متى كانت بيعة العقبة الثانية
وقت بيعة العقبة الثانية
تمت بيعة العقبة الثانية بعد بيعة العقبة الأولى التي سُميت ببيعة النساء ؛ لخلو بنودها من القتال أو الجهاد، أقبل كثيرٌ من أهل يثرب على الإسلام، ووجدوا فيه صلاح الدنيا والآخرة، والطريقَ لحل الخلافات بينهم، فازدادت رغبتهم في التعرف على هذا الدين ونبي الزمان، فكانت بيعة العقبة الثانية التي جرت في موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة سنة 622م.
أحداث بيعة العقبة الثانية
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستغل مواسم الحج في الدعوة إلى الله عز وجل ويقول: من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؛ فيُقابل بالسخرية والاستهزاء من قومه، حتى كانت السنة الثالثة عشر من النبوة، حيث قصد مشركو أهل يثرب مكة المكرمة لأداء مناسك الحج.
حضر معهم بضعٌ وسبعون شخصًا من مسلمي أهل يثرب، يتساءلون فيما بينهم حتى متى نترك رسول الله يطرد في جبال مكة ويخاف؟ جرت بين النبي ومسلمي يثرب اتصالات سرية، أدت إلى اتفاق الفريقين على الاجتماع في أوسط أيام التشريق في الشعب عند العقبة، على أن يكون في ظلام الليل في سرية تامة.
لما أقبل الليل، وهدأت العيون، ومضى ثلثه الأول خرج المسلمون من رحالهم متسللين مستخفين إلى المكان المتفق عليه، وهم ثلاثة وسبعون رجلًا، معهم امرأتان هما نسيبة بنت كعب (أم عمارة)، وأسماء بنت عمرو بن عدي (أم منيع).
انتظر المسلمون قدوم النبي -عليه السلام- بفارغ الصبر وهم في الشعب، وبينما هم كذلك أقبل النبي عليهم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه، ومع كونه على الكفر إلا أنّه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له.
ثم استفتح العباس هذه المباحثات مبينًا منعة النبي في بلده، وعزه من قومه؛ ليرى مدى قدرة الأنصار على حماية النبي، وبعدها رد عليه الأنصار في غاية الأدب واللطف طالبين من النبي كلامه، بدأ النبي كلامه بتلاوة القرآن ثم رغب المسلمين في الإسلام وقال: (أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم).
فكان أوّل مَن ضرب يد النبي-عليه السلام- لبيعته هو البراء بن معور ثم بايع القوم من بعده، وبينما هم كذلك صرخ الشيطان بأعلى صوته؛ محذرًا المشركين من إتمام البيعة، فقال رسول الله: (هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب -أتسمع أي عدو الله، أما والله لأفرغن لك).
نتائج بيعة العقبة الثانية
كانت من نتائج البيعة هجرة النبي وأصحابه إلى يثرب، والبذرة لإقامة الدولة الإسلامية، حيث عرض على الصحابة شروطًا كانت في غاية المشقة، وفيما يأتي سرد للبنود الخمسة التي تم الاتفاق عليها في بيعة العقبة الثانية:
- مبايعة النبي على السمع والطاعة في النشاط والكسل.
- النفقة في العسر واليسر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- كلمة الحق والجهاد دون خوف من أحدٍ أيّا كان.
- نُصرة رسول الله وتقديم محبته على النفس والزوجة والولد.