متى يكون وقت السحر
وقت السحر
يُطلق وقت السّحر على الوقت السابق لوقت طلوع الفجر، ومنه أُخذ السّحور؛ حيث يكون في وقت السّحر، ويبدأ وقت السّحر في آخر اللّيل، وقيل إنّه يبدأ عند بدء الثلث الأخير من اللّيل ، ونظراً للاختلاف الواقع بين البلدان في المواقع والأزمان فإنّه لا يمكن حساب الوقت الذي يبدأ فيه وقت السّحر، ويستمرّ هذا الوقت إلى حين طلوع الفجر، وقال فيه الغزاليّ إنّه السدس الأخير من اللّيل.
فضل وقت السحر
يعدّ وقت السّحر من أعظم الأوقات التي يتجلّى فيها إخلاص العبد لله، ففي هذا الوقت يكون الإنسان في عمق نومه، وتخلّي الإنسان عن نومه وقيامه منه أشقّ عليه، لكنّه يدلّ على إقباله على الله -عزّ وجلّ- الذي يكون أقرب ما يكون من عباده في مثل هذا الوقت.
وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إذا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أوْ ثُلُثاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن سائِلٍ يُعْطَى؟ هلْ مِن داعٍ يُسْتَجابُ له؟ هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ).
ويعدّ وقت السّحر من المواضع التي يستجيب الله فيها دعاء العباد، فقد قيل عن بعض العلماء إنّ يعقوب -عليه السّلام- لمّا قال: (سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي)، انتظر وقت السّحر ليقولها فيه، كون هذا الوقت أرجى لإجابة الدعاء.
وكان طاوس بن كيسان لا ينام في هذا الوقت، ففي ذات ليلة ذهب إلى رجلٍ يسأله، فلمّا وصل ردّ عليه أحدٌ من خلف الباب، وأخبره أنّ الرجل نائم، فتعجّب كيف لمؤمنٍ أن ينام في ذلك الوقت، وفيه قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل -رضيَ الله عنه-: (وصلاةُ الرجلِ من جوفِ الليلِ، ثم تلا قولَه: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتى بلغ (يَعْمِلُونَ)).
العبادات المستحبة في وقت السحر
يوجد العديد من العبادات التي يمكن للمسلم فعلها في وقت السّحر، نذكر بعضها فيما يأتي:
- الدعاء
فقد روى عمرو بن عبسة -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أقربُ ما يكونُ الرَّبُّ مِنَ العَبدِ في جَوفِ اللَّيلِ الآخِرِ؛ فإنِ اسْتطعتَ أنْ تكونَ ممَّنْ يذكُرُ اللهَ في تلكَ السَّاعةِ فكُنْ). ّ
- تأخير صلاة الوتر
إنّ وقت السّحر من الأوقات التي صلّى بها رسول الله صلاة الوتر، كما رغّب الإسلام ب تأخير الوتر إلى وقت السّحر إن كان المسلم متيقّنا من قدرته على أدائها، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- فقالت: (أوترَ رسولُ اللَّهِ، من أوَّلِه، وآخِرِه، وأوسطِهِ، وانتَهى وِتْرُه إلى السَّحَرِ).
- الاستغفار
فالسّحر هو أفضل وقت للاستغفار، وقد قال الله في وصف المؤمنين بأنّهم يتحرّون أوقات السّحر للاستغفار، قال -تعالى-: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، ثمّ جعل جزاؤهم: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).