مراجعة رواية المسخ
رواية المسخ
تعدُّ رواية المسخ أو التحول واحدة من الروايات الأشهر عالمياً ، كتبها الكاتب التشيكي اليهودي المعروف فرانز كافكا باللغة الألمانية، وصارت واحدة من العلامات الفارقة في الأدب العالمي، وقد قدم كافكا هذه الرواية بأسلوب سهل وبسيط يصلح أن يتعامل معه القراء الكبار أو الناشئة، ورغم المحتوى الفلسفي العميق فيها، إلا أنها قطعة فنية ممتعة لكل ن يقرؤها.
ملخص رواية المسخ
تعتبر رواية المسخ أو التحول واحدة من أشهر روايات فرانز كافكا ، وقد نشرت هذه الرواية للمرة الأولى عام 1915 حين كان كافكا في الثانية والثلاثين من عمره، وتحكي القصة عن رجل يُدعى جريجور سامسا وهو موظف عادي مسالم يعيش مع عائلته، يستيقظ جريجور في أحد الأيام ليجد جسده ثقيلاً ويجد أنه عاجز عن التحرك من مكانه، وبينما يحاول الصراخ أو طلب النجدة يكتشف أنه غير قادر على هذا كذلك.
يمضي بعض الوقت قبل أن يستوعب جريجور سامسا حقيقة أنه قد تحول إلى حشرة عملاقة، ينزل الأمر عليه كالصاعقة، جسد صرصارٌ عملاق صار بديلاً لجسده الآن، ويدرك أنه عاجزٌ عن التحرك والكلام حين يسقط عن السرير منقلباً على ظهره.
ما بعد التحول
رغم إداركه لتحوله يبدو سامسا لا مبالياً تجاه الأمر، إذ يبدو أنَّ كلَّ ما يكترث به هو النهوض والذهاب إلى عمله قبل أن يتأخر، لكن هذا لم يكن رأي عائلته ولا رأي رئيسه في العمل، الذين شعروا بالاشمئزاز من مظهره، وانتهى الأمر برئيسه بأن يقوم بطرده، فيخسر سامسا بذلك سنوات طويلة من العمل الشاق.
تقوم أخته على رعايته في بداية الأمر، لكن سرعان ما يتغير الحال، حين تبدأ عائلته بتغيير معاملتها له، بعد أن كان هو المعيل لهم والمشرف على رعايتهم، يبدون عاجزين عن رؤيته إلا كحشرة عملاقة مقرفة لا يريدون منها شيئاً إلا أن تغادر المنزل إلى أي مكانٍ آخر.
وفاة جريجور سامسا
يقع جريجور سامسا تحت وطأة أزمة نفسية نتيجة عجزه ونتيجة تعامل عائلته السيء معه، وتبدأ الكآبة بالتفشي في روحه والامتداد إلى جسده فتتحول آلامه إلى سبب لموته.
يموت جريجور سامسا المسخ بعد فترة من المعاناة النفسية والجسدية وبعد الشعور بالعجز وقلة الحيلة، ويكون خبر وفاته خبراً مفرحاً جدَّاً لعائلته حيث يقيمون الفرح ويتلو والده الصلوات لأنه تخلص من هذا العبء المقرف أخيراً.
اقتباس من الرواية
نقتبس لكم من الرواية:إذ استيقظ (غريغور سامسا) ذات صباح، على إثر أحلام سادها الاضطراب، ووجد أنه قد تحوَّل وهو في سريره إلى حشرة عملاقة. كان مستلقيا على ظهره، الصلب مثلما درع، ولما رفع رأسه قليلا، رأى كرشه منتفخة، داكنة، تُجزِّئها خطوط مقوسة جاسية، والغطاء بالكاد ممدود على أعلاها، ويكاد أن ينزلق عنها كلية. وكانت قوائمه العديدة، والدقيقة بشكل فادح بالنظر إلى ضخامة بدنه، ما تنفك تهتز، في حركة يراها ولا يستطيع إزاءها شيئا.
فرانز كافكا
ولد فرانز كافكا في مدينة براغ في التشيك، في الثالث من يوليو عام ألف وثمانمئة وثمانية وثمانين، حيث ينتمي إلى أسرة يهودية ويتحدث الألمانية ويحمل الجنسية التشيكية، في مفارقة كان لها الأثر في تكوينه الشخصي فيما بعد، وكان كافكا ينتمي إلى الطبقة الوسطى حيث درس في المدارس الحكومية قبل أن يتوجه إلى الجامعة لدراسة القانون.
عاش كافكا أكثر أيام حياته في عزلة ، فهو لم يستطع الانتماء والتأقلم، خاصة مع فترة الحرب العالمية الأولى والاضطرابات في أوروبا، حيث كان الألمان يرونه يهودياً، وكان التشيكيون يرونه ألمانياً، أما اليهود المتشددون فكانوا يرونه علمانياً، لذا فقد ظلَّ فرانز كافكا غارقاً في عزلته ووحدته معظم أيام حياته، والتي قضى أواخرها مريضاً على أسرة المستشفيات.
كافكا والكتابة
مثَّلت الكتابة لكافكا الشغل الشاغل والهم الأعظم، كانت محاولته لسد الفجوة بينه وبين الحياة ولإيجاد مبررات للاستمرار، ويعرف كافكا في عالم الأدب برائد الكتابة الكابوسية، حيث امتازت العوالم التي اختلقها في أدبه بالغموض والقلق والكآبة وإحساساً عميقاً بالظلم والوحشة والحزن والرفض وهي المشاعر ذاتها التي كان يعيشها كافكا، أما نهايات حكايات كافكا تميل إلى السوداوية معظم الأحيان، حيث يجعل البطل ضحية في آخر القصة ويضحي به بقتله كما حصل في رواية المحاكمة وفي رواية المسخ.