ماذا كانت مهنة إبراهيم عليه السلام
مهنة إبراهيم عليه السلام
عمل عدد من الأنبياء في مهن البشر ، وكانت مهنة نبيّ الله إبراهيم -عليه السّلام- الزّراعة، ولمّا كان صبيّاً وقبل أن يبلّغه الله الرّسالة، كان والده يعمل في صناعة الأصنام من الأخشاب ونحتها من الحجارة، فكان يُعطيها لإبراهيم ويكلفه ببيعها، لكنّ إبراهيم كان حكيماً ذكيّاً فطناً، فكان يأخذ الأصنام ويمشي بها في السّوق ويقول: "مَن يشتري ما لا يضره ولا ينفعه"، فلا يشتري منه أحد، ثمّ يأخذها إلى النّهر ويضع رؤوسها بالنّهر ويقول لها مستهزءاً: "اشربي اشربي"، وقد كان هذا العمل في مساعدة والده ولم تكن مهنته التي عمل بها.
وبعد أن صار نبيّاً فقد كلّفه الله وولده إسماعيل -عليهما السّلام- ببناء الكعبة المشرّفة، التي وصفها الله -تعالى- فقال -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، وجعله المكان الذي يجيء إليه النّاس من كل الأقطاب ليطوفون حوله، ثمّ جعل فيه مقام إبراهيم مصلىً قال -تعالى-: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).
وقد كان بناء الكعبة استجابة من إبراهيم وولده لأمر الله، فلم يأخذوا عليه أجراً، فكان كل منهم يبني ولسانه يدعو الله أن يتقبّل منه، ففي الحديث الشريف عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (فَجَعَلَ إسْمَاعِيلُ يَأْتي بالحِجَارَةِ وإبْرَاهِيمُ يَبْنِي، حتَّى إذَا ارْتَفَعَ البِنَاءُ، جَاءَ بهذا الحَجَرِ فَوَضَعَهُ له فَقَامَ عليه، وهو يَبْنِي وإسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ، وهُما يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، قالَ: فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حتَّى يَدُورَا حَوْلَ البَيْتِ وهُما يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}).
معلومات عن إبراهيم عليه السلام
التعريف بإبراهيم عليه السلام
أمر الله -عزّ وجلّ- سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام- بالخروج من موطنه والتّوجه إلى أرض كنعان، وكان له من العمر حينئذ خمسة وسبعون عاماً، وقد رزقه الله بإسماعيل وإسحاق -عليهما السلام-.
ويُسمّى إبراهيم -عليه السّلام- أبو الأنبياء وشجرة الأنبياء؛ ذلك أنّ جميع الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم باستثناء ثمانية يعود أصلهم إليهم، وقد خصّه الله بالذّكر في كلّ صلاة لأنّه سلّم على أمّة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج ولم يفعل مثله أحدٌ من الأنبياء، فجازاه الله على ذلك بالصّلاة والسّلام عليه إلى يوم القيامة.
دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام
بدأ سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام- بدعوة أبيه ؛ وذلك من باب البرّ فيه، ولئلّا يعترض النّاس عليه حين يدعوهم بأنّ والده مثلهم، وقد كان رفيقاً باراً محسناً في دعوة والده، لكنّ والده لم يستجيب لدعوته وانتهت هذه الدّعوة بمفارقته إياه.
ثمّ توجه إلى النّمرود الذي ادّعى الألوهيّة ونشر الفساد في الأرض، فعرض عليه إبراهيم الكثير من الدلائل على قدرة الله ووحدانيّته، ثمّ دعا عبدة الأصنام إلى التّوحيد وترك عبادة ما لا يضرّ ولا ينفع، وعرض عليهم الدّلائل، واستخدم أسلوب الاستفهام، لكنّهم اعتقدوا أنّ إبراهيم يلعب معهم، فبيّن لهم بُطلان ما يقومون به من عبادة الأصنام، وأنّ الله هو المستحق للعبادة، وانتهت هذه الدّعوة بتكسير أصنامهم، فقرّروا أن يحرقوه لكن الله نجّاه ، وذهب يدعو عبدة الكواكب الذين لم يستجيبوا له أيضاً، فأمره الله بعد ذلك بالهجرة إلى بلاد الشّام.
وقد دعا إبراهيم ربّه وهو يبني الكعبة فقال: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فكانت الاستجابة من الله بأن بعث محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من ذرّيته، وورثه في إمامة المسلمين والبيت الحرام.