مراحل المدرسة التكعيبية

مراحل المدرسة التكعيبية

تطوَّرت المدرسة التكعيبية منذ تأسيسها من خلال مرحلتين مهمتين، كانت في المرحلة الأولى أكثر تشددًا وصرامة، وفيما يأتي نبذة عن كل مرحلة:

مرحلة التكعيبية التحليلية

تشكّل هذه المرحلة بدايات المدرسة التكعيبية، وأصبحت فيها أعمال بيكاسو وبراك متشابهة جدًّا، وأظهرت لوحتهما تحليل الأشكال وانهيارها، والتركيز على استخدام لون واحد تقريبًا مثل درجات اللون البني أو الكريمي أو الرمادي، فقد بسَّط كل منهما مخطط الألوان الخاص به، حتى لا يصرف المشاهد عن بنية الشكل المرسوم نفسه.

ناسبَ نظام الألوان أحادي اللون طرق العرض المعقدة والمتعددة للأشكال، فقد ساعد ذلك على ظهور مستويات عدة متداخلة شفافة وغير شفافة، وكانت الأشكال في اللوحة تبدو كأنها تتحرك من وراء قماش دون أن تختفي، وكانت الأشكال في هذه المرحلة تضغَط وتكثَّف في وسط اللوحة مع ترك المساحة الأخرى من اللوحة قرب الحواف فارغة من الأشكال تقريبًا مثل لوحة "لامبرواز فولارد" عام 1909م.

وكانت من خصائص المدرسة التكعيبية في هذه المرحلة اعتماد الفنانين على دمج الحروف بالزخارف التمثيلية، وكانت القوارير الزجاجية و الآلات الموسيقية والصحف والنظارات والوجوه البشرية أكثر الزخارف التي يفضلونها.

مرحلة التكعيبية الاصطناعية

تغيَّرت طرق الرسم في المدرسة التكعيبية منذ عام 1912م، وظهرت أنماط جديدة في التكعيب سيطرت على الساحة الفنية في الفن التشكيلي التكعيبي، وأطلق عليها اسم التكعيبية الصناعية، فقد اعتمد فيها الفنانون على التأليف والجمع بين الأشكال المختلفة المرسومة في اللوحة، وصارت الألوان تظهر بقوة وتؤدي دورًا كبيرًا في العمل والشكل.

وحافظَ النمط الجديد على الصورة مسطحة ومجزأة على أن تكون أكبر وزخارفها أكثر، وعمدوا على جمع العديد من المتناقضات في نفس اللوحة مثل الأسطح الخشنة والملساء، واستخدموا في لوحاتهم أشياء غريبة مثل الصحف وعلب التبغ وغير ذلك وألصقوها على قماش اللوحة، وذلك من أجل التمييز بين ما هو واقعي وما هو وهمي في اللوحة بالنسبة للمشاهد حسب آرائهم.

تعريف المدرسة التكعيبية

ظهرت المدرسة التكعيبية في أوائل القرن العشرين على يد العديد من الفنانين الكبار، وتعدُّ هذه المدرسة واحدة من أشهر المدارس في الفن في العصر الحديث، فقد طوَّر بعض الرسامين أسلوبًا مميزًا في النحت والرسم، وخرجوا على أشكال الرسم والفن التقليدية، فظهرت التكعيبية كمدرسة جديدة للفن في باريس.

وقد تأسست هذه المدرسة على يدِ كلٍّ من بابلو بيكاسو وجورج براك، واعتمد أصحابها على الأشكال الهندسية عمومًا كحجر أساس في الأعمال الفنية، كما أنَّهم آمنوا يفرضية التبلور التعدينية، والتي كانت ترى في الهندسة أيضًا الحجر الأساس لجميع الأجسام، لذلك قلَّل التكعيبيون من رسم الأشكال على طبيعتها وخرجوا بها إلى أشباهها الهندسية.

رواد المدرسة التكعيبية

برزَ العديد من الفنانين الكبار في التكعيبية، وفيما يأتي نبذة عن أشهرهم:

• بابلو بيكاسو

ولد عام 1881م وتوفي عام 1973م، واحدٌ من أشهر الرسامين في القرن العشرين، ظهرت موهبته في الرسم مبكرًا، ومن أشهر لوحاته: ثلاث نساء، فتاة مع مندولين، عازف الجيتار القديم، غيرنيكا والتي تعدُّ من أشهر لوحات المدرسة التكعيبية .

• جورج براك

ولد عام 1882م وتوفي عام 1963م، من أشهر رسامي التكعيبية إلى جانب بيكاسو، سافر إلى باريس منذ صغره لولعه بالرسم، وترك الكثير من الأعمال العظيمة، ومن لوحاته: بيانو وماندولا، كمان ولوح، طاولة البلياردو، الكمان والشمعدان.