متى يجب لبس الحجاب
متى يجب لبْس الحجاب
صَانَ الإسلام المرأةَ، ورفعَ من مكانتَها، وفرضَ عليها التزامات تَبدو قيوداً في ظاهرها، إلا أنّها سببٌ في حمايتها، وحفظها من أعين، ونظرات الفاسدين، كما أنّها سبب في درْء المفاسد التي تأتي من التبرّج والسفور،فيُستحبُّ للأهل أن يُلبسوا بناتهم الحجاب في عمر العشر سنوات، أو أكثر، كي تنشأَ، وتترعرعَ على العفّة والحياء، ويُصبحُ الأمر واجباً في حال ملكت الفتاة جسماً كبيراً، وملامحَ جميلةً تلفت الأنظار، وتفتن الرجال، فيُلبسها أهلُها الحجابَ خوفاً من الفتنة، ومنعاً لحصول المفاسد، وينبغي تدريبُ الفتاة، وتعويدُها على الحجاب بشكل تدريجيّ، وبأسلوب ليّن، والصبر عليها لو مانعت، أو أعرضت، والأخذ بيدها رويداً رويداً، وعدم تنفيرها كي لا تكرهَه، ولا تكره تعاليم دينها، ولو أدركت الفتاة سنّ البلوغ ، والذي يتمثّل بنزول دم الحيض، أو إدراك سنِّ خمسَ عشرةَ، أو ظهور الشعر حول الفرج، أو الاحتلام، وجب على الأهل أن يُلزموها به، حتى وإن لم تُدرك سنَّ خمسَ عشرةَ سنةً، وتُصبح حينها مُكلّفةً، ومسؤولةً عن جميع أعمالها، وقال الله عزّ وجلّ: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ).وينبغي على الأهل ألّا يتهاونوا في أمر الحجاب عند بلوغ ابنتهم، فمن فعل فقد أُثِم، وخان الأمانة التي أعطاه الله إيّاها.
طُرق عمليّة لتحبيب البنت بالحجاب
هناك عدّة أمور يُمكن للأب، أو غيره فعلها، والتي من شأنها أن تُحبّبَ الفتاة بالحجاب وهي:
- تبليغها بأنّ هذا الحجاب وضعته زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم على رؤوسهنّ الشريفة، ووضعته الكثير من الصالحات.
- تبيين الفرق بين النساء الطاهرات اللواتي سبق ذكرهُنّ، وبين السّافرات العاصيات لأمر خالقهنّ الغارقات في المهالك.
- تقديم الهدايا لابنته على التزامها بالحجاب، وتبشيرها بأنّ لها مكافأةً كُبرى عند الله سبحانه وتعالى، وهي جنّة الخلد.
- تدريبها على الحجاب منذ صغرها، حتى تقتنعَ به، ويَسهُلَ عليها لبسه عندما تَكبر.
- جعل الأم المثلَ الأعلى للبنت، وقدوتَها في الحجاب، والعفاف، ويطلب منها أن تأخُذها معها للمساجد، وحلقات القرآن الكريم.
- شرح ثواب وأجر القيام بالأعمال الصالحة، وأنّ العفيفة الطاهرة تكون سبباً في الخير والهداية.
- تعليمها آيات الحجاب في القرآن الكريم، وتفهيمها أنّ ارتداءها له ما هو إلا تنفيذُ أمر الله سبحانه وتعالى وطاعته، وكم سيرضى عنها في ذلك.
- مدح الحجاب ، وإظهار إعجابه وحبّه له، ويُحصي لابنته ما قد تَجنيه جرّاء ارتدائها له من وقار، ونورانية.
- إبعاد ابنته عن السافرات، وتقريبها من الفتيات المُحجّبات الطائعات لأمر ربّهنّ.
فضائل الحجاب
للحجاب فضائلُ عظيمة، وحِكم بالغة، ومنها:
- دلالة الحجاب على عفّة من تَرتديه وشرفها، ورفضها للشّك والريبة، قال تعالى: (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ).فهذه العفّة تاج على رؤوس الفتيات، ودلالة على طهارة قلوبهن.
- تطهير القلوب، وملؤها بتقوى الله عزّ وجلّ، وتعظيم حرماته، حيث قال المولى جلّ وعلا في كتابه العزيز: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).
- إظهار الأخلاق الحميدة، كالاحتشام، والعفّة، وحجب الابتذال والسّفالة.
- حفظ غيرة الرجل على المرأة.
- ستر المرأة، وهذا يدلّ على تقوى الله سبحانه وتعالى، وقال جلّ في علاه: (يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ).
- وقاية بنات المسلمين من الأطماع، والنّظرات الشيطانية، وحمايتهنّ من الاتهام بالفواحش، والكثير من المُؤذيات الأخرى، فيحفظ عرض المؤمنين والمؤمنات.
- حفظ حياء ، وأدب الفتاة، والحياء من أفضل الصفات في البنات، ويتكرّم الله عزّ وجلّ بهذه الصفة على كل من يُريد أن يُعزّه، ويُعلي شأنه، وهو من أخلاق الإسلام، وشعبة من شعب الإيمان.
- حفظ المرأة وتحصينها من كل من تُسوّل له نفسه بأن يُمارس الرذيلة.
- الوقوف حاجزاً منيعاً في وجه الفساد والفتنة، وبه يحفظ الله سبحانه وتعالى الأعراض ويحميها.
- الحدّ من انتشار السّفور، والاختلاط بين صفوف المسلمين.