متى ينتهي وقت السحور
وقت انتهاء السحور
ينتهي وقت السحور عندما يطلع الفجر الثاني ، وهو الذي يُسمّى بالفجر الصادق، لقوله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)، فإذا طلع الفجر وجب على المسلم أن يمتنع عن الطعام والشراب.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق)، والفجر المستطيل هو الفجر الكاذب، أما الفجر المستطير فهو الفجر الصادق، ويفرّق بينهما كما يأتي:
- الفجر الصادق
يبدأ وقت الفجر الصادق عندما يستطيل ضوؤه في الأفق، ثم يزداد تدريجياً وينتشر نوره في الشمال والجنوب إلى أن يتّضح الفجر، فهذا هو الفجر الصادق الذي يدخل به وقت الصلاة عند الأذان الثاني ، ويحرم مع بدئه الطعام والشراب للصائم.
- الفجر الكاذب
هو الفجر الذي يرتفع قليلاً بالطول كالعامود نحو السماء ثمّ تعقبه الظلمة من جديد، وهذا الفجر لا يحرّم الطعام والشراب.
إذاً فطلوع الفجر الصادق هو الوقت الذي ينتهي به وقت السحور، ويحرم عنده الأكل والشرب، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى اِمْتِنَاع السُّحُور بِطُلُوعِ الْفَجْر، وَهُوَ قَوْل الأَئِمَّة الأَرْبَعَة، وَعَامَّة فُقَهَاء الأَمْصَار".
حكم تأخير السحور
تأخير السّحور سنّة حثّ عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد جاء في الحديث عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أنّه قال: (كنت أتسحّر في أهلي، ثمّ تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم) ، وقال زيد بن ثابت لأنس بن مالك -رضي الله عنهما-: (أنّهُمْ تَسَحَّرُوا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أوْ سِتِّينَ، يَعْنِي آيَةً).
ولعلّ من أبرز الحِكم في تأخير السحور ما يأتي:
- يُعين ذلك على أداء صلاة الفجر في وقتها، لأنّ السحور يسبق وقته بقليل.
- الاقتداء بالنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
- ذكر أهل العلم أنّ في تأخير السحور مخالفة لأهل الكتاب، فهم يأكلون قبل منتصف الليل.
- يُعين المسلم في نهار رمضان ويقوّيه على طاعة الله -تعالى-.
فضل السحور في الإسلام
أنعم الله -تعالى- على المسلمين بنعمة صيام شهر رمضان المبارك ، وقد يسّره لهم بتخصيص فترةٍ معينةٍ لتناول الطعام قبل البدء بيوم الصيام؛ وتُسمى بالسحور، وقد أوصانا -عليه الصلاة والسلام- بالسحور لما له من الفوائد العديدة على صحة الإنسان، ومن أهمّها إعانة الجسم على تحمُّل الجوع والعطش خلال النهار، وممّا يدلّ على فضله في الإسلام ما يأتي:
- البركة في السحور
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تسحَّروا فإن في السَّحور بركة).
- الله وملائكته يصلّون على المتسحّرين
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّونَ على المتسحِّرينَ)، وصلاة الله على المتسحّرين تعني رحمته بهم، أما صلاة الملائكة فتعني استغفارهم لهم.