ماذا يفرز الدبور
الدّبور
الدّبور أو الزّنبار (بالإنجليزيّة: Wasp) حشرة تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، ورتيبة ذوات الخصر، وهي الرّتيبة التي تضم أيضاََ النّمل، والنّحل. وللدبابير أهمية كبيرة في البيئة لأنّ الكثير من أنواعها يتطفّل أو يفترس الكثير من الآفات الحشريّة ، مما يساعد على التحكّم بأعداد الآفات التي تهاجم المحاصيل الزّراعيّة، إلا أنها من ناحية أخرى تثير الهلع لدى الكثير من النّاس بسبب لدغتها المؤلمة.
السم الذي يفرزه الدّبور
تمتلك إناث الدّبابير إبرة مشتقة من العضو التّناسلي الحامل للبيض، وقد استخدمت إناث الدّبابير الطّفيلية التي تعود إلى ما قبل التّاريخ هذه الإبر لحقن بيضها في أجسام الحشرات الحيّة، ولحقنها بالسّم أيضاََ لشل مقاومتها، وعندما يفقس البيض تتغذى يرقات الدّبور على الحشرة التي احتضنتها، وبالرّغم من أنّ الكثير من أنواع الدّبابير تطورّت ولم تعد تستخدم الحشرات الحيّة كعائل لبيضها، إلا أنّها لا تزال قادرة على إنتاج السّم، وتستخدمه كسلاح حيوي شديد الفعاليّة، فهو يُستخدم كسلاح دفاعي ضد الحيوانات التي تفكر بمهاجمتها، وأيضا كسلاح هجومي لشل مقاومة فريستها لتتمكّن من نقلها إلى العش.
تفرز الدّبابير السّم من غدد خاصة، ثم تخزّنه في أكياس السّم، ومنها يبدأ بالتّسرّب من خلال صمامات صغيرة نحو الإبرة، وعندما يلدغ الدّبور ضحيته يدخل السّم من الإبرة إلى مجرى الدّم ، وعند وصوله إلى الخلايا تعمل الببتيدات، والإنزيمات المكونّة له على تكسير غشاء الخلية، فتتدفق مكونات الخلية إلى مجرى الدّم، وفي حال كانت هذه الخلايا المُهاجَمة تابعة للجهاز العصبي المركزي تبدأ بإرسال إشارات إلى الدّماغ، وهو ما يسبّب الشّعور بألم شديد، ولضمان شعور الضّحية بالمزيد من الألم تعمل مكونات أخرى في السّم وهي مادة نورإبينفرين على وقف تدفّق الدّم ليظل السّم متركزاََ في منطقة محددة، وقد تمر عدة دقائق قبل أن يتمكن الدّم من توزيع السّم المخفّف بعيداََ. ويحتوي سم الدّبور أيضاََ على مادتيّن، الأولى إنزيم هيالورونيداز (بالإنجليزية: Hyaluronidase)، والثّانية الببتيد المحلّل للخلايا الصّاريّة، وتعمل كلا المادتين على إذابة الأنسجة االضّامة التي تربط بين الخلايا مما يسمح للبتيدات المدمِّرة للغشاء البلازمي بالانتقال إلى الخلية المجاورة وتدمير غشائها الخلويّ، وينتج عن هذا الانتشار تورّم واحمرار منطقة اللّدغة.
سم الدّبور يقتل الخلايا السرطانيّة
كشفت دراسة أنّ نوعاََ من الدّبابير يُسمى الدّبور البرازيليّ ( الاسم العلمي: Polybia paulista ) يحتوي سمه على ببتيد مضاد للميكروبات (MP1) يمكنه تثبيط عدة أشكال من الخلايا السّرطانية مثل سرطان البروستاتا ، وسرطان المثانة، وخلايا اللوكيميا المقاومة للأدوية المتعددّة. وقد كشفت الدّراسة التي نُشرت في المجلة العلمية "Biophysical Journal" أنّ (MP1) يمكنه استهداف الخلايا السّرطانيّة دون أن يؤثّر على الخلايا السّليمة وذلك عن طريق مهاجمة الدّهون التي توجد على سطح الخلايا السّرطانية وإحداث ثقوب فيها، مما يساعد جزيئات الخلية المهمة على الخروج وقتل الخلايا السّرطانيّة، وقد افترض العلماء أنّ السر يكمن في الدهون المكونّة لأغشية الخلايا السّرطانيّة التي تكون على السّطح الخارجي لغشاء الخلية ، أما الخلايا السّليمة فتتجنب أثر(MP1) لأنّ الدّهون تكون مخفيّة في داخلها، وأشار الباحثون أنّ قدرتهم على فهم آلية عمل هذا الببتيد ستساعدهم في تطوير الدّواء المناسب للقضاء على السّرطان مستقبلاً بعد التأكّد من أنّه آمن تماماََ.
الإسعاف الأولي للدغة الدّبور
عند التّعرّض للدغة الدّبور ، أو غيره من الحشرات فمن المتوقع ظهور رد فعل خفيف مثل احمرار، وتورُّم، وحكة، وشعور بالألم في مكان اللدغة، وفي هذه الحالة يمكن الاكتفاء بالاسعافات الأوليّة الآتيّة:
- إزالة الإبرة إذا كانت لا تزال مغروسة في الجلد عن طريق كشطها بجسم مسطّح الحافة، وتجنّب استخدام الملقط؛ لأنّ الضّغط على الإبرة قد يؤدي إلى إفراز المزيد من السّم إلى الجلد.
- غسل منطقة اللّدغة بالماء والصّابون .
- تطبيق كيس ثلج ملفوف بقطعة قماش نظيفة على مكان اللدغة مدة عشر دقائق للتخلّص من التورّم والألم، وتكرار ذلك عند الحاجة.
- دهن مكان اللدغة بكريم مضاد للهيستامين مثل غسول الكالامين، أو تطبيق عجينة مكونّة من صودا الخبز والماء للمساعدة في تخفيف الحكة والألم.
- عند ظهور أعراض التّحسس الشّديد للدغة الدّبور مثل، القشعريرة، والمغص، والاستفراغ، والغثيان، وتورّم الوجه أو الشّفتين أو الحلق، ووجود مشاكل في التّنفس، يجب اتباع التّعليمات الآتيّة:
- الاتصال بخدمات الطّوارئ الطبيّة.
- حقن المريض بحاقن إبينفرين الآلي إذا توفّر معه واتباع التّعليمات المدونّة على الحاقن.
- تشجيع المصاب على الاستلقاء ورفع رجليه للأعلى.
- تعديل وضع الجسم إذا بدأ المصاب بالاستفراغ ، ومساعدته على الاستلقاء على جانبه لتسهيل خروج القيء.
- إجراء الإنعاش القلبي الرّئوي للمريض إذا فقد الوعي، أو توقف عن التّنفّس، والاستمرار على ذلك حتى وصول المساعدة الطّبيّة.
أنواع الدّبابير
فيما يأتي أشهر عائلات الدّبابير:
- دبور ثمار التّين (الاسم العلمي: Agaonidae).
- الزّنبارية النّحاسية أو كالسيديدي (الاسم العلمي: Chalcididae).
- دبابير الوقواق (الاسم العلمي: Chrysididae).
- عائلة Crabronidae، ومن أنواعها دبور الرّمل.
- الآبرات (الاسم العلمي: Cynipidae).
- الدّنْفصيات (الاسم العلمي: Eulophidae).
- البليمات الحقيقيّة (الاسم العلمي: Eupelmidae).
- النّمل المخملي (الاسم العلمي: Mutillidae).
- الدّبور العنكبوتي (الاسم العلمي: Pompilidae).
- الدّبابير اللامعة (الاسم العلمي: Scelionidae).
- السّكوليديات (الاسم العلمي: Scoliidae).
- الدّبابير الحفارة (الاسم العلمي: Sphecidae).
- دبابير الزّهرة (الاسم العلمي: Tiphiidae).
- التّوريميات (الاسم العلمي: Torymidae).
- الزنبورية (الاسم العلمي: Vespidae).
خصائص الدّبابير
يوجد أكثر من 20 ألف نوع من الدّبابير التي تختلف في خصائصها، إلا أنّ هناك خصائص مشتركة بين كل أنواعها ومنها:
- يقسم جسم الدّبور إلى ثلاثة أجزاء، وهي: الرّأس، والصّدر، والبطن.
- يمتلك كغيره من المفصليات زوائد مفصليّه، ويغطي جسمه هيكل خارجي صلب.
- يمتلك عيوناً مركبّة، وأخرى بسيطة.
- تمتلك معظم أنواع الدّبابير زوجين من الأجنحة، كما يوجد أنواع عديمة الأجنحة.
- تمتلك معظم الإناث إبرة واخزة وهي مشتقّة من العضو التّناسلي الأنثوي الذي يُسمى المسرأ، أو حامل البيض.
- تمتلك القليل من الشّعيرات، أو أنّها قد تكون عديمة الشّعر، باستثناء النّمل المخملي، ودبابير برادينوبينيديا، والسّكوليديات.
- يعيش معظمها على اليابسة، باستثناء القليل من الدّبابير المتطفلة التي تكون مائيّة.
- تتغذى الدبّابير المفترسة والمتطفلة على حشرات أخرى، والبعض منها يتخصّص بأكل العناكب ، كما أنّ الكثير من الدّبابير الطّفيلية تستخدم العناكب كعوائل إنجابية.