مجال الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
يُعرف الذكاء الاصطناعي (بالإنجليزية: Artificial Intelligence) بالاختصار (AI)، ويُشير إلى برمجة الآلات لتستطيع محاكاة الذكاء البشري لتتمكّن من التفكير مثل البشر وتقليد أفعالهم، ويُطلق هذا المصطلح على كلّ آلة قادرة على عرض خصائص شبيهة بخصائص العقل البشري من تعلّم وقدرة على حلّ المشكلات، كما أنّ الذكاء الاصطناعي يتميّز بقدرته على اختيار أفضل الإجراءات لتحقيق هدف معيّن بأفضل فرصة مُمكنة، كما يمتلك خاصية التعلّم الآلي، إذ يُمكن للبرامج داخل أجهزة الكمبيوتر التعلّم من البيانات الجديدة المُدخلة إليها وهي عبارة عن كميات كبيرة جداً من البيانات غير المُهيكلة مثل: النص أو الصور أو الفيديو، ثمّ تتكيّف مع هذه البيانات تلقائياً دون مساعدة الإنسان،
يجدر بالذكر أنّ مصطلح الذكاء الاصطناعي استُخدم لأول مرة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي من قِبل الباحث جون مكارثي في جامعة ستانفورد.
تاريخ الذّكاء الاصطناعيّ
فيما يأتي المراحل التي مرّ بها الذكاء الاصطناعي:
- بدأت فكرة اختراع أشياء جامدة تُشبه الكائنات الحية الذكية منذ فترة طويلة، حيث كان عند الإغريق القدماء أساطير عن الروبوتات، كما بنى المهندسون الصينيون والمصريون إنساناً آلياً.
- وصف الفلاسفة الكلاسيكيون التفكير البشري بأنّه شبيه بالنظام الرمزي ومن هنا بدأت فكرة الذكاء الاصطناعي بالظهور.
- ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي في عام 1956م في مؤتمر في كلية دارتموث في هانوفر.
- انخفض الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي وانخفضت نسبة التمويل الحكومي له في الفترة ما بين 1974-1980م، وذلك بسبب ظهور الكثير من التقارير التي انتقدت التقدّم في هذا المجال، وأُطلق على هذه الفترة اسم شتاء الذكاء الاصطناعي.
- بدأت الحكومة البريطانية بتمويل مجال الذكاء الاصطناعي في الثمانينيات وعاد مُجدداً في التقدّم لمنافسة الجهود التي يبذلها اليابانيون.
- عادت فترة الشتاء لهذا المجال في الفترة 1987-1993م لانخفاض التمويل الحكومي مُجدداً، وبسبب حدوث انهيار في سوق أجهزة الكمبيوتر.
- فاز جهاز كمبيوتر الشطرنج ديب بلو (بالإنجليزية: Deep Blue) والمصنّع من قِبل شركة (IBM) على بطل الشطرنج الروسي غاري كاسباروف في عام 1997م، وبدأ المجال بالانتعاش مُجدداً.
- فاز نظام الكمبيوتر واتسون باللقب في عام 2011م (Watson) في مسابقة (Jeopardy).
- استطاع البرنامج الحاسوبي الناطق يوجين غوستمان في اختبار تورتغ خداع الحُكّام وجعلهم يعتقدون أنّه إنسان حقيقي، واختبار تورنغ هي مسابقة لتقييم ما إذا كانت الآلة ذكية أم لا، طُوّرت في عام 1950م من قِبل عالم الرياضيات وعالم الكمبيوتر البريطاني آلان تورنغ.
- اعتقد العديد من الخبراء أنّ اختبار تورنغ ليس مقياساً دقيقاً للذكاء الاصطناعي، لذا فّكر بعضهم بتطوير نُسخة مُحدّثة عنه.
- أصبح مجال الذكاء الاصطناعي مجالاً واسعاً لا يهتمّ فقط باختراع آلة تُحاكي ذكاء الإنسان، بل أصبح أكبر من ذلك.
أهمية الذكاء الاصطناعي
تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في قدرته على إضافة قيمة كبيرة للعديد من القطاعات حول العالم، كما يمنح الشركات ميزة تنافسية كبيرة، وفيما يأتي جانب من أهميته:
- الرعاية الصحية: يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية في المناطق التي تفتقر إلى نظام رعاية صحية مُتقدّم، حيث يتمّ من خلال التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التعرّف على الأوبئة المحتملة مُبكراً، وتشخيصها من خلال التصوير، وعلاجها.
- الزراعة: يُعالج الذكاء الاصطناعي التحدّيات التي تُواجهها الزراعة من استخدام مبيدات الآفات والأسمدة ومبيدات الفطريات بشكل مُفرط، وعدم القدرة على التنبّؤ بالطلب على المنتجات، وافتقار المزروعات للري الكافي، إذ تقوم بتحسين إنتاج المحاصيل من خلال قدرتها على كشف وجود آفات، والتنبّؤ بأسعار المحاصيل وتقديم استشارات مفيدة في الوقت المناسب.
- النقل: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة السائق في المراقبة، وفي تحسين إدارة حركة السير، وعمليات التسليم.
- البيع بالتجزئة: تقوم التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بتطوير تجربة المُستخدم في شراء المنتجات بشكل مستمر، وذلك من خلال توفير اقتراحات شخصية، وعمليات بحث عن طريق المُتصفّح والنظر في المنتجات من خلال الصور، كما تُستخدم في التنبّؤ بطلب العملاء وتحسين إدارة المخزون وإدارة التسليم بشكل فعّال.
- الطاقة: يُستخدم لموازنة الطاقة بكفاءة وتخزينها في أنظمة الطاقة المتجددة، كما يتضمّن ذلك استخدام عدّادات ذكية لتحسين القدرة على تحمّل تكاليف الطاقة الشمسية.
- التصنيع: يُستخدم في تطوير الأنظمة التقنية المُستخدمة لجعلها قابلة للتكيّف، ومرنة، وقادرة على اتخاذ القرارات الذكية في المواقف غير المتوقّعة والاستجابة لها، ويُمكن تطبيقها في مجال الهندسة، وإدارة سلسلة التوريد، والإنتاج والصيانة، وضمان الجودة، والتخزين في المستودعات.
سلبيات الذكاء الاصطناعي
فيما يأتي بعض من سلبيات الذكاء الاصطناعي:
- تكلفة تنفيذه باهظة جداً.
- عملية تطوير البرمجيات التي تقوم بتطبيق الذكاء الاصطناعي تتم بشكل بطيء جداً، بسبب عدم وجود مُبرمجين ماهرين للقيام بذلك، إضافةً إلى تكلفتها العالية.
- سبباً من أسباب البطالة، وذلك بسبب الروبوتات التي تقوم بأداء الوظائف والتي تُعدّ إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- سببًا في خطر كبير على الإنسان في حال استخدامها بشكل خاطئ أو وضع إحدى آلاتها في الأيدي غير الكفؤ.
- سببًا في القتل بعض الأحيان، وذلك من خلال استخدام الأسلحة التلقائية والتي تُعدّ من أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن المُمكن أيضاً أن تصل إلى حدوث حرب ذكاء اصطناعي ممّا يُؤدي إلى خسائر فادحة، إذ قد يفقد البشر السيطرة عليها ويصعب عليهم إيقافها.
- استخدام الذكاء الاصطناعي طريقة خطيرة وخاطئة لتحقيق هدف معيّن، ويحدث هذا عندما لا يتطابق عمل الذكاء الاصطناعي مع هدف الإنسان، على سبيل المثال قد يتمّ برمجة نظام حاد الذكاء لتنفيذ مشروع جيولوجي وقد ينتج عنه أثر جانبي خطير في النظام البيئي، إذ إنّ هذه التطبيقات لا تُنفّذ ما يريده الإنسان بل تُطبّق ما يطلبه منها حرفياً.