مصادر الماء الطهور
مصادر الماء الطهور
يُعرِّف الفقهاء الماء الطهور: بأنَّه الطاهر بذاته، والذي يتطهر به غيره، وهو كل ما نزل من السماء من مياه الأمطار أو تفجّر من الأرض على شكل ينابيع، ولم يطرأ تغيير على لونه أو طعمه أو رائحته ما يسبب سلب طهوريته، وهو الذي يسمح الشرع باستعماله للتطهّر.
ومن أشكال استعماله في التطهّر من الجنابة والحيض والحدث الأصغر، وكذلك التطهّر الذي لا تتم الفرائض إلا به كالصلوات والسنن؛ كغسل يوم الجمعة وغسل العيدين، وكذلك العادات كالشرب والطبخ ونحوهما، وتفصيل مصادر الماء الطهور فيما يأتي:
ماء المطر
المياه التي ينزلها الله -تعالى- من السماء فيغيث بها الأرض وما عليها، قال -تعالى-: (وأَنْزَلْنَا مِنَ السَّماء ماءً طَهُوراً)، وقد قال -عز وجل- طهور وليس طاهراً، لأنَّ ماء المطر هو الطاهر بذاته والذي يتطهر به غيره، وأما الماء الطاهر فهو طاهرٌ بنفسه لكن لا يتطهر به غيره.
مياه الينابيع
يقول الله -تعالى- في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ)، يعود أصل مياه العيون والينابيع لمياه الأمطار الذي يمكث بالأرض بعد أن يُنزله الله ثم ينشره ويُخرج به عيوناً بأشكال مختلفة، وبذلك يكون ماء الينابيع والعيون هو كذلك ماء طهور مطهِّر.
ماء البحر
يُعتبر ماء البحر من المياه الطهورة، فقد سأل رجل من الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إِنَّا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإِنْ توضأنا به عطِشْنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هو الطَّهورُ ماؤه، الحِلُّ مَيتته).
ماء زمزم
أجمعت المذاهب الفقهية الأربعة على جواز الوضوء والتطهّر بماء زمزم وكذلك استخدامها لإزالة النجاسة، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعا بسَجْلٍ من ماءِ زَمزمَ، فشَرِبَ منه وتوضَّأَ).
ماء النهر
يقول الله -عز وجل-: (اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزقًا لَكُم وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلكَ لِتَجرِيَ فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنهارَ)، وبهذه الآية دليل على أنَّ ماء النهر هو ماء طهور ليس فيه من النجس شيء.
ماء الثلج والبرد
ثبت أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو: (اللهُمَّ نقِّني مِنَ الخَطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهمَّ اغسِلْ خطاياي بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ)، والشاهد من الدعاء؛ أنَّ النبي -صلى الله عليهم وسلم- يطلب من الله -تعالى- أن طهرني من كل ما اقترفته بكافة أنواع المطهّرات كالماء والثلج والبَرَد، وهذا دليل على أنَّ الماء الذي أصله البَرَد والثلج من المطهّرات.
ماء الآبار
دليل طهارة ماء الآبار ما قد رواه أبي سعيدٍ الخدريّ -رَضِي الله عنه-: (قيل: يا رسولَ الله، أنتوضَّأُ من بئر بُضاعةَ؟ -وهي بِئرٌ يُلقى فيها الحِيَضُ ولحومُ الكِلابِ والنَّتْنُ-، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنجِّسُه شيءٌ).