مراحل عذاب القبر
مراحل عذاب القبر
عندما يوضع الإنسان في قبره تبدأ مرحلة البرزخ وهي المرحلة الفاصلة بين الحياة الدنيا والآخرة، وبعدها يعرض الإنسان إلى ما يعرف بفتنة القبر؛ والمقصود بها سؤال الملكين له.
حيث يأتيانه الملكان الموكلان بسؤال القبر ويسألانه أسئلةً تتعلّق بالتوحيد والعقيدة؛ فيسألانه عن ربِّه، ودينه، ونبيه؛ فإذا أجابهم بخير كان ذلك خيراً له، وإذا لم يجبهم يضربانه بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، وبعد ذلك يبشر الإنسان بمقعده من الجنة أو من مقعده من النار، ويعرض عليه إلى يوم القيامة.
وقد ورد ذلك في الحديث الشريف: (العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ، فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولَانِ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ، فيُقَالُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَيَرَاهُما جَمِيعًا، وأَمَّا الكَافِرُ - أوِ المُنَافِقُ - فيَقولُ: لا أدْرِي، كُنْتُ أقُولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيُقَالُ: لا دَرَيْتَ ولَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بمِطْرَقَةٍ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً بيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَن يَلِيهِ إلَّا الثَّقَلَيْنِ).
عذاب القبر
القبر هو المكان الذي يحتوي الإنسان بعد موته وحتى يوم القيامة، والقبر إمَّا أن يكون لصاحبه روضةً من رياض الجنَّة، أو يكون حفرةً من حفر النَّار، فالذي كانت أعماله صالحةً سيعيش بنعيم الجنَّة وهو بقبره، أمَّا من كانت أعماله غير صالحةٍ فسوف يعذَّب في قبره، وسيبقى يُعذَّب حتى قيام السَّاعة.
لذلك يُعرف القبر بأنَّه أوّل منازل الآخرة؛ فقد قال الرَّسول الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ، فإن نجا منهُ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ، وإن لم يَنجُ منهُ، فما بعدَهُ أشدُّ منهُ).
وهناك أسبابٌ تجعل صاحب القبر إمَّا يتعرَّض لعذاب القبر، أو تجعله ينجو منها، وسنذكر في هذا المقال الأسباب التي تُعرّض المتوفي لعذاب القبر، وكذلك الأسباب التي قد تنجِّيه منها.
الأسباب المقتضية لعذاب القبر
يمكن تقسيم الأسباب القتضية لعذاب القبر إلى قسمين هما:
الأسباب المجملة
يعذَّب بالقبر النَّاس بسبب جهلهم بالله سبحانه وتعالى، وارتكابهم المعاصي والأمور التي نهى الله تعالى عنها، وبسبب عدم طاعتهم واتّباعه بالأمور التي أمر بها؛ فالله سبحانه وتعالى لا يعرِّض لعذاب القبر من آمنوا به حقَّ إيمانه واتّبعوه في أمورهم، واجتنبوا معاصيه.
الأسباب المفصَّلة
أخبر النَّبي - صلى الله عليه وسلَّم- عن عدَّة أسبابٍ تجعل صاحبها يعذَّب بالقبر، ومنها:
- النَّميمة.
- عدم الاستنزاه من البول.
- الكذب والزُّور.
- الغلول: وهو الأخذ من مال بيت المسلمين.
- أكل الرِّبا.
الأسباب المنجية من عذاب القبر
من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بخلقه أن جعل لهم العديد من الأسباب التي تنجيهم من عذاب القبر، ومن هذه الأسباب:
- الموت نتيجة مرض البطن.
- الاستعاذة بالله من عذاب القبر بعد أداء كلِّ صلاة.
- الاستشهاد في سبيل الله.
- الموت في يوم الجمعة أو في ليلتها.
- الأعمال الصالحة.
- قراءة سورة الملك قبل النَّوم كلَّ ليلة، فقال الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر"