متى تكون صلاة الشفع والوتر
متى تكون صلاة الشفع والوتر
لصلاة الوتر وقتٌ طويل ويبدأ من بعد صلاة العشاء سواءٌ صُلّيت في وقتها أو كانت مجموعة جمع تقديم مع صلاة المغرب، ويمتدّ وقتها إلى حين أذان الفجر الثاني، وأفضل وقت تؤدّى فيه صلاة الوتر في آخر الليل لمن كان متيقّناً من قيامه لها، ومن خاف على نفسه عدم الاستتيقاظ؛ فيُصلّيها قبل النوم، ويؤكّد ذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ)، والأصل تقديم صلاة الشفع على الوتر؛ فلو أوتر شخص من غير أن يُصلّي الشفع لم يكن مُطبّقاً للسُنّة، وقد كره المذهب المالكي الوتر بركعة واحدة من غير حاجة، وأقلّ عدد ركعاتٍ للشفع ركعتين، ولا حدّ لأكثره، ويكون من بعد العشاء وقبل أن يُصلّي الوتر، ويجوز صلاتُها بعد الوتر في حال أوتر الشخص أوّل الليل ثُمّ نام واستيقظ لقيام الليل .
فضل صلاة الوتر
تُعدّ صلاة الوتر من العبادات الجليلة التي كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُحافظ عليها ويهتمّ بها؛ فقد كان لا يتركها في سفره ولا في حضره، وقد حثّ عليها وبيّن فضلها في أحاديث كثيرة؛ كقوله: (إنَّ اللهَ زادكم صلاةً فحافِظوا عليها ، وهي الوِترُ)، وقوله -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوترَ)، وكانت من وصاياه لأبي هُريرة -رضي الله عنه- بعدم النوم قبل أن يوتر، وقد حذّر من التهاون به أو إهماله، لذلك قال بعض أهل العلم كالحنفيّة بوجوبه، ولكنّ جُمهور الفقهاء من شافعية وحنابلة ومالكيّة على أنه سُنّة مؤكدة، وقد مدح الله -تعالى- عباده الصالحين بقوله: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، ويُعد قيام الليل ومنه الوتر من أفضل العبادات، لقوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا)، وممّا يزيد من فضل صلاة الوتر شهود الله -تعالى- لها؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ).
تعريف صلاة الشفع والوتر
يُعرف الشفع بأنّه الزوج، وأمّا الوتر فهو الفرد، وتُسمّى الثلاثة وتر، وسُمّيت بذلك لكي لا تتشابه مع صلاة المغرب؛ فتُصلى ركعتين ثُمّ واحدة، ويجوز صلاتُها بتشهّد واحد، وتُصلّى الشفع والوتر متتاليتين ، أولاً ركعتي الشفع، ويُسنّ قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، ثُمّ يسلّم المصلّي، وأمّا ركعة الوتر فيُقرأ فيها بسورة الإخلاص ثُمّ الرُكوع؛ لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- قال عبدالرحمن بن أبزى -رضي الله عنه- : (إنَّ رسولَ اللَّهِ كان يوترُ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فإذا فرغَ قالَ: سُبحانَ الملِكِ القدُّوسِ)، وإذا أراد المُسلم صلاتُها مُتّصلة فإنّه لا يجلس بعد الركعة الثانية، وإنّما يجلس للتشهّد الأخير فقط الذي يكون بعد الركعة الثالثة، وتجوز صلاتها بخمس، أو سبع، أو تسع ركعات ويجوز الاقتصار على ركعةٍ واحدةٍ؛ لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).