مراحل فيروس الكبد C
مراحل التهاب الكبد الفيروسي C
تجدر الإشارة إلى وجود عدة أشكال ومراحل من فيروس التهاب الكبد الوبائي C أو التهاب الكبد الفيروسي سي أو التهاب الكبد الفيروسي ج (بالإنجليزية: Hepatitis C)، حيث تكون استجابة كل منهما للعلاج مختلفة، ويمكن بيان مراحل فيروس الكبد C كما يلي:
فترة الحضانة
تتراوح فترة حضانة (بالإنجليزية: Incubation Period) فيروس التهاب الكبد الفيروسي C من أسبوعين إلى ستة شهور، وتعرّف فترة الحضانة على أنها الفترة الزمنية التي تفصل بين تعرض الشخص للفيروس لأول مرة وبداية ظهور أعراض المرض عليه، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية WHO (بالإنجليزية: World health organization) فإنّ ما يقارب 80% من المصابين لا تظهر عليهم أيّة أعراض بعد الإصابة الأولية بعدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي ج، الأمر الذي يُفسر تأخير اكتشاف حالات الإصابة بهذه العدوى في كثير من الأحيان.
مرحلة التهاب الكبد الوبائي الحاد
يتمثّل التهاب الكبد الوبائي الحاد (بالإنجليزية: Acute hepatitis) بالعدوى قصيرة المدى التي تقتصر على أن تكون خلال الشهور الستة الأولى من التعرض للفيروس، ووفقاً لما نشرته منظمة الصحة العالمية في شهر تموز لعام 2019 م؛ فإنّ حوالي 30% من الأشخاص المصابين بعدوى التهاب الكبد الفيروسي ج تتخلص أجسامهم من الفيروس خلال ستة أشهر من الإصابة بالعدوى دون الخضوع لأي علاج، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم المصابين لا يعانون من ظهور أي أعراض في مرحلة الالتهاب الحاد، أو قد تظهر عليهم أعراض غير واضحة بأنّها ترتبط بالفيروس كفقدان الشهية، أو شالعور بالإرهاق، وهناك ما نسبته 20% من المصابين قد عانوا من الإصابة باليرقان الذي يتمثل باصفرار الجلد والعينين، ونظرًا لأن الأعراض غالبًا ما تكون مبهمة وغير مرتبطة بشكل واضح بالتهاب الكبد الفيروسي ج؛ فإنّ الأفراد قد لا يرون الذهاب إلى الطبيب أمراً ملحًّا، ومن المهم التنويه إلى احتمالية الإصابة بالعدوى مرة أخرى لمن أصيب بالفيروس مسبقًا ونجح بالتعافي منه، إذ إنّ الإصابة به والتعافي منه من قبل لا يمنع عودته مرة أخرى.
مرحلة التهاب الكبد الفيروسي المزمن
تستمر العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن C (بالإنجليزية: Chronic hepatitis C) لأكثر من ستة شهور منذ الإصابة بالفيروس، وفي الحقيقة قد تبقى إصابة الشخص بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن غير مكتشفة لفترة طويلة، فقد لا يتم اكتشاف الإصابة به لغاية إجراء الطبيب لفحص الدم الروتيني، وذلك نظرًا لعدم ظهور الأعراض على معظم المصابين، أو ظهور أعراض غير واضحة كالتعب العام أو الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، هذا بالإضافة إلى أنّ التهاب الكبد الفيروسي المزمن يسبب مرض الكبد المزمن (بالإنجليزية: Chronic liver disease) الذي يتقدّم ببطء، حيث قد يحتاج لعشرات السنوات لظهوره. ووفقاً لما نُشر في مجلة العلوم الطبية الدولية (بالإنجليزية: International journal of medical sciences) فيقدّر أن 75-85% من المصابين بالعدوى لفيروس الكبد الوبائي نوع سي يصابون بعدوى مزمنة، ومن الجدير بالذكر أنّ التشخيص المبكّر وعلاج التهاب الكبد الوبائي نوع C مهم جدًّا لمنع حدوث تلف الكبد ، كما يجب على المصابين اتباع تعليمات الطبيب وعدم تناول أي نوع من الأدوية، أو الأعشاب، أو المكملات غذائية دون استشارته، نظرًا لأنّها قد تسبّب تلف الكبد، كما ومن الضروريّ الامتناع عن شرب الكحول لما قد يسببه من تلف إضافي في الكبد.
المرحلة النهائية
في المرحلة النهائية من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي نوع سي (بالإنجليزية: End stage hepatitis C)، يمكن أن يستغرق تلف الكبد فترة طويلة تتراوح من 20 إلى 30 سنة ليتطوّر إلى ما يُعرف بمرض تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Liver cirrhosis)، ونذكر هنا أنّ خطر الإصابة بتشمّع الكبد الناتج عن التهاب الكبد الفيروسي نوع سي يكون مرتفعًا عند الرجال، وأيضًا من يبلغون أكثر من 50 سنة من العمر، ومن يشربون الكحول بكثرة، والمصابون بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic fatty liver disease)، أو من هم مصابون بفيروس الكبد الوبائي نوع B (بالإنجليزية:Hepatitis B virus)، أو بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV (بالإنجليزية: Human insufficient)، أو من يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressive drugs).
يحدث تشمّع الكبد بدايةً عندما تصيب العدوى الفيروسية خلايا الكبد مما يسبّب التهابًا فيه، والذي ينتج عنه تراكم في الأنسجة النّدبية (بالإنجليزية: Scarred tissue) التي تعرّضت للالتهاب فيؤدي إلى حدوث ما يعرف بتليّف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis)، ومع مرور الوقت يزداد تراكم هذه الأنسجة حيث يتم يتم استبدال أنسجة الكبد السليمة وخلاياها بالأنسجة النّدبية، فيؤدّي ذلك لتغيير تركيب الكبد ليصبح نسيج الكبد متصلّبًا، وينتج عنه ضرر دائم للكبد وهذا ما يُعرف بالتشمّع، وعند الوصول لهذه المرحلة يصعُب على الكبد القيام بوظائفه الطبيعية مثل تنقية الدم، وتصنيع بعض العناصر الغذائية وتخزينها، ومن الجدير بالذكر أن المصابين بالتهاب الكبد الوبائي المزمن، والمصابين بمرض تشمّع الكبد أيضًا يتوجب بقاؤهم تحت المراقبة بشكل منتظم، وإعطاؤهم المطاعيم المضادة لالتهاب الكبد الفيروسي نوع A و B، حتى لو أنّهم خضعوا لعلاج التهاب الكبد الفيروسي C.
وهنا ينبغي بيان أنّ الكبد يمرّ بمراحل مختلفة عند إصابته بتشمّع الكبد، حيث يُطلق على المراحل المبكرة من تشمّع الكبد اسم تشمّع الكبد المعوّض (بالإنجليزية: Compensated cirrhosis)، وتتضمّن أعراضه حدوث انتفاخ في منطقة البطن، والتشوش الذهني، والإصابة بالإرهاق عند بعض المصابين، أما البعض الآخر فلا تظهر عليهم أي أعراض ملحوظة، وحقيقةً يتطور بعد ذلك الالتهاب إلى المرحلة النهائية، أو ما يعرف بتشمّع الكبد غير المعوّض (بالإنجليزية: Decompensated cirrhosis)، وعندها يتلف الكبد بسبب تطور الالتهاب بشكل كبير أو نتيجة المضاعفات الشديدة التي تحدث عند الوصول لهذه المرحلة، وتتضمن أعراض الإصابة بتشمّع الكبد غير المعوّض: تجمّع السائل في تجويف البطن بما يعرف بالاستسقاء البطني أو الحَمَن (بالإنجليزية: Ascites)، أو في الساقين بما يعرف بالوذمة (بالإنجليزية: Legs edema)، وكذلك حدوث خلل في وظيفة الدماغ نتيجة الإصابة باعتلال الدماغ (بالإنجليزية: Encephalopathy)، إضافة إلى نزيف في الجزء السفلي من المريء نتيجة الإصابة بالدوالي المريئية (بالإنجليزية: Esophageal varices)، وفي الواقع عند وصول المريض لهذه المرحلة وفور ظهور هذه الأعراض؛ عادةً ما يوجّه الأطباء المصاب إلى مراكز زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplant).
ومن الممكن أن يرافق التهاب الكبد المزمن حدوث اعتلال دماغيّ كبديّ (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy) يظهر كتدهور في وظيفة الدماغ عند المصابين، نظرًا لأن المواد السامة التي عادة ما يتم إزالتها بواسطة الكبد تتراكم في الدم وتصل إلى الدماغ، ومن الجدير بالذكر أن من أعراض هذا المرض الاضطراب، وانخفاض الوعي، وعند حدوث كل هذا، يكون الكبد قد وصل إلى مرحلة صعبة، يتعذر عليه فيها إتمام وظائفه كما ينبغي، وبشكل فعليّ تستمر المشكلات الصحية المهددة لحياة المصاب بالتتالي والحدوث، وقد تظهر مضاعفات شديدة مثل فشل الكبد، الذي يعني أنّ الكبد وصل إلى مرحلة فقد فيها جزءًا من وظيفته، أو وظيفته كلّها، وهي حالة مرضية تصنّف أنها خطِرة وتتطلب عناية طبية عاجلة، كما قد تتمثّل المضاعفات بالإصابة بسرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver cancer)؛ إذ تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الكبد عند الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع المزمن، فإذا أدت الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي المزمن إلى فشل الكبد الشديد، أو تشمّع الكبد دون اللجوء إلى اتخاذ أي إجراءات علاجية؛ تكون هناك احتمالية للاصابة بسرطان الكبد حتى بعد الخضوع للعلاج، ومن الجيد القول إن اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة من الإصابة به يزيد احتمالية علاجه، كما من الممكن أن تصل المضاعفات إلى الوفاة، وفور الوصول لهذه المرحلة يكون خيار زراعة الكبد هو أكثر ما ينصح به، لأن الضرر الذي لحق بالكبد في هذه المرحلة يكون غير قابل للإصلاح، وحتى بعد الخضوع لزراعة الكبد؛ يتوجب مراقبة المرضى عن كثب بسبب احتمالية عودة عدوى التهاب الكبد الوبائي مرة أخرى.
أسئلة شائعة حول فيروس الكبد C
كيف ينتشر فيروس الكبد C؟
ينتشر التهاب الكبد الفيروسي C عندما ينتقل من دم شخص مصاب ليصل إلى مجرى دم شخص سليم، مما يؤدي إلى حدوث العدوى، وعادة ما يكون ذلك عن طريق مشاركة الإبر أو المعدات الأخرى التي يتم استخدامها للحقن بين أكثر من شخص، وينتشر في مجرى دم الشخص غير المصاب،
ما هي أعراض فيروس الكبد C؟
بالنسبة إلى أعراض الإصابة بهذا الفيروس، فقد تختلف اعتمادًا على مرحلة الإصابة. وبناءً على ذلك يمكن تقسيم الأعراض بشيءٍ من التفصيل كما يلي:
- أعراض المرحلة المبكرة من فيروس الكبد C والتي تُعتبر شائعة الحدوث:
- الإصابة باليرقان ؛ (بالإنجليزية: Jaundice) أي اصفرار الجلد والعينين.
- الإرهاق (بالإنجليزيّة: Fatigue).
- الحمّى.
- الشعور بالغثيان (بالإنجليزيّة: Nausea).
- أعراض المرحلة المتقدمة من العدوى فيعاني المريض من فشل الكبد (بالإنجليزية: Liver failure) وعادةً ما ينتج عن الإصابة به مشاكل صحية مختلفة كحدوث نزيف، أو اعتلال في الدماغ (بالإنجليزية: Encephalopathy)، وقد يتطور في بعض الأحيان إلى سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver cancer)؛ الذي تظهرعلاماته كأعراض الحالات التي تعاني من سوء التغذية .