مدينة تاريخية عربية
جدة
تعكس مدينة جدة التاريخية التقاليد المعمارية الطاغية على منطقة البحر الأحمر، إذ تتخذ أسلوباً معمارياً مشتركاً بين كافة المدن القائمة على ضفاف البحر الأحمر، ويشار إلى أنّ معظم هذه المدن قد بدأت بفقدان هذه المعمارية بشكل كبير تحديداً خارج حدود المملكة العربية السعودية، إذ بدأت تتخذ هذه المنازل نمطاً برجياً في نهايات القرن التاسع عشر على يد نخب تجارية في جدة، ومن الجدير بالذكر؛ فإنّ لمدينة جدة التاريخية دوراً كبيراً في التاريخ الإسلامي؛ كونها البوابة التي يتوافد إليها الحجاج المسلمون الواصلون إلى السعودية بواسطة القوارب منذ القرن السابع؛ لذلك فقد حظيت المدينة بجعلها ميناءً رئيسياً لمكة المكرمة من قبل الخليفة الثالث عثمان بن عفان؛ فساهم ذلك بقدوم السكان المسلمين إليها من مختلف دول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط للعمل فيها، وبالتالي برز نمو المدينة وازدهارها.
الإسكندريّة
يرجع تاريخ تأسيس مدينة الإسكندرية إلى عام 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الكبير عقب شن حملته الفارسية على مصر ، ويذكر أنّه كان سيتخذها عاصمةً له في مصر إلى جانب استغلالها كقاعدة بحرية لفرض سيطرته على البحر الأبيض المتوسط، أما فيما يتعلق بالإسكندرية خلال القرنين الأول والثاني فقد كان لها دور كبير في قيام الإمبراطورية الرومانية في المنطقة وزوال دولة البطالمة، هذا وتشير سطور التاريخ إلى أنّ للعصر الإسلامي تأثيراً إيجابياً عميقاً في مدينة الإسكندرية من حيث التطور السياسي والثقافي؛ ومع حلول القرن الحادي عشر بلغ ازدهارها التجاري ذروته بتصدرها المرتبة الأولى في تصدير المنسوجات والسلع الكيميائية على مستوى الوطن العربي غرباً عبر شمال إفريقيا، واتسعت لتصل بعدها إلى أوروبا.
تونس
تعتبر مدينة تونس من المدن العربية التاريخية القديمة، حيث ورد ذكرها كعاصمة للقيامة خلال عهد أغلابيدس خلال الفترة الزمنية ما بين 894-905، كما أنّها اتُخذت كعاصمة للقيروان في الفترة الزمنية 909-1057م في عهد الدولة الفاطمية، وفي القرن السابع الميلادي كانت قد خضعت تونس لحكم العرب وشهدت تطوراً ملحوظاً بعد أن تم إمدادها بمرافق للموانئ، ومع مرور الزمن ومجيء الحكم العثماني اختل وضع تونس كعاصمة؛ إلا أنّها شهدت تطوراً كبيراً في المجال التجاري بفضل عبور التجار من أراضيها، وخلال القرنين السابع والثامن عشر حل الازدهار المعماري على المدينة كاملةً وتمتعت بمشهد معماري حضاري.