مستويات التحليل اللساني
مستويات التحليل اللساني
إن المستوى اللغوي اللساني بشكل عام يهتم بدراسة اللغة ووصفها وتحليلها، وذلك من خلال معرفة الأبنية الأساسية التي تبنى عليها اللغات، وتشمل المستويات اللسانية دراسة اللغة من حيث أربعة مستويات: المستوى الصوتي، المستوى النحوي، المستوى الصرفي ، المستوى الدلالي، وهي مستويات متداخلة مع بعضها ولا تنفصل رغم استقلالها، إذًا فهي مكملة لبعضها بعضًا في دراسة اللغة وفيما يأتي توضيح لهذه المستويات:
المستوى الدلالي / المعجمي
وهذا المستوى في التحليل اللساني اللغوي يعنى بدراسة المعاني ودلالة المفردات والكلمات والتراكيب، كما يقوم بدراسة بنى الوحدات المعجمية شكليًا وصياغتها وأصلها الاشتقاقي، وتتوصل للأفكار الرئيسية والموضوعات المهمة والروابط التي تربط بينها، والاتساق والانسجام في النص، وتدخل في هذا المجال نظرية الحقول الدلالية، والتي تضم مستويات ثلاثة وهي كالآتي:
- تحديد الحقل الدلالي للكلمة أو التركيب.
- تحديد الوحدات اللغوية التي تشكل جزءًا من الحقل الدلالي.
- تحديد العلاقات الموجودة داخل الحقل الدلالي، ومن الأمثلة على هذه العلاقات: الترادف والتلازم والاشتراك، والكلية والجزئية، والتضاد، والاشتمال والاقتضاء.
تكمن أهمية النظرية في تجميع الألفاظ في الحقل الدلالي المعجمي وتوزيعها والكشف عن الفجوات الموجودة في الحقل المعجمي الواحد، إن المستوى المعجمي الدلالي ذو أهمية كبيرة لمتعلم اللغة، وذلك بمحدودية قدرته على استيعاب المفردات، وذلك لمحدودية مجالات ثقافته ومستواه العلمي، وحسب مرحلته العمرية.
المستوى الصوتي/ الفونولوجي
يقوم المتسوى الفونولوجي في دراسة اللغة بالاهتمام بالأصوات وإنتاجها في جهاز النطق، بالإضافة إلى خصائصها الفيزيائية، فيهتم هذا المستوى بالجانب الصوتي من اللغة، لا الجانب المكتوب، ومهمة المستوى اللساني الصوتي حصر الأصوات اللغوية في أعداد معينة، وتصنيفها بعد إحصائها إلى ما يأتي:
- أصوات وحروف أصلية أو وحدات صوتية
تشمل الصوامت والصوائت وتسمى الفونيمات ، والفونيم هو أصغر وحدة صوتية لها تأثير في الدلالة عندما يتغير السياق الذي وضعت فيه، وتقسم الفونيمات إلى فونيمات أساسية وفونيمات ثانوية أو فرعية تمثل العناصر الأدائية للصوت كالنبر والتنغيم.
- أصوات وحروف فرعية تسمى الفونات
والفون تنويع نطقي للفونيم أي الصوت الأصلي بشكل لا يؤثر في دلالته.
المستوى الصرفي/ المورفولوجي
يهتم المستوى اللساني الصرفي باشتقاق الكلمة وتصريفها، وأساس هذا المستوى هي الكلمة والبحث عن أصلها وصيغتها ووزنها الصرفي وحروفها الأصلية والزائدة، ويدرس الكلمة تحت اسم "المورفيم" الذي يشير إلى أصغر وحدة لغوية ذات معنى، ومعاني المورفيم وظيفية بمعنى أنها تحدد إذا ما كانت الكلمة اسم أو فعل، مذكر أو مؤنث، مفرد أو مثنى أو جمع وغيرها.
يقسم المورفيم إلى نوعين: المورفيم الحر الذي يسمى بالجذر أو الأصل، ويكون مستقلًا بنفسه مثل ض ر ب في ضربت، و ش ف ي في مستشفى وغيرها، والمورفيم المقيد الذي يستخدم مع غيره في الكلمة ولا يكون مستقلًا، مثل السوابق واللواحق والدواخل على الكلمة، ومثال عليه ت في ضربت، و م س ت في مستشفى، وغيرها.
كما ينقسم المورفيم إلى نوعين آخرين: المورفيم الصوتي الذي يظهر صوتيًا من خلال إضافة عنصر صوتي (صوت أو مقطع صوتي) أو من خلال تبادل الصوائت أي تغيير الحركات دون إضافة صوت جديد، ومورفيم الصفر الذي لا علامة صوتية له وإنما يظهر من خلال معناه الوظيفي الذي يؤديه أو الحذف أو الاستتار.
المستوى النحوي/ التركيبي
يتميز هذا المستوى عن المستويات الأخرى، ويعنى بالنحو قي أي لغة من اللغات، وتقوم الجملة على ثلاثة أسس بحسب نظرية النظم للجرجاني: ملائمة أو تأليف الألفاظ في الجملة كل لفظة مع التي تليها، وتعليق الألفاظ أي تركيبها بربط أجزاء الجملة ببعضها، وترتيب الألفاظ بوضع كل لفظ في مكانه المناسب في الجملة.
أشهر المذاهب المتبعة في التحليل النحوي للجملة هما: المذهب التركيبي لمؤسسه دوسوسير، ويقوم من خلال تحليل الجملة إلى مكوناتها المباشرة من خلالل اعتبارها كلمات متتابعة بشكل أفقي وليس طبقات عمودية فوق بعضها، وتحليل الجملة إلى عناصرها المباشرة من خلال اعتبار الكلمة جزءًا من وحدة أكبر، وتحليل الجملة من خلال تصنيف عناصرها النحوية على أساس التصنيف والتعاقب.
المذهب الثاني هو المذهب التوليدي التحويلي لمؤسسه تشومسكي، ويقوم على تحليل الجملة من خلال مرحلتين: الأولى مرحلة التوليد وتتضمن القدرة على تمييز الجملة الصحيحة من الخاطئة من خلال القواعد التوليدية، والمرحلة الثانية هي التحويل، فالجملة لها تركيب باطني وآخر خارجي.