عدد من النصائح الوقائيّة لتجنّب الإصابة بالمرض، ومن هذه النصائح ما يلي:
- تجنّب الغسيل، أو المشي، أو السباحة في المياه العذبة في مناطق انتشار المرض، كما ويجب الحرص على ارتداء الملابس والأحذية المضادة للماء في حال الرغبة في عبور أحد الأنهار أو مجاري المياه، وتجدر الإشارة إلى أنّ السباحة في مياه البحر المالحة، أو في أحواض السباحة المعالجة بمادة الكلور تُعدّ آمنة ولا تسبب العدوى بالمرض.
- الحرص على شرب المياه الصحية، حيث يمكن للمياه المعبئة من الينابيع، والبحيرات، والأنهار بشكلٍ مباشر أنْ تحتوي على الديدان البلهارسيّة، لذلك يجب الحرص على تنقية المياه، أو غليها لمدة لا تقل عن دقيقة للقضاء على الطفيليات الضارة، والبكتيريا، والفيروسات التي قد توجد في المياه، ومن الجدير بالذكر أنّ معالجة المياه بعنصر اليود (بالإنجليزية: Iodine) فقط لا يضمن القضاء على جميع الطفيليات.
- الحرص على غلي المياه المخصصة للاستحمام لمدة لا تقل عن دقيقة كاملة وتبريدها قبل الاستحمام، لضمان عدم احتوائها على أحد أنواع الطفيليات المسببة للمرض، كما وتُعدّ المياه المعبئة في الخزّانات المخصصة لحفظ الماء لمدة تتراوح بين يوم إلى يومين آمنة للاستحمام.