ماهي الاهمية التاريخية لموقع القسطنطينية
الأهمية التاريخية لموقع القسطنطينية
تعد مدينة القسطنطينية من أكثر المدن قدمًا في التاريخ، وتوجد الآن في تركيا وتعرف باسم إسطنبول، تم إنشاؤها في القرن السابع قبل الميلاد وتحديدًا في عام 657 ق. م عندما اختار الحاكم بيزاس أن يبني هذه المدينة، حيث أصبحت مدينة ساحلية مزدهرة، بسبب الموقع الجغرافي المميز لها والممتد بين قارة أوروبا وآسيا وبمينائها الطبيعي.
وأصبحت مدينة بيزنطة مدينة ذات قيمة عظيمة لكل من الإغريق والرومان، والسبب في ذلك أنها كانت تقع على الجانب الأوربي من مضيق البسفور، وهو الأمر الذي أدركه الإمبراطور قسطنطين مبكرًا.
لذلك اختيرت من قبله عام 330م ليتولى بناء العاصمة الجديد (القسطنطينية) فيها بدلًا من مدينة روما القديمة ، التي يبدو أنها أخذت بالتدهور والانهيار، لذلك قرر الإمبراطور قسطنطين بناءها في موقع بيزنطة القديمة، وادعى أنها روما الجديدة، ولعل أهم ما يميز هذه المدينة:
- أنها قريبة من الناحية الجغرافية للإمبراطورية الرومانية.
- أنها محاطة بالمياه بشكل كامل وهذا الأمر يسهل الدفاع عنها.
- أنها تشكل ميناء طبيعي يمكن استغلاله من الناحية الاقتصادية.
- أنها تعد حلقة وصل تمتد من نهر الدانوب وحتى نهر الفرات.
إنشاء مدينة القسطنطينية
بالفعل فقد تم إنشاؤها باتباع أفضل الطرق الهندسية والمعمارية وكانت هذه المدينة مقرًا للإمبراطورية البيزنطية على مدى 1100 عام قادم، شهدت خلالها فترات ازدهار وانحسار حتى سقطت على يد السلطان العثماني محمد الثاني عام 1453م.
تم بناء المدينة على سبعة تلال مثل روما القديمة، من ثم تم تقسيمها إلى أربع عشرة مقاطعة، بالإضافة إلى أنها مدينة كانت تزخر بالعديد من التماثيل لقادة الرومان العظام أمثال الإسكندر الأكبر، وقيصر، وأغسطس، ودقلديانوس، والإمبراطور قسطنطين الذي كان يرتدي زي أبولو مع صولجان في يد وكرة أرضية في اليد الأخرى، وكانت المدينة تضم شارعين رئيسيين، وبنيت فيها الكثير من الأعمدة الضخمة، كما ضمت المدينة قصر الإمبراطور الكبير وكان له مدخل ضخم الحجم، بالإضافة إلى قاعة اجتماعات كبيرة كانت تمثل سوقًا ومحكمة في ذات الوقت.
لم يقتصر اهتمام الإمبراطور قسطنطين على الناحية المعمارية للمدينة فقط بل أخذ يعيد تنظيمها اجتماعيًا، فبدأ بتوزيع حصص غذائية مجانية على السكان، كما أمن وصل المياه لهم من خلال قنوات المياه التي كانت موجودة بالأصل ولكنه عمل على توسيعها وصيانتها على نحو مميز.
الأطماع المستمرة بمدينة القسطنطينية
بعد الأعمال العظيمة التي قام بها الإمبراطور قسطنطين فيها، ذاع صيتها بين المدن والبلاد، وأطلق عليها ملكة المدن، فبالإضافة إلى موقعها الجغرافي المميز وهندستها المعمارية ودفاعتها المنيعة، كانت المدينة منظمة للغاية بمجموعة من القوانين وتدين بالدين المسيحي، لذلك شكلت المدينة قيمة عالية أغرت الكثير من المحتلين والغزاة لاحتلالها.
لذلك حاول الكثير من الأقوام اختراق دفاعاتها رغبة منهم في السيطرة عليها منها الحملة الصليبية الرابعة، التي نجحت في السيطرة عليها لفترة من الوقت قبل أن يستعيدها المسيحيون اليونانيون، من ثم تمكن السلطان محمد الثاني السيطرة عليها بشكل نهائي، بعد أن وجه ضربة قاسية للإمبراطورية البيزنطية.
سقوط القسطنطينية
بعد فترة وجيزة من اعتلائه لعرش الدولة العثمانية في عام 1451م، بدأ السلطان محمد الثاني في وضع الخطط للهجوم على القسطنطينية، إذا كان يمتلك جيشًا قويًا مسلحًا بأحدث أنواع الأسلحة، التي كانت معروفة في ذلك الوقت، وادعى أن حكم القسطنطينية يجب أن يعود إلى المسلمين.
في عام 1453م تمكن السلطان محمد الثاني من إنهاء حصاره للمدينة الذي دام ما يقارب 55 يومًا، حيث دمر دفاعاتها، وسيطرة على المناطق الساحلية المحيطية بالمدينة بأكملها، وبعد عدة محاولات تمكن من الدخول إلى المدينة ونصب نفسه ملكًا عليها.
تميزت الفترة الأولى من حكم الإمبراطورية العثمانية لمدينة القسطنينية بتحويل الكثير من الكنائس الموجودة فيها إلى جوامع، باستثناء كنيسة الرسل المقدسين التي سمح لها بالاستمرار والبقاء، من ثم جاء الحاكم سليمان القانوني وهو أبرز الحكام العثمانين والذي حكم من عام 1520م وحتى عام 1566م.
والذي قام بأعمال كبيرة وإصلاحات تنظيمية في المدينة، كما عمل على تحويل النظام القضائي الذي كان معمولًا به، بالإضافة إلى أنه استمر في توسيع الحدود الجغرافية للإمبراطورية العثمانية.
التحول من القسطنطينية إلى إسطنبول
خلال القرن التاسع عشر مرت الدولة العثمانية بالكثير من الظروف الصعبة التي أجبرتها على القيام بالعديد من الإصلاحات التنظيمية، وضمان حقوق الناس وممتلكاتهم، وحظر عقوبة الإعدام دون محاكمة، ومع نشوب حروب البلقان والحرب العالمية الأولى والحرب اليونانية عليها انتهت ما كانت تعرف بالإمبراطورية العثمانية.
وفي عام 1923م تم إبرام معاهدة لوزان ، وأصبحت الدولة العثمانية تعرف باسم جمهورية تركيا، ونقلت عاصمتها إلى أنقرة، وباتت مدينة القسطنطينية تعرف رسميًا باسم إسطنبول وكان ذلك خلال عام 1930م.