مشكلات المجتمع الريفي
المشكلات التي يعاني منها المجتمع الريفي
على الرغم من وجود بعض الميزات للعيش في الريف ، إلا أنه توجد بعض التحديات كذلك، والتي تتعلق عادةً بالتغيرات الديموغرافية والبنية التحتية، والقوى العاملة والصحة واستخدام الأراضي، والبيئة وغيرها، كما أنها لا تمتلك خدمات صحية وتعليمية، وتنموية بالقدر نفسه الموجود في المناطق الحضرية والمدن.
كما أنه لا يتوفر لديها الكثير من وسائل النقل، أو أن المتوفر منها لا يصل للمستوى المطلوب، وهذا بالإضافة إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادي ونسبة العاملين من سكان الريف؛ إذ لا تتوفر الكثير من فرص العمل الأمر، الذي دفع المسؤولين لبحث هذه القضايا.
وتؤثر السلوكيات الصحية الفردية وخصائص المجتمع الريفي والعوامل البيئية بالإضافة إلى نوع الخدمات والرعاية الصحية المقدمة ومدى إمكانية السكان للوصول إليها على الصحة العامة للأفراد داخل هذه المجتمعات الريفية، كما يوجد أسباب عدة تؤدي إلى اختلاف المشكلات التي يعاني منها أهل الريف، عن تلك التي توجد في المدن، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
- عبء الأمراض المزمنة غير المتناسب مع عامة الناس.
- صعوبة ومحدودية الوصول لمراكز الرعاية الصحية.
- العزلة الجغرافية.
- نقص وسائل النقل وصعوبة التنقل.
- ضعف البنية التحتية .
- التحصيل العلمي المنخفض نسبيًا.
- الاختلافات الثقافية وسيادة الأعراف المجتمعية.
وعادة ما تكون المزايا المتوافرة في المدن عيوبًا ونقصًا في الريف؛ فيما تكون عيوب المدن مزايا في المناطق الريفية، فالريف يتميز بوجود مساحات شاسعة، في حين تعاني المدن من الازدحام، كما ترتفع فيها معدلات عنف الجرائم، ونسبة ما يمتلك الناس فيما تنخفض هذه المعدلات والنسب في الريف.
وفي ظل الحياة المزدحمة والسريعة في المدن يعاني السكان من مشكلات في الصحة النفسية، تسجل بمعدل أقل في الأرياف؛ حيث الحياة أبطأ وأقل تسببًا في التوترات والقلق.
بالرغم من ذلك غالبًا ما تعاني الأرياف من الفقر و البطالة ونقص أو غياب الأنشطة الترفيهية مما يقود إلى مشكلات مجتمعية أخرى لدى المراهقين الذي يشعرون بالملل ويمتلكون الكثير من وقت الفراغ فيقودهم ذلك أحيانًا إلى التدخين وتعاطي المخدرات وهكذا تستمر سلسلة المشكلات.
ومع امتلاك البعض منهم لسيارات خاصة؛ ما زال الأمر عسيرًا لقطع مسافات طويلة، من أجل العمل، أو التزود بالطعام، أو زيارة الطبيب، وغيرها وغالبًا ما تكون الخدمات المتوفرة لديهم بسيطة أو أولية؛ ما يدفعهم للبحث عنها في المدن، وهذه بعض التحديات التي تساهم في خلق المشكلات الريفية:
الصحة في الريف
تعاني الأرياف من نقص الكوادر المتخصصة في الرعاية الصحية، وفي المستشفيات، والمراكز الصحية؛ بحيث يتمركز كل ما سبق في المدن المختلفة ولا يتواجد أكثر من (10%) من المجموع الكلي في الريف، بالإضافة إلى أن هذه النسبة القليلة لا تكون بالكفاءة والجودة نفسها لتلك المخصصة للمدن؛ وتعاني من نقص في المعدات عالية الجودة، وبعض أقسام العلاج كالجراحات المختلفة التي تتطلب الذهاب للمدن للخضوع لها، وهذا قد يؤثر في الخدمات الصحية .
وتمتد المشكلة إلى المسافات الطويلة التي تفصل بين هذه المشافي المتخصصة والأرياف؛ مما يؤخر وصول سيارات الإسعاف لمدة زمنية تزيد من خطورة الحالات المرضية، والأهم من ذلك أن الفحوصات الوقائية؛ كالكشف عن السرطان والمطاعيم المختلفة، وغيرها تكاد تكون معدومة.
فضلًا عن أن مرضى السرطان أنفسهم يعانون من صعوبة الانتقال من إلى المستشفيات المخصص في المدن ومن أجل أن يحصلو على جلسة علاجية واحدة يحتاجون لقضاء نصف اليوم في الذهاب والإياب ما يزيد مرضهم تعبًا.
التعليم والمدارس
تسجل الأرياف أقل معدلات للطلاب الملتحقين بالمدارس، فضلًا عن نقص المؤسسات التعليمية أو إغلاقها؛ مما يزيد نسبة الجهل والأمية ويحيل المعلمين والموظفين إلى البطالة، ويجبر الطلاب على الاتحاق بمدرسة أخرى، غالبًا ما تكون أبعد عن مساكنهم من المدرسة المغلقة.
ويتكون الريف في غالبه من كبار السن والمتقاعدين؛ ما يعني أن دخولهم وإيراداتهم الضريبية أقلً نسبيًا من تلك المفروضة في المدن، وهذا الانخفاض يجعل من الصعب تمويل المدارس العامة وتوفير متطلباتها.
ويتطلب بعد المدارس عن منازل الطلاب نفقات إضافية؛ لنقلهم من وإلى المدارس، كما يصعب تعيين المعلمين الأكفاء فضلًا عن الاحتفاظ بهم؛ مما يقودنا للمزيد من النفقات في منحهم مكافآت مالية؛ للبقاء على رأس أعمالهم.
الفقر
تسجل أعلى معدلات للفقر في الريف؛ بسبب عوامل عدة منها هجرة الشباب والأيدي العاملة للمدن، والافتقار للوظائف الصناعية الأعلى أجرًا من الزراعية، بالإضافة إلى غياب عوامل جذب السكان، لذا يكون عدد السكان في الريف أقلّ أيضًا، وما يفاقم الوضع هو غياب المؤسسات المعنية بالفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن وغيرهم من محتاجي المعونات.
ويسبب الفقر انعدام ‘مكانية بناء ملاجئ للفقراء والمشردين، أو تقديم وجبات طعام لهم فعليهم أن يؤمنوا احتياجاتهم بأنفسهم، كما يصعب وصول المساعدات من المدن أو الجهات الحكومية المسؤولة؛ لبعد الأرياف عن مراكز عملهم.