محافظة صامطة
محافظة صامطة
تعدُّ صامطة إحدى المحافظات التي تقع في منطقة جازان في المملكة العربيّة السعوديّة ، وتعدُّ من المحافظات العريقة جدّاً فيها، بالإضافة إلى أنها تتمتّع بموقعٍ جغرافيٍّ مميز، ويبلغ عدد سكان محافظة صامطة الإجمالي بحسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء 2017م حوالي 147,330شخصاً، من ضمنهم نسبة من المغتربين غير السعوديين.
موقع محافظة صامتة
تقع محافظة صامطة في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من المملكة العربيّة السعوديّة، وتحديداً على حافّة الوادي الشهير الذي يُطلق عليه اسم وادي ليه، وتحدها محافظة الطوال من ناحية الجنوب، ومحافظة الحرث من الشرق، ومحافظة أحد المسارحة من الشمال، والبحر الأحمر من الغرب، وتقع محافظة صامطة جنوبي منطقة جازان، وتبعد عن مركزها مسافة 90كم تقريباً، وتعتبر أكبر محافظاتها من ناحية المساحة وعدد السكان، كما أنها تشتهر بأوديتها الكبيرة،، وتقع صامطة من الناحية الفلكية على خط العرض 16.5، وخط الطول 42.9.
تاريخ محافظة صامطة
عُرفت محافظة صامطة قديماً باسم مَصبرِى؛ نسبةً لبئر يوجد حالياً في الجنوب الشرقي لساحة سوق الاثنين الشهير بمدينة صامطة يحمل نفس الاسم، وامتازت المحافظة بتاريخٍ عريق يعود لأكثر من 800 عام، كباقي المدن الكبرى مثل جازان ، وصبيا، وأبو عريش، التي نشأت جميعها في ذات الحقبة مع صامطة حينها، وورد ذكر مصبرى في عدة روايات ومراجع تاريخية منها في كتاب طبقات فقهاء اليمن القرن السادس الميلادي لعمر بن علي الجعدي، وكانت هذه المرة الأولى التي يرد ذكرها، كما تمت الإشارة إليها أيضاً في كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك، للكاتب الجندي القاضي الكندي الذي توفي في عام 1331م.
محافظة صامطة حديثاً
شهدت محافظة صامطة تطورات حديثة أدّت لنهضتها بقوّة، تماما كباقي محافظات المملكة العربيّة السعوديّة؛ حيث شمل هذا التطوّر، جميع المجالات، وأدى للتوسّع في تقديم الخدمات المدنيّة لجميع القرى التابعة لها، ويوجد فيها حالياً كافّة الدوائر الحكومية، من إدارة للأحوال المدنية، ومركزٍ للشرطة، ومكتب للضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى محكمة شرعية؛ التي تعدُّ من أولى المحاكم الموجودة في المنطقة، كما يوجد فيها نادي رياضي، وهيئة للإغاثة الإسلامية، وعدّة فروع لكبرى البنوك مثل البنك الزراعي، والبنك الأهلي، بالإضافة لوجود مستشفى عام، وبضعة مستوصفات، كما أقامت فيها البلدية عدداً من الحدائق، ومكتبة رئيسيّة؛ تم بناؤها في عام 1995م وتزخر هذه المكتبة القيّمة بعددٍ كبير من الكتب يتجاوز 4,000 كتاب، تم تسخيرها لخدمة طلاب العلم الشرعي كنوع من أنواع منارات الإشعاع العلمي.
سوق الاثنين في محافظة صامطة
يتمتّع سوق محافظة صامطة بشهرةٍ واسعة على مستوى المنطقة، وهو سوقٌ شعبي يُقام صباح كل يوم إثنين من كل أسبوع في شمال المحافظة، بالقرب من حي ضاحية الملك فهد، ويحتوي على تشكيلة واسعة من البضائع الشعبية والتراثية التي تلقى رواجاً وإقبالاً كبيراً عليها، مثل الأواني الفخاريّة والخزفية، بالإضافة إلى النباتات العطرية، وقطع الأقمشة والملابس التقليدية المحليّة، والمنتجات الغذائيّة المتنوّعة كالسمن، والعسل بأنواعه، إضافة إلى الآلات التي تُستخدم لحراثة الأرض والحصاد، كما يوفر السوق أيضاً الفناجين الطينية، والمطاحن الحجرية، والحلويات الجازانية المشهورة مثل المشبك.
حصن الشريف في محافظة صامطة
يعدُّ حصن الشريف المعرف أيضاً باسم حصن صامطة من أبرز معالم محافظة صامطة؛ إذ إنه من أشهر المعالم العمرانيّة الأثريّة التي تعود لحقبة زمنيّة تتجاوز القرنين من الزمن، ويقع هذا الحصن في الجزء الجنوبي من محافظة صامطة على حافّة وادي ليه، ويتكوّن من طابقين وهو مبنيٌ من الطين المحروق المسقوف بالخشب، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1833م، وتجدر الإشارة إلى أنه تم إعادة ترميمه وتشييده في عام 1914م، ويعتبر من أقدم المعالم الأثرية العتيقة المنفردة بطرازٍ عمراني نادر في المنطقة.
التعليم في محافظة صامطة
تُعتبر محافظة صامطة من أعرق وأقدم مدن المملكة العربيّة السعوديّة من ناحية التعليم، وامتلكت هذه الميزة خاصّةً بعد وصول الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي إليها في عام 1939م؛ حيث قام بإنشاء أول مدرسةٍ فيها، وكانت في منزل أحد أعيان مدينة صامطة في ذلك الحين واستقبلت هذه المدرسة على مدار السنين أعداداً كبيرة من الطلاب، سواءً من صامطة أو من القرى المجاورة، وخرج منها عددٌ من التلاميذ الذين برزت أسمائهم في مختلف المجالات مثل، العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، ومنهم العالم الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي.
ساهم وجود أول مدرسةٍ في انتشار المدارس في مختلف القرى والمدن، ويمكن اعتبار هذه المدرسة البؤرة الرئيسية التي ساهمت بانتشار التعليم في صامطة والمناطق المحيطة، كما أسفر إنشاؤها في افتتاح أول مدرسة ابتدائية في صامطة عام 1952م، وتلتها أول مدرسة متوسطة في عام 1968م، ثمّ أول مدرسة ثانوية في عام 1977م، ونتج عن تطوّر التعليم في المدينة إنشاء كلية متوسطة للبنات ومندوبية لتعليم البنات، ومركزين للإشراف على البنين والبنات، لذا يمكن اعتبار هذه المدينة منارةً للعلم والتعليم.
استمر التطوّر التعليمي في المنطقة، حتى اُفتتح أول معهدٍ علمي علي يد الملك سعود، وضمّ هذا المعهد مدرّسين من طلابه، وساهم المعهد منذ بنائه في تقديم خدمات كبرى للمجتمع؛ إذ يمكن اعتباره كجامعة مفتوحة تزوّد أهل المنطقة خاصّة والمحافظة عامّة بكل ما يلزم من العلوم الشرعية، والعلوم الأخرى بالإضافة إلى تنظيم الدورات العلمية في داخل المملكة وخارجها، والمشاركة أيضاً في كافّة احتفالات المنطقة.