متى ظهرت العولمة
ظهور العولمة
يعتبر عدم وجود تعريفٍ دقيقٍ لكلمة العولمة أحد الأسباب لوجود نقاشٍ بين العلماء حول وقت ظهورها فعلياً، حيث يرى بعضهم أنّ العولمة قد بدأت كظاهرة مع الهجرة البشرية المبكرة، أو مع غزوات جنكيز خان، في حين يرى آخرون بأنّها معاصرة بشكلٍ أكثر، وتعتقد مجموعة أخرى أنّها ظاهرة حديثة لم تبدأ قبل الحرب العالمية الثانية، وتمّ استخدام مصطلح العولمة منذ الثمانينات، ويوجد بعض الآراء التي تعتقد بأنّ العولمة لا يمكن أن تكون أقدم من أواخر الأربعينات من القرن الماضي، أي في فترة ما بعد الحرب، ووقت نشوء الولايات المتحدة كأقوى دولةٍ في العالم.
يُعتقد أنّ مصطلح العولمة هو مصطلح جديد إلى حدّ ما، ويعتبر البروفيسور وأستاذ التسويق في كلية هارفارد للأعمال ثيودور ليفيت (بالإنجليزية: Theodore Levitt)، أول من استخدم هذا المصطلح في مقالٍ له في مجلة هارفارد عام 1983، ويمكن القول بأنّ المفهوم الأساسي لها يمكن أن يعود للبشر الأولين.
تعريف العولمة
تُعرف العولمة (بالإنجليزية: Globalization) على نطاقٍ واسعٍ بأنّها عملية إدماج الأمم والشعوب سياساً، واقتصادياً، وثقافياً في مجتمع أكبر، ويوجد العديد من التعريفات للعولمة بالاعتماد على مجال استخدامها، ومنها ما يأتي:
- اجتماعياً: فالعوملة بمنظور علماء الاجتماع هي عبارة عن عملية مستمرة تنطوي على إجراء تغييرات مترابطة في المجال الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي للمجتمع، والتي تتضمن زيادة التكامل لهذه الجوانب بين الأمم، والمناطق، والمجتمعات المحلية، والأماكن التي تبدو وكأنّها معزولة.
- اقتصادياً: فالعولمة تشير إلى توسيع الرأسمالية، بحيث تشمل جميع الأماكن في جميع أنحاء العالم داخل نظامٍ اقتصادي متكامل وعالمي.
- ثقافياً: تشير العولمة إلى الانتشار العالمي، ودمج الأفكار، والمعايير، والقيم، والسلوكيات، وأساليب الحياة.
- سياسياً: تعني العولمة تطوير أشكال الحكم التي تعمل على النطاق العالمي، ومن المفترض أن تلتزم الدول التعاونية بسياساتها، وقواعدها.
فوائد العولمة
يوجد بعض الفوائد للعولمة، ومنها ما يأتي:
- الاستثمار الأجنبي المباشر: حيث يزيد الاستثمار الأجنبي المباشر بمعدلٍ أكبر بكثير من نمو التجارة العالمية، ممّا يساعد على تعزيز نقل التكنولوجيا، وإعادة الهيكلة الصناعية، ونمو الشركات العالمية.
- الابتكار التكنولوجي: تساعد العولمة على زيادة الابتكار التكنولوجي، وتساعد زيادة المنافسة من العولمة على التحفيز لتطوير التكنولوجيا الجديدة، ولا سيما مع نمو الاستثمار الأجنبي المباشر، ممّا يساعد على تحسين الناتج الاقتصادي بجعل العمليات أكثر كفاءة.
- النمو الاقتصادي: تمكن العولمة الشركات الكبيرة من تحقيق وفورات الحجم التي تُقلّل من التكاليف والأسعار، وهذا بدوره يدعم المزيد من النمو الاقتصادي، على الرغم من أنّ هذا يمكن أن يضر العديد من الشركات الصغيرة التي تحاول التنافس محلياً.
هناك بعض المزايا التي توفرها العولمة، وذلك حسب ما يعتقده المؤيدون لها، ومنها ما يأتي:
- مساعدة البلدان النامية على مواكبة الدول الصناعية بسرعةٍ أكبر.
- خلق فرص العمل.
- تطوير الصناعات التحويلية، وتنويع وتوسيع اقتصادها.
- زيادة المستوى العام للمعيشة.
مخاطر العولمة
تشمل بعض مخاطر العولمة ما يأتي:
- الاعتماد المتبادل: تؤدي العولمة إلى الاعتماد بين الأمم، وهو ما يمكن أن يتسبب في عدم الاستقرار الإقليمي أو العالمي، وتؤدي التقلبات الاقتصادية المحلية في نهاية المطاف إلى التأثير على عددٍ كبيرٍ من البلدان التي تعتمد عليها.
- السيادة القومية: يرى البعض أنّ ازدهار أو نهوض الدول القومية أو الشركات متعددة الجنسيات أو العالمية وغيرها من المنظمات الدولية، قد يشكل تهديداً للسيادة، وقد يتسبب في أن يصبح بعض القادة قوميين ومتحيزين، أو لديهم كراهية للأجانب في نهاية المطاف.
- توزيع العدالة: فمن مخاطر العولمة، بأنّها يمكن أن تتوزع فوائدها بشكلٍ غير عادل على الدول أو الأفراد الغنية، ممّا يؤدي إلى تعدد أشكال عدم المساواة، ويؤدي إلى نشوب صراعاتٍ محتملةٍ على الصعيدين الوطني والدولي.
قد ينتج من العولمة بعض الأضرار، وتشمل ما يأتي:
- اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
- مخاوف بشأن توزيع المكاسب الاقتصادية.
- تزايد تركيز القوة الاقتصادية، والإضرار بالبيئة، وزيادة الخطر على الصحة والسلامة العامة.
- تفكك الثقافات الأصلية.
- فقدان المساءلة، والشفافية في الحكومة.