ماذا يسمى فاقد الأب
فاقد الأب هو اليتيم
إنّ فاقد الأب هو اليتيم، ويُطلق على الصّغير فقط، ممّا يعني أنه عندما يبلغ الطفل يزول وصف اليُتم عنه، ومن الجدير بالذّكر أنّ لفظ اليتيم تمّ ذكره في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)، أيْ لا يجوز استغلال ضعف اليتيم لأخذ ماله؛ حيث حذر الله -تعالى- من أكل مال اليتيم وتوعد فاعله بالعذاب الشديد.
وقال -تعالى- أيضًا: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، إذ نزلت هذه الآية في أبي جهل وغيره، عندما كان وصيًا على يتيم، فصدّه عندما جاء لطلب ماله، وقد ورد عن بعض العلماء أنّ اليتيم يُطلق على فاقد الأب والأم؛ لأنهما يشتركان في الحضانة والرزق.
وقد ثبت أنّ جزاء كافل اليتيم الجنّة، ودليل ذلك قول الرسول -عليه السلام-: (كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى)، وقوله: (مَن لا يَرْحَمِ النَّاسَ، لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ).
سبب تسمية اليتيم بهذا الاسم
يعود سبب تسمية اليتيم بهذا الاسم إلى من فقد أبوه على سبيل الحصر، ويُطلق لفظ اليتيم بالنسبة للبهائم على من ماتت أمه، وورد أنّ أصل لفظ اليتيم الغفلة؛ لأنّ المسؤول عنه يتغافل عن برّه ويتركه.
ووردَ أيضًا أنّ لفظ اليتيم يُطلق على المرأة التي لم تتزوّج بعد، أيْ إنّ المرأة العزباء يُطلق عليها يتيمة إلى أن تتزوّج، فإن تزوّجت زال عنها لفظ يتيمة، ودليل ذلك قوله -عليه السّلام-: (تُستَأمَرُ اليَتيمةُ في نَفْسِها، فإنْ سَكَتَتْ فقد أذِنَتْ، وإنْ أبَتْ لم تُكرَهْ).
زوال وصف اليتم بعد البلوغ
يُزال وصف اليتيم عن الصّبي الفاقد لأبيه بعد أن يبلغ الحلم، ودليل ذلك عندما أرسل نجدة إلى الصّحابي الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنه- فقال له: "متى ينقطع عن الصبي اليتيم؟ فقال: إذا أونس منه الرشد"، والمقصود بالرّشد البلوغ.
آداب التعامل مع اليتيم
أوصت الشريعة الإسلاميّة في القرآن الكريم والسّنّة النبوية كافل اليتيم أن يُقدّم أفضل ما عنده من التعامل، وفيما يأتي بيان آداب التعامل مع اليتيم:
- أن لا يعتدي على ماله، حيث يقول -تعالى-: (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا).
- أن يدخل الفرح إلى قلبه، والابتسامة في وجهه باستمرارية، بالإضافة إلى ملاطفته والمزاح معه والكلام الليّن.
- أن يُعزّز ثقته بنفسه، ويُنمّي مواهبه كما يحبّ الله ورسوله، ولا بُدّ من تعميق العقيدة الصّحيحة و التربية الإيمانية السليمة التي تجعله في مراقبة الله -تعالى-.
- أن يُحفّزه على أداء النّافع والأفضل من الأعمال، مع ترغيبه على فعل المزيد، بالإضافة إلى مدحه المستمر، والثّناء عليه بعد انتهائه من أيّ إنجاز مهما كان صغيرًا.
- أن يكون متواضعًا في تعامله مع اليتيم، وأن لا يتعالى عليه بأيّ صورة من الصّور، وأن يتعامل معه بالأخلاق التي حثّ عليها الرّسول -عليه السلام-.