مصادر المعرفة في الفلسفة الإسلامية المعاصرة
مفهوم الفلسفة الإسلامية المُعاصرة
بالحديث عن الفلسفة في الإسلام فإننا نتحدث عن الإدراك التام للعالم وظواهره والتفكر فيه بما لا يتعارض مع أركان الإسلام وثوابته وأيضًا تدعو الفلسفة الإسلامية إلى البحث عن الحقيقة وإدارك الحكمة بحيث لا تتعارض مع قيم الإنسان وأخلاقه ومبادئه السامية وتعاليم دينه أما بالحديث عن الفلسفة الإسلامية المُعاصرة فإننا نجد هناك نوعًا من التنافس ما بين المفكرين المسلمين والمفكرين الأجانب حيث يحاول الطرف الإسلامي إيجاد فلسفة إسلامية خاصة ومميزة وذات هوية عالمية.
مصادر المعرفة الأساسية التي تم الاستناد عليها في الفلسفة الإسلامية
من فهمنا لمفهوم الفلسفة الإسلامية يمكن الاستدلال على مصادر المعرفة الأساسية والثابتة لديها وهي تتلخص بما يلي:
- كتاب الله القرآن الكريم والمُتمثل بالوحي الإلهي وسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
- الأديان السماوية السابقة لأن كل دين قام على تأكيد ما قبله والتمهيد لما بعده فلا تعارض فيما بينهم في الأصل.
- القيم الإنسانية المنطقية والتي تشمل التقاليد والأعراف والأخلاق الإنسانية والتي لا تتعارض مع أركان الإسلام وثوابته.
- وأيضًا الإلهام والحدس والعقل والتجربة والحس تُعد من مصادر المعرفة الأساسية.
العلاقة بين الوحي والفلسفة الإسلامية المُعاصرة
بالحديث عن الوحي الإلهي والمتمثل بالمعرفة التي أراد لنا الله سبحانه وتعالى أن نطلع عليها وأن ندركها وهي تفوق مقدرتنا العقلية أو الحسية حيث أن الوحي يتحدث ويتناول الأمور الغيبية والتي لن نستطيع إداركها بالعقل مطلقًا، والجدير ذكره أن هذا الجانب الروحي من العقيدة الإسلامية والمتمثل بالوحي والتعاليم الإلهية وإن كانت تتخطى حدود العقل إلا أنه يمكن تجربتها على أرض الواقع والتحقق منها فهي لا تتناقض أو تتنافر مع التطبيقات الحياتية اليومية، وإنما على العكس يمكن ممارستها وتجربتها وتطبيقها بشكل منهجي سليم وملموس.
العلاقة بين الإلهام والحدس والفلسفة الإسلامية المُعاصرة
يمكن تلخيص مفهومي الإلهام والحدس بما يُسمى بالبصيرة التي من شأنها أن تتسامى على المعارف الحسية أو العقلية ولأنها أقرب إلى عالم المُثل العليا ومن أجل إدراكها على المرء أن يكون صافي الذهن غير منشغل بالأمور الدنيوية باحثًا عن المعنى المُطلق للحقيقة متفكرًا في هذا العالم حيث يصل إلى درجة عالية من التجلي وهو ما يُعرف في الإسلام بالتصوف فتترآى للمرء معارف جديدة لم يكن بالإمكان إدراكها بالطريقة التقليدية عن طريق الحواس والعقل.
العلاقة ما بين العقل والتجارب الحسية والفلسفة الإسلامية المُعاصرة
بداية يمكن تعريف العقل في مجال الفلسفة بأنه الوعي أو الإدراك الإنساني وهي مقدرة الإنسان على تنظيم الأفكار بطريقة صحيحة ومنظمة وهو ما يميزه عن باقي الكائنات، وبهذا يقوم العقل بتحليل المعارف التي وصلت إليه عن طريق الوحي ويرى إن كانت منطقية أو لا بحيث يتم اعتمادها، أما بالنسبة إلى التجربة الحسية فإن مجموعة المعارف التي ندركها عن طريق حواسنا وعن طريق القيام باختبارات تجريبية لبرهنة صحتها والتأكد منها ومن ثم اعتمادها.
كيف ساهمت المعرفة الحديثة في إثراء الفلسفة الإسلامية المعاصرة؟
شكلت المحاولات الغربية في التقليل من قدر وشأن الفلسفة الإسلامية دافعًا أساسيًا عند المفكرين الإسلاميين المُعاصرين للتصدي لهذه المحاولات وقاموا بتوحيد جهودهم في هذا الشأن من أجل إثبات الكفاءة العالية التي تتمتع بها الثقافة الإسلامية والفلسفة الإسلامية وأنها قادرة على أن تعاصر جميع الأفكار الغربية والحديثة وأن تكون على نفس المستوى وأفضل أيضًا.
أثر النهضة الأوروبية على الفلسفة الإسلامية المُعاصرة
بالحديث عن الوقت المُعاصر فيما يخص الفلسفة فإن هذا يجب أن يشمل التطور الحاصل في وقتنا الحالي وإذا أردنا تحديد نقطة البداية لهذا العصر الذي شهد عدة تحولات فإننا نتحدث عن بداية عصر النهضة في أوروبا (1850م- 1914م) حيث تغير كل شيء بعدها فظهرت الفجوة الكبيرة ما بين عالم الغرب والعالم الإسلامي وتحديدًا العالم العربي وهنا جاءت ردة الفعل لما حاول الغرب من تهميش الدور الإسلامي في عدة مجالات ومنها الفلسفة ولكن حارب نخبة من الفلاسفة المسلمين المعاصرين هذا التوجه وحاولوا برهنة فائدة الفلسفة الإسلامية وما قدمته لغاية الآن وأنها ليست على نقيض بما توصل له العالم في مجال الفلسفة وأثرى المفكرون المكتبة الإسلامية الفلسفية بالعديد من الكتب والأبحاث والتي لا يمكن إهمالها أثناء دراسة الفلسفة الإسلامية المُعاصرة.
أثر الاتجاهات الفكرية الحديثة على الفلسفة الإسلامية المُعاصرة
لقد أثرت الاتجاهات الحديثة وخصوصًا الغربية منها على الفكر الإسلامي وحاول العديد من المُفكرين الإسلاميين تعريف مفاهيم جديدة ظهرت للملأ من خلال النهج الإسلامي لأنه حسب اعتقادهم أن النهج أو الفكر الإسلامي لا يتناقض مع ما آلت إليه الأمور في الوقت المُعاصر بل وتستطيع الفلسفة الإسلامية أن تتكيف مع جميع الأمور المُستجدة فظهر العديد من المفكرين الذين قاموا بتفسير مفاهيم إسلامية بالطريقة الحديثة وبالأفكار المتبعة في الوقت الحالي ومن أهمهم زكي نجيب محمود.