مشروع تحدي القراءة العربي
التعريف بمشروع تحدي القراءة العربي
مشروع تحدي القراءة العربي (بالإنجليزية: The Arab Reading Challenge) هو أكبر مشروع عربيّ للقضاء على الأمية في عالمنا العربي، أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة، في سبتمبر عام 2015م، وهو مشروع على الرغم من قصر عمره إلّا أنّه أصبحَ يستقطب الآلاف من الطلاب العرب في مختلف الدول العربية للمشاركة فيه.
وقد أُطلق هذا المشروع الكبير تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وهي مؤسسة مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة وتجمع الكثير من البرامج والكيانات ذات الطبيعة الإنسانية والاجتماعية التي تهدف إلى تمكين وتنمية المجتمعات العربية.
وهي مسابقة تُقام كلّ سنة في شهر سبتمبر وحتى نهاية شهر مارس، وتتم من خلال آلية معينة مفادها أن يقوم الطلاب بالقراءة خلال خمس مراحل يقرؤون في كل مرحلة عشرة كتب، ويلخصون محتوى كل كتاب مقروء، ومن ثم بعد الانتهاء من هذه المرحلة تبدأ مرحلة الاستبعاد وهي المرحلة النهائية وتتم تلك العملية بين المدارس في الدول العربية حتى النهائيات التي تُقام في إمارة دبي في شهر أكتوبر.
أهداف مشروع تحدي القراءة العربي
يسعى مشروع تحدي القراءة العربي إلى تحقيق عدة أهداف أهمها:
- نشر الوعي الثقافي: وذلك من خلال الإشارة إلى مدى أهمية القراءة والكتابة بين فئة الطلاب الصغار وكذلك الشباب العربي في مختلف المجتمعات العربية ومن جميع الدول العربية.
- تحسين مهارات اللغة العربية: أيضًا من الأهداف التي يسعى مشروع تحدي القراءة العربي تحقيقها هي تحسين وتطوير المهارات لدى الطلاب فيما يتعلق باللغة العربية، بما في ذلك الطلاقة والبلاغة في الكلام باللغة العربية.
- تطوير التعليم الذاتي: وهو من الأهداف المهمة التي يسعى هذا المشروع إلى تحقيقها، لا سيما وهو يهدف في الوقت ذاته إلى تطوير وتشجيع الطلبة على التفكير التحليلي والنقدي وتوسيع مدارك الفهم والاستيعاب لدى طلاب المدارس.
- نشر الوعي الثقافي بأهمية القراءة والكتابة: أيضًا يسعى هذا المشروع إلى بناء شبكة من القراء العرب من فئة الشباب وتسهيل التواصل بينهم من أجل بناء تجمعات ثقافية كبيرة تمتد إلى العديد من الدول في عالمنا العربي.
- تعزيز القيم الوطنية: يسعى كذلك المشروع إلى بناء وتعزيز الكثير من القيم الوطنية والإنسانية لدى الطلاب من خلال تعزيز حب الأوطان والشعور بالانتماء وقيم العروبة الأصيلة.
- تعزيز الحوار المفتوح: حيث يسعى المشروع إلى إيجاد نقاط مشتركة بين شباب العالم العربي وتعزيز قيم التسامح ونشر ثقافة قبول الاختلافات.
- بناء عقول شابة مستنيرة: أيضًا من أهدافه السعي إلى بناء عقول شبابية مستنيرة ذات تفكير صحيح لتتمكن من الانخراط في العالم الجديد وقيادة التغيير الإيجابي السلمي في المجتمعات العربية.
- القراءة أسلوب حياة: يهدف المشروع إلى جعل القراءة والكتابة أسلوب حياة بين طلاب المدارس، ومن ثم جزء من جزء من مهمة أوسع لرعاية جيل من الشباب يتملك الكثير من المعرفة الثقافة والاستنارة.
الفئات المستهدفة في مشروع تحدي القراءة العربي
يسعى المشروع إلى تشجيع الطلاب وحثهم على القراءة بشكل متواصل من خلال ابتكار فكرة أساسها التحدي، أمّا الفئات المستهدفة في هذا المشروع، فهي:
- طلاب المدارس من الصف الأول ولغاية الصف الثاني عشر.
- طلاب المدارس العرب في مختلف الدول العربية.
- الطلاب العرب الوجودون خارج العالم العربي.
شروط المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي
هناك العديد من الشروط الواجب توافرها بالطالب الذي ينوي الالتحاق بالمسابقة وعلى النحو الآتي:
- المواعيد الزمنية: ينبغي على الطالب المشارك في المسابقة مراعاة المواعيد المعلنة من إدارة المسابقة الخاصة بالتقديم.
- المراحل الدراسية: ينبغي على الطالب أن يكون من ضمن الصفوف الدراسية في المدارس العربية المعتمدة ومن ضمن طلاب الأول الابتدائي ولغاية الصف الثالث الثانوي.
- مراحل المسابقة: ينبغي على الطالب المشارك في المسابقة إتمام جميع مراحلها المقرّرة مُسبقًا، وإتمام قراءة وتلخيص 50 كتابًا في كراسات خاصة تسمى بالجوازات خلال تلك المراحل.
كيفية المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي
تتم المشاركة في مسابقة تحدّي القراءة عبر مراحل ينبغي أن يجتازها المشترك بنجاح وعلى النحو الآتي:
- يُسجّل الطلبة الراغبين في الاشتراك بالمسابقة من خلال مدارسهم.
- يحصل كلّ مُشترك على الكتيب الأول (جواز السفر ذو اللون الأحمر) الذي يحتوي على عشر أوراق أو تأشيرات؛ حيث ينبغي أن يقرأ الطالب عشرة كتب في هذه المرحلة ويُلخّص كلّ كتاب في ورقة واحدة في هذا الجواز، ويشترط أن يقوم بتسجيل عنوان الكتاب واسم المؤلف والناشر وملخص عن الكتاب.
- ينتقل المشارك بعد هذه المرحلة إلى مرحلة الجواز الأخضر ويُكرّر العملية الأولى نفسها؛ إذ يُلخّص عشرة كتب في عشر صفحات يدوّنها في الجواز الأخضر، وبذلك يكون قد قرأ 20 كتابًا ولخّصهم.
- ينتقل المشترك بعد ذلك إلى مرحلة الجواز الأزرق ويكرر العملية نفسها، وعليه يكون الطالب قد قرأ 30 كتابًا ولخّصَهم.
- ينتقل المشترك بعد ذلك إلى مرحلة الجواز الفضي ويكرر العملية نفسها، وعليه يكون الطالب قد قرأ 40 كتاب ولخّصَهم.
- ينتقل المشترك بعد ذلك إلى مرحلة الجواز الذهبي وهي المرحلة الأخيرة، ويُكرّر العملية نفسها، وعليه يكون الطالب قد قرأ 50 كتابًا ولخّصَهم.
آلية مسابقة تحدي القراءة العربي ومراحلها
يتم اتّباع آلية مميزة في مسابقة تحدي القراءة العربي عبر مراحل متعددة، وصولًا للتصفيات النهائية وإعلان الفائز وهي على النحو الآتي:
المرحلة الأولى
في المرحلة الأولى من مسابقة تحدّي القراءة العربي يتم فيها اختيار الطلاب الذين ترى إدارة المشروع فيهم الرغبة للدخول إلى المنافسة ممّن يمتلكون هذا النوع من المهارات وهي مهارة القراءة والتلخيص، وتبدأ هذه المرحلة باختيار الطلبة ممن الفصول الدراسية في المدرسة الواحدة ومن ثم على مستوى المدرسة.
المرحلة الثانية
تبدأ المرحلة الثانية من مسابقة تحدي القراءة العربي بعد الانتهاء من المرحلة الأولى واختيار المشتركين من المدراس الراغبة في الانضمام إلى المسابقة، ثم تنتقل المنافسة إلى مرحلة الثانية التي تُقام على مستوى المناطق التعليمية أو المديرية أو المحافظة لكي يتم اختيار 10 طلاب من كل بلد.
المرحلة الثالثة
في المرحلة الثالثة سيتأهّل المُتنافسون الذين يتمّ اختيارهم من قبل اللجان المسؤولة عن هذا الأمر في المسابقة لخوض التصفيات النهائية للوصول إلى الجائزة الكبرى التي تسبق إعلان اسم الفائز في احتفال كبير يُقام في إمارة دبي في شهر أكتوبر من كل عام.
الكتب الخاصة بمسابقة تحدي القراءة العربي
تشترط اللجنة المشرفة على مسابقة تحدي القراءة العربي على طلاب المدارس القيام بقراءة وتلخيص ما لا يقل عن 50 كتابًا من الكتب العربية من خارج المناهج المدرسية خلال العام الدراسي الذي يتقدم فيه الطالب للمشاركة في المسابقة، من خلال الوقوف أمام لجنة التحكيم التي تتألف من شخصيات أدبية بارزة في عامنا العربي، حيث يتم اختبار الشباب والشابات من المتسابقين على قدرتهم في إيصال أفكارهم عن الكتب التي قرؤوها وتطبيق ما اكتسبوه من معرفة وثقافة، كما يمكن أن يستخدم المتسابقين الكتب الإلكترونية بالإضافة إلى النسخ الورقية.
ينبغي أن يكون الكتاب باللغة العربية ويكون بالمستوى التعليمي للطالب من حيث الموضوع وعدد الصفحات، وينبغي أن يكون كتاب وليس مجلة أو جريدة.
جوائز مسابقة تحدي القراءة العربي
وضعت اللجنة المسؤولة عن مسابقة تحدي القراءة العربي جوائز مالية مشجعة للفائزين وقد بلغت قيمتها 11 مليون درهم إمارتي توزع على النحو التالي:
- تحصل أفضل مدرسة على جائزة نقدية قدرها مليون درهم إماراتي.
- يحصل المشرف المميز على جائزة نقدية قدرها 300.000 درهم إماراتي.
- يحصل بطل القراءة العرفي على جائزة نقدية قدرها 500.000 درهم إماراتي.
كيفية الفوز بمسابقة تحدي القراءة العربي ومعايير الحكم فيها
لا بد من وجود بعض المعايير التي تُساعد الطالب على المضي قدما بمسابقة تحدي القراءة العربي ومن بين هذه المعايير ما يأتي:
- المهارات اللغوية: لكي يضمن الطالب الفوز بالمسابقة ينبغي أن يتمتّع الطالب بالعديد بالمهارات في فهم النصوص والقدرة على التواصل بشكل جيد، وينبغي أن يكون الطالب متمكن من اللغة العربية.
- مهارات التفكير: ينبغي أن يتمتع الطالب بمهارات التفكير النقدي والإبداعي؛ فالطلاب في المسابقة مُلزمون بالقراءة وكتابة تلخيص لكل ما يقرؤوه من الكتب خلال مشاركتهم في المسابقة.
- المعرفة العامة: ينبغي أن يتمتع بالمعرفة العامّة التي تشمل مختلف العلوم والثقافات التي تؤهله للفوز في المسابقة
أسئلة عامة حول مشروع تحدي القراءة العربي
هناك العديد من الأسئلة العامة التي يتم طرحها حول مشروع تحدي القراءة وهي على النحو الآتي:
ما هي طبيعة الكتب التي يجب مراجعتها عند الاشتراك بالمسابقة؟
في حقيقة الأمر لا توجد كتب محددة من إدارة المسابقة يجب على الطالب مراجعتها، ولكن يجب أن يقوم الطالب بمراجعة أي كتاب يرغب به ولكن بشرط أن يكون الكتاب مناسبًا لسنه ومرحلته الدراسية.
هل من شروط المسابقة أن يقوم الطالب المشارك بتلخيص الكتاب الذي قرأه أم يكتفى بكتابة الدروس المستفادة منه؟
يجب على الطالب المشارك القيام بكتابة فكرة عامة عن الكتاب الذي قام قرأه هي عبارة عن الفكرة التي يتوصل إليها بعد الانتهاء من القراءة كما وينبغي أن تكون كتابة الفكرة تلك بأسلوب الطالب الخاص وباللغة العربية الفصحى وليس بالعامية.
هل يمكن للطالب أن يقوم بدراسة ومراجعة الكتب الإنجليزية المترجمة إلى اللغة العربية؟
نعم، يُمكن للطالب أن يقوم بقراءة بعض الكتب الإنجليزية المترجمة إلى اللغة العربية؛ إذ تُعدّ الترجمة نوعًا من أنواع الفنون الأدبية التي تمّ اعتمادها منذ وقت طويل، فضلًا عن ما تحويه تلك الكتب من معلومات قيمة وحديثة تُساعد الطالب على تنمية مهاراته التفكيرية والإبداعية.
حقائق وإحصائيات خاصة بالمشروع
هنالك الكثير من الحقائق التي تتعلق بمشروع تحدي القراءة العربية والتي أصبحت تدلّ على نجاح هذا المشروع بصورة كبيرة، وهي على النحو الآتي:
- تم تسجيل رقم قياسي جديد بلغ 21 مليون طالب مشارك في الوطن العربي عام 2020م، وبدعم 120 ألف مشترك و96 ألف مدرسة و52 دولة.
- تم اعتبار شهر مارس هو شهر القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة دعمًا لمشروع تحدي القراءة منذ عام 2016م.
- تم استقطاب ما يقارب 54 مليون طالب للقراءة والمشاركة في التحدي منذ بدايته ولغاية الآن؛ حيث لخّصوا الكتب التي قرؤوها في 50.5 مليون نسخة مطبوعة.
- تمّ استقطاب طلاب عرب للمشاركة في تحدّي القراءة العربي في أربعة دول جديدة هي: النمسا وسويسرا ولوكسمبرغ وتركيا خلال عام 2020م.
- أصبح عدد الدول المشاركة في مشروع تحدي القراءة بالعربية 52 دولة.
يعد مشروع تحدّي القراءة العربي الذي أطلقته إمارة دبي من خلال مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من المشاريع الرائدة في هذا المجال في عالمنا العربي، وهي تجربة فريدة من نوعها حظيت بالكثير من الدعم من مختلف الدول العربية وغير العربية؛ إذ أسهمت بشكل كبير في نشر ثقافة القراءة والكتابة لدى فئة الأطفال والشباب.