مدينة إفران المغربية
مدينة إفران
تعتبر مدينة إفران من أقدم المدن المغربيّة الواقعة على ارتفاع 1.655 متر فوق مستوى سطح البحر بالقرب من مدينتي فاس ومكناس بإقليم إفران، ويبلع عدد سكان هذه المدينة حوالي 14.659 نسمة حسب احصائيّات عام 2014م، وتتميّز هذه المدينة بمناخها البارد في فصل الخريف والشتاء، وتغطي سفوح جبالها الثلوج في هذا الموسم، ويعتدل الجو في فصلي الصيف والربيع.
سبب تسميّة إفران
اسم إفران كلمة أمازيغيّة تعني الكهوف، وتستوحى من المغارات المنتشرة في محيط الطبيعة للمدينة، وفي القديم كان يطلق عليها لقب أورتي الأمازيغي الذي يعني البستان أو الحديقة، بالإضافة لذلك تلقب هذه المدينة بسويسرا الصغيرة بسبب طابعها الأوروبي.
تاريخ مدينة إفران
سكن مدينة إفران المغربيّة لأول مرة في التاريخ في القرن السادس عشر من قبل مجتمع سيدي عبد السلام المؤسس لهذه المنطقة في وادي تزقويت الواقع على بعد سبعة كيلومترات من المدينة من مصب النهر الموجود في المدينة الحاليّة، وقد كانت بيوتها في البداية على شكل كهوفٍ محفورة من الحجر الجيري الموجود في جدار الوادي، ولكن تطورت هذه الكهوف إلى مساكن فوق الأرض في الخمسين عاماً الأخيرة، واستخدمت الكهوف الموجودة تحت المنازل في تربيّة الحيوانات، ومخازن للمواد المختلفة، ولكن ما لبثت إلى أن حصلت على إقطاع أو منح أرض من السلطان الرشيد بن علي الشريف، حيث امتدّ الإقطاع من منبع إفران الحاليّة إلى وادي تزقويت وصولاً إلى خندق الحاجب، وقد كانت الأراضي الزراعيّة ملكيّة خاصة، لكن في المقابل كانت المراعي تحت تصرف الجماعات القبليّة، حيث خضع السكان القبليون في المدينة إلى حكم الاستعمار في الفترة الممتدة بين 1913-1917م، واستمرت المقاومة في قمم جبال تيماحدت، وجبل فزاز حتى عام 1922م.
السياحة والمعالم الأثريّة في إفران
في القديم كانت مدينة إفران المغربيّة المكان الذي يلتجئ إليه الفارون من المستعمرين الفرنسيين، ولكنها أصبحت فيما بعد من الأماكن المفضلة التي يقصدها الزوار المحليون والأجانب للاستمتاع بجوها خاصةً في فصلي الشتاء والخريف لممارسة رياضة التزلج على الجليد، ويتوفر محطات شتويّة خاصة لممارسة هذه الرياضة، كما يوجد العديد من المطاعم، والمنتجعات السياحيّة لاستضافة السياح والزوار.
يقصد المدينة الزوار أيضاً في فصل الصيف، وخاصةً سكان المناطق الحارة مثل: سكان مدينة فاس ومكناس لاعتدال جوها، كما يقصدها سكان المغرب الأصليين والزوار الأجانب محبي رياضة القنص البري، والتي يبدأ موسمها خلال فصل الخريف، وتتميّز هذه المدينة بكونها الأكثر انفتاحاً بسبب موقعها على الطرق المؤديّة إلى فاس ومكناس من جهة، وطريق مدينة إرفود ومراكش من جهةٍ أخرى، ويوجد فيها أهم الأسواق التجاريّة التي كانت تعرض القبائل فيها أهم منتوجاتها التقليديّة كالزربية الأمازيغية، والمنتجات الخشبيّة، والنقش، والحديد، وتم تشييد أول مدرسة فيها خاصة بتعليم اللهجة الأمازيغيّة عام 1960م.