ماذا يحدث بعد الموت
الانتقال إلى عالم البرزخ والقبر
دار البرزخ أو حياة البرزخ تبدأ بالموت، وكلمة البرزخ في اللُّغة: تُطلق على الحاجز الذي يكون بين شيئين، لِقولهِ -تعالى-: (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا)، وأمّا في الاصطلاح: فهي الدّار التي تأتي بعد الموت، وتمتد إلى البعث، لِقولهِ -تعالى-: (وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، أو هي الحياة التي تكون بين الموت والبعث، وقال الإمام الطّبريّ في تفسير هذه الآية: إنّ البرزخ هو ما بعد الموت، وقال ابن القيّم: إنّ البرزخ يجري عليه أحكامٌ خاصةٌ به، تختلف عن الدُّنيا، وتجري الأحكام فيه على الرّوح والجسد بحسب ما تختص به هذه الدّار، وما يكون فيها وفي القبر؛ كعذاب القبر أو نعيمه، لا يكون مما يشاهده الإنسان في الدُّنيا.
وأمّا القبر: فهو الحفرة التي يبقى فيها الإنسانُ لوحده بعد الموت، وهو لا يُفرِّق بين أحدٍ من البشر، فهو يضُمّ الغنيَّ والفقير، والحاكم والمحكوم، ويلقى فيه الإنسان العذاب أو النّعيم، ويُعيد الله -تعالى- الأرواح إلى الأجساد فيه، فيُنعّم فيه المؤمن الصالح، ويُعذّب فيه الكافر بعد سؤال الملكين لكلٍّ منهم.
سؤال الميّت في قبره
أجمعُ العُلماء على ثُبوت سؤال الملائكة للميّت في قبره، وممّا يُثبت السّؤال في القبر للميت في القُرآن الكريم والسنة النبويّة ما يأتي:
- قول الله -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ)، وقد فسّر ابنُ عبّاس -رضي الله عنه- هذه الآية: بالسّؤال عن الشّهادة للميّت في قبره، وقال عكرمة مولى ابن عبّاس: إنّها في السّؤال في القبر عن التّوحيد وعمّا مات عليه الإنسان من الإيمان أو الكُفر.
- قول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بعد الفراغ من دفن المّيت: (استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ)، فالمؤمن يُجيب بالشّهادتين، والكافر يقول: لا أدري.
- قال النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- عن سؤال المؤمن في قبره: (إنَّ العَبْدَ إذا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتَوَلَّى عنْه أصْحابُهُ، إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهِمْ قالَ: يَأْتِيهِ مَلَكانِ فيُقْعِدانِهِ فَيَقُولانِ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ؟ قالَ: فأمَّا المُؤْمِنُ، فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللهِ ورَسولُهُ قالَ: فيُقالُ له: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قدْ أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ).
- قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن سؤال الكافر والمنافق في القبر: (وأَمَّا الكَافِرُ -أوِ المُنَافِقُ- فيَقولُ: لا أدْرِي، كُنْتُ أقُولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيُقَالُ: لا دَرَيْتَ ولَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بمِطْرَقَةٍ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً بيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَن يَلِيهِ إلَّا الثَّقَلَيْنِ).
وقد ورد في الأحاديث الصّحيحة تخصيص الله -تعالى- مَلَكيْن من الملائكة لسؤال المّيت في قبره، وهُما: "مُنكرٌ ونكيرٌ"، وقد ورد اسمهما في بعض الأحاديث، كقول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إذا قُبِر أحدُكم أو الإنسانُ أتاه ملَكان أسودانِ أزرقانِ يُقالُ لأحدِهما: المنكَرُ، والآخَرُ: النَّكيرُ، فيقولانِ له: ما كُنْتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ محمَّدٍ؟ فهو قائلٌ ما كان يقولُ)، فيقومان بسؤال الميّت بعد دفنه مُباشرةً، سواءً دُفن الميّت أم لم يُدفن، فتُعادُ روحه إلى جسده، ويجلسُ أحدُهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، ويسألانه عن ربّه، ودينه، ونبيّه، فإن أجاب؛ يرى مقعده من الجنّة ، وإن كان مؤمناً عاصياً فإنّهُ يتردّد في جوابه، وأمّا الكافر فيُجيبُ بقوله: لا أدري.
نعيم القبر وعذابه
ثبت عذاب القبر في العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- أدلة عذاب القبر في القرآن والسنة:
- قال الله -تعالى-: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)، فالعرض على النار بالغدوّ والعشيّ يكونُ قبل يوم القيامة .
- قال الله -تعالى-: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وقد فسّر بعضُ الصّحابة الكِرام كابن مسعودٍ -رضي الله عنه- العذاب الأدنى بِعذاب القبر، وغير ذلك من الآيات الكريمة.
- قول الله -تعالى-: (وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّـهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ).
- قول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (أنَّهُ مَرَّ بقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ: إنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ).
- أدلة نعيم القبر في القرآن والسنة:
- قول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ، فإنَّه يُعْرَضُ عليه مَقْعَدُهُ بالغَدَاةِ والعَشِيِّ، فإنْ كانَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ).
- قول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- عن المؤمن بعد سؤال الملكين له: (أن قَد صدقَ عَبدي، فأفرِشوهُ منَ الجنَّةِ، وافتَحوا لَهُ بابًا إلى الجنَّةِ، وألبسوهُ منَ الجنَّةِ قالَ: فيأتيهِ من رَوحِها وطيبِها قالَ: ويُفتَحُ لَهُ فيها مدَّ بصرِهِ).
- النّعيم في القبر يكونُ للمؤمنين كالرّوح والرّيحان، لِقولهِ -تعالى-: (فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ)، وهذا النّعيم ينالهُ إذا جاءه الموت.
وعذاب القبر يختلفُ من شخصٍ إلى آخر، فقد يكون دائماً، ومنه ما هو مُنقطعٌ، كعذاب بعض العُصاة من المُسلمين؛ حيثُ يُعذّب بحسب معاصيه، ثُمّ يُخفّف عنه، أو قد ينقطع عذابه بالدُّعاء أو الصّدقة، وهذا العذاب ثبت بالأحاديث والأخبار الصّحيحة، ويجب التّصديقُ والإيمانُ به. وللآخرة أحكاماً خاصّةً بها، ولا يُمكنُ قياس أحوال الدُّنيا عليها، ومما يدُلُّ على عدم إدراك الإنسان لِكُلِّ شيء أنّ جبريل -عليه السّلام- كان يأتي النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- ويُكلّمه، وكان مَنْ عنده من الصّحابة لا يسمعونه أو يرونه.
وقد ثبت عذاب القبر في القرآن الكريم والسُّنة النبويّة ، والأدلة التي وردت في ثبوته كثيرةٌ، وأمّا إنكار البعض له فهو إنكارٌ غيرُ مُستندٍ إلى دليلٍ شرعيّ، فالقبر وما فيه من العذاب أو النعيم لا يُمكنُ للإنسانِ إدراكُه؛ لأنّه خارجٌ عن معهودهم في الدُّنيا، وقد ضرب ابن القيّم مثالاً عقليّاً على ذلك؛ كأن يكون هناك رجلان نائمان بجانب بعضهما، فيستيقظ أحدهما وقد رأى في المنام نعيماً، فيُرى في وجهه النّور والسُّرور، والآخر يقومُ وقد رأى كابوساً، وتكاد أنفاسهُ تختنق.
البعث والنّشور من القبور
أدلّة البعث والنشور يوم القيامة
ذكر الله -تعالى- البعث في القرآن الكريم في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، وسُمّي بالبعث؛ لإحياء الموتى فيه، وإخراجهم من قُبورِهم، وقد ثبت البعث في الكِتاب والسُّنة، كما ثبت بالعقل، والفطرة السّليمة، وقد ردّ الله -تعالى- في القُرآن على من أنكره، ومن الآيات التي تُثبتهُ قولهُ -تعالى- على لِسان إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)، وقوله -تعالى- في إثبات إخراج النّاس من قُبورهم بعد النّفخ في الصّور: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)، والإيمانُ بالبعث من أركان الإيمان ، ولا يصحُّ الإيمان إلا بالتّصديق والإيمان به.
أحداث البعث يوم القيامة
يبدأ البعث بالنّفخ في الصور، وقد وردت عشرُ آياتٍ في القرآن تتحدث صراحةً عن النّفخ في الصّور، منها قولهُ -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا)، وأمّا من السُّنة فقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (كيفَ أنعَمُ وصاحبُ الصُّورِ قدِ التَقمَ وحَنا جبهتَهُ ينتَظِرُ متَى يؤمَرُ أن ينفُخَ)، ويُسمى الملك الموكّل بالنّفخ إسرافيل، والنّفخةُ الأولى تُسمى الصّعق، وبعدها يموت من بقي من الخلق في السّماوات والأرض، إلا من استثناهم الله -تعالى- من ذلك، ثمّ يُرسل الله -تعالى- مطراً يُسمّى ماء الحياة، فينبت النّاس كما ينبت البقل، فتتجمع الأرواح والأجساد، ثُمّ تكون بعدها النّفخة الثّانية، والتي تُسمّى بنفخة البعث والإحياء، فتنشقّ الأرض عنهم فيخرُجون من قُبورهم، ووصف الله -تعالى- هذا المشهد بقوله: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ* يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ* إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ* يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ).
فيخرُج النّاس من قُبورهم مُسرعين إلى إجابة نداء إسرافيل -عليه السّلام-، وذلك لأجل العرض والحِساب، وهذا كُلّه يُسمى البعث؛ أي إعادة الأجسام بعد موتها كما كانت في الدُّنيا؛ لأجل الحساب والجزاء، وثبت البعث في الكثير من الآيات والأحاديث الصّحيحة، كقوله -تعالى-: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ)، وتعدّدت أقوال العُلماء في الإعادة، فقال بعضهم أنّ الله يعدم الذّوات والأجزاء كُلّها، ثُمّ يُعيدها بعد ذلك كما كانت أوّل مرّة بذاتها، لِقوله -تعالى-: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ)، وذهب آخرون إلى أنّ الإعادة تكون للأعضاء والأجزاء الأصليّة التي من شأنها البقاء طوال العُمر بأعيانها وأعراضها وردّ أرواحها إليها، واستدلوا بقوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وهذا بخلاف من لا تأكل الأرض جسده؛ كالأنبياء والشُّهداء. وأوّل من تنشقّ الأرض عنه هو سيدنا مُحمد -عليه الصّلاةُ والسّلام-. ثمّ يكون بعد البعث ؛ الحشر أو ما يُسمّى بالنُّشور، وهو جمع النّاس وغيرهم من المخلوقات في أرض المحشر؛ للحساب والجزاء على أعمالهم، لقول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ)، وقد بيّن الله -تعالى- للمنكرين أنّه قادرٌ على إعادتهم كما خلقهم من العدم.
كيفية الاستعداد لما بعد الموت
بيّن النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- أنّ العاقل من يستعدّ لما بعد الموت بقوله: (الكيّسُ من دانَ نفسهُ، وعملَ لما بعد الموتِ)؛ وذلك من خلال العمل للآخرة، وطاعة الله -تعالى- وعبادته، والعمل بما ينفعهُ بعد الموت، وحساب نفسه على التّقصير، ويكون الاستعداد لما بعد الموت من خلال العديد الأمور، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- الاستعاذة من عذاب القبر: فقد كان النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- يأمر الصّحابة الكرام بالاستعاذة من عذاب القبر، وكان من دُعائه: (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من عذابِ القبرِ، و أعوذُ بك من عذابِ النارِ)، وممّا يدُلّ على عِظم وأهميّة ذلك الأمر أنّه -عليه الصّلاةُ والسّلام- كان يُكثر من التّعوذ من عذاب القبر في كثيرٍ من الأوقات، وبعد الصّلوات، وفي الصّباح والمساء.
- الإكثار من ذكر الموت: وذلك للاتّعاظ به، فقد أكثر الله -تعالى- من ذكر الآيات التي تُذكّر الموت؛ لِما في ذلك من تَليِين للقلب، لِقولهِ -تعالى-: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، وأمّا من السُّنة فقول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (أكثروا من ذِكْرِ هاذمِ اللذَّاتِ: الموتُ).
- فتذكُّر الموت يمنعُ الإنسان من تمنّي اللّذات والشهوات الفانية، وتوقظ القلب، كما أنّ تذكّره يورث الاستشعار الدّائم بأنّ الدُّنيا زائلة، وبأهمية التّوجه نحو الآخرة، وقد كان النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته الكرام -رضي الله عنهم- يُكثرون من ذكر الموت والآخرة، وكانوا يُبكون عند تذكُّر الموت.
- اغتنام الأوقات: لِقول النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حياتَك قبلَ موتِك)، ويكون اغتنام الحياة من خلال عمل الأعمال الصّالحة فيها قبل أن يأتي الموت، فالآخرة هي حصادٌ لما يزرعهُ الإنسان في الدُّنيا، ولا ينبغي أن يُضيّع الإنسان أوقاته فيما لا فائدة منه، فحثّ الحديث على اغتنامها قبل أن يندم الإنسان على ما فرّط في طاعته لربّه.
- الدُّعاء للنّفس بالمغفرة والثّبات عند السّؤال: يُسنُّ لمن يحضر عند الميّت أو عند من يحتضر أن يدعو له بالمغفرة والثّبات عند السؤال، ويدعو كذلك لنفسه.
- المُبادرة إلى التّوبة قبل الموت: وردّ المظالم إلى أصحابها، وكذلك كتابة الوصيّه، قال النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ).