علامات العشق الحقيقي
علامات العشق الحقيقي
هُنالك العديد من العلامات الحقيقة المُميّزة والواضحة التي تظهر على الشخص العاشق، ومنها ما يأتي:
الثقة المُطلقة بالمعشوق
تعتبر الثقة المطلقة أحد العلامات الواضحة الدالة على الوقوع في الحب بشكلٍ قوي وعميق والذي قد ينمو ويصل إلى مرحلة العشق ، فعندما يأسر الحب القوي المرء الشخص يجعله يشعر بالطمأنينة والارتياح اتجاه الطرف الآخر، فلا يظهر عليه القلق والشك بشأن تصرفاته، أو صداقاته وعلاقاته الأخرى، أو الطريقة التي يقضي فيها أوقاته وهو بعيد عنه، وبالتالي لا تنتابه رغبةً وخوف تدفعه للتجسس عليه، كأن يخترق خصوصياته بدون علمه، فيعبث بهاتفه المحمول بدون إذنٍ بدافع الغيرة والشك، لأنه يؤمن بالحبيب ويعتمد عليه، ويثق به ويعلم بأنه لن يخذله، وأنّه صادق ومميّز ونقيّ ولا يُمكن أن يُسيء إلى علاقتهما.
الاهتمام الواضح وتقديم الدعم دائماً
يرغب العاشق بقضاء الوقت الجميل بصحبة شريكه متى ما استطاع ذلك، ويستغل الفرص للالتقاء به، ومشاركته المرح والمتعة والاتصال معه بطرقٍ إيجابيّة عميقة وهادفة، فيسأله دوماً عما يدور حوله، ويرغب بمعرفة المزيد عنه رغم أنه قد يعرف الكثير، ويستمتع بإجراء الحوارات الشيّقة والمتكررة معه ويستمع له باهتمامٍ ، إضافةً لاحترام آرائه ومُقترحاته، فهو يحب جميع ما يقوله عشيقه ولا يُملي عليه الكلام أو طريقة التصرّف أو يسعى لقيادة العلاقة وإمساك زمام الأمور، بل يتقبّل ما يصدر منه من أفكارٍ ووجهات نظر قد تختلف مع نظرته الخاصة للأمور، ويسعى للتعمّق به في كل لقاء، ومواكبة تطلعاته ومشاركته تحقيق أحلامه، ويفرح لنجاحه ويعتز به ويقف إلى جانبه دائماً.
تقبّل شخصيّة الطرف الآخر بإيجابيّاتها وسلبيّاتها
يكون الشخص في حالة من الهوس والهيام عند تطوّر المشاعر والوقوع في العشق، حيث إن هذه العلاقة العاطفية تجعله يتغاضى عن أخطاء المعشوق ويغفر زلاته، وينجذب له بشكلٍ كبيرٍ يُشعره بأنّ هذا الشخص مثاليّ وكامل الأوصاف، ويُمكن أن يخرج العاشق بعد المرور الوقت من مرحلة الهوس الأولى، فيبدء بالتعرف على سلبيات شريكه وأخطائه، ويكتشف عيوبه شيئاً فشيئاً، فيدرك أنه طبيعي كباقي البشر ليس مثاليّاً أو كاملاً، وله إيجابيات وسلبيات وشخصيّة مميزة، لكن هذه الحقيقة لا تُغيّر مشاعره أو تُقلل من جموحها، فالعشق الحقيقي يجعله يتقبّل تلك العيوب ويرضى بشخصيّة الطرف الآخر كما هي دون شكوى أو تذمر، كما أنّه قد يُقدم العديد من التنازلات بوعيٍ ورضا وسعادة تامة من أجل الحفاظ على العلاقة، واستمرارها تحت تأثير العشق الكبير لشريكه.
عدم الاستقرار العاطفي
هُنالك بعض العلامات العاطفية والفسيولوجية التي تُشير بوضوحٍ لتأثر العاشق بمشاعره العميقة، والتي تتطور بنموّ مشاعره، ومنها الشعور بالإدمان والحاجة للحبيب بشكلٍ دائم وافتقاده والاشتياق له ما يدفعه للتفكير به بشكلٍ مُبالغ به ومُستمر تحت تأثير الهرمونات العصبيّة المُختلفة والتي تُشعره بالسعادة والنشوة عند تذكّره، وزيادة عمق الارتباط بينهما، كما قد تنتابه الغيرة الإيجابيّة عليه أحياناً، والتي تحثّه على الالتزام في العلاقة أكثر وتكون سبباً لدعمها وتوطيدها من خلال تكثيف اهتمامه به، وثقته به أكثر.
تعابير الجسد العفويّة
وهي ما يُعرف بلغة الجسد، والتي تتمثل بتصّرفات لا إراديّة تحدث بسبب تأثّر العاشق بمشاعر الحب العميقة والصادقة، ومنها ما يأتي:
- الابتسامة التي تظهر على وجه العاشق بمجرّد الالتقاء بالمعشوق والتي تمتد لفتراتٍ طويلة ومتكررة، إضافةً للضحكات العفويّة اللطيفة التي تصدر منه على أبسط الكلمات والدعابات التي يبوح الطرف الآخر بها، وهي تنبع من السعادة الداخليّة الغامرة، والراحة الواضحة بالبقاء إلى جانبه والحديث معه بشكلٍ دائمٍ.
- التواصل البصري، وبمعنى آخر التحديق لفتراتٍ طويلة بالمعشوق ببلاهةٍ وخفة ظلٍّ وعفوية، وهي تُعبّر عن مدى الانسجام والاستمتاع بالجلوس معه، وكأن العينين طُبعت عليها رسالة تبوح بكلمات الغزل الرومانسيّة، وتُطلع المعشوق على ما في قلب شريكه من مشاعر عميقة وكبيرة يُكنها حبيبه له.
- التقليد الأعمى لتصرّفات وحركات المعشوق، وتتمثل بتكرار ما يقوم به من حركاتٍ وسلوكيات دون قصد، وتكون بشكلٍ عفوي، كأن يعكس طريقته في لمس شعره والعبث به، فيلمس العاشق شعره فوراً ويعبث به بعفويةٍ، وغيرها من الأمور.
تحمّل المسؤوليّة وإدراك قيمة العلاقة
يشعر العاشق بقيمة الحب الحقيقي ويُقدّس مشاعره ويعترف بها لمعشوقه، ويرى أن شريكه هو نصفه الآخر الذي يُكمّله، والذي لا تكتمل سعادته بدونه، وبالتالي فهو لا يقدر على حزنه أو إيذائه أو جرحه، ويُقدم كلّ الدعم له لأنّه يشعر بالحاجة لوجوده أيضاً، فكليهما فريق واحد يتشاركان الانتصارات والخسارات، ويتحملان العقبات، ويتجاوزان معاً الخلافات بودٍّ وهدوء وبنضجٍ ومسؤولية؛ للوصول إلى التناغم والانسجام، فالعاشق الحقيقي يُمسك بيد شريكه ويسير إلى جانبه ويُسانده في لحظات الحزن، ويُقاسمه البسمة والفرح، ويكون له سنداً له وعوناً دائماً في السراء والضراء، ولا يقبل بأن يتركه وحيداً، ويرى بأنّ حياته المُتزنة الجميلة لا تستقيم بدونه، وهو ما يدفعه للالتزام أكثر في علاقته وتحمّل المسؤوليّة وأداء دوره على أكمل وجه؛ لأنّه يُقدّر مكانة ودور معشوقه العظيمة فيها أيضاً.
العشق الحقيقي
وهو مرحلة مُتقدّمة من مراحل الحبّ تأتي مع مرور الوقت وبعد التعرّف أكثر على المحبوب، بحيث تُصبح المشاعر أكثر نُضجاً، وتُشكّلها سلسلة من العواطف العميقة والدافئة التي تتضمن الإخلاص، والاحترام العاطفي ، والعناية، والرحمة، والعطف، والرغبة في رعاية الحبيب والاعتناء به، والاهتمام بمصالحه ورغباته واحتياجاته، وتقديم التنازلات والتضحيات من أجله، وهي مشاعر تنبع من داخل المرء تدفعه للتمسك بالمعشوق والحفاظ على وجوده؛ نظراً لمكانته العظيمة في نفسه والتي تأسره، وتجعله يسعى دوماً لإسعاده وإرضائه، وبالتالي فهي عاطفة واضحة يصعب التكتم عليها أو محاولة إخفائها، وتظهر على شكل علامات مميزة سيتم توضيحها في الفقرات اللاحقة.