ما هي نتائج تلوث الهواء
نتائج تلوث الهواء
نتائج تلوث الهواء على الإنسان
يحتوي الهواء على العديد المواد الضارة التي تسبب العديد من المشاكل البيئية والصحية، ويُعدّ تلوث الهواء أحد المشاكل التي تُهدد صحة الإنسان، فهو لا يقل خطورة عن التدخين، وارتفاع الكولسترول، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والسمنة، وغيرها من المخاطر الصحية التقليدية، إذ يتسبب تلوث الهواء في وفاة حوالي 7-8 مليون شخص سنوياً، بمعنىً آخر فإنه مسؤول عن 1 من كل 8 وفيات مبكرة تحدث في العالم، وبحسب بعض الإحصائيات، فإنّ 4.3 مليون وفاة تُسجل سنوياً بسبب تلوث الهواء الداخلي، بينما 3.7 مليون وفاة تُسجل بسبب تلوث الهواء الخارجي، ومعظم حالات الوفاة التي تُعزى إلى تلوث الهواء كانت بسبب أمراض القلب، والسكتات الدماغية، يليها مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والحادة، والسرطانات.
يختلف مقدار التلوث الذي يتعرض له الإنسان باختلاف موقعه على الكوكب، واختلاف الوقت خلال اليوم، وأيضاً اختلاف الطقس، على الرغم من أنّه مُعرض للتلوث بنسبة ما في جميع أنحاء العالم، ويتعرض الإنسان الذي يقطن المناطق ذات الازدحام المروري المرتفع، أو تلك القريبة من مناطق حرق الأخشاب لنسبة مرتفعة من تلوث الهواء، كما تساهم المعدات التي تعمل باحتراق الوقود والمُستخدَمة في الحدائق، أو المواد الكيماوية المُستخدَمة في المنازل، أو السيارات التي تحتوي على بعض الأعطال -مثل الدخان الصادر من عوادم السيارات- في تعريض الإنسان لمستويات مرتفعة من تلوث الهواء.
وبحسب بعض البيانات فإنّ المشاكل الصحية الرئيسية التي تنتج عن تلوّث الهواء تتمثل في: مشاكل الجهاز التنفسي، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز المناعي، والجهاز التناسلي، والعيون، والجلد، وغيرها، وتكمن مشكلة تلوث الهواء أيضاً في أمرين اثنين، أولهما أنّ هذه المواد السامة تؤثر بشكل كبير على كبار السن والأطفال الصغار، وثانيهما أنّه يسبب مشاكل صحية خطيرة حتى وإن كان الإنسان لا يتعرض لقدر كبير من هذه الملوثات.
نتائج تلوث الهواء على الاقتصاد
ينتج عن تلوث الهواء العديد من التبعات الاقتصادية، إذ ينمو ويزدهر الاقتصاد عندما يكون الإنسان في أتمّ الصحة والعافية، وعندما تجري الأعمال الزراعية المُعتمدَة على المواد الخام والموارد الطبيعية بشكل فعال، بعكس الوضع الاقتصادي في حالة تلوث الهواء والذي يتسبب بخسائر هائلة في المحاصيل الزراعية والغابات المستغلة في الأعمال التجارية تُقدّر بمليارات الدولارات في نهاية كل موسم زراعي، ناهيك عن الأضرار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء، والتي تُوقف الأشخاص عن أعمالهم، الأمر الذي يعرقل عجلة الإنتاج ويعود على الاقتصاد بخسائر جمّة.
وبحسب بعض البيانات الصادرة عام 2015م عن منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (بالإنجليزية: Organisation for Economic Co-operation and Development) فإنّ التكلفة الاقتصادية للوفاة المبكرة والعجز عن الحركة (الإعاقة) الناجمان عن تلوث الهواء تُقدر بحوالي 1.6 تريليون دولار أمريكي في أوروبا وحدها، لذلك يؤثر تلوث الهواء على الاقتصاد من نواحي عديدة، فهو يؤدي إلى خسائر في الأرواح البشرية، ويقلل من قدرة النظم البيئية على أداء وظائفها في المجتمع، وله بعض الآثار السلبية على العديد من المنتجات الضرورية كالغذاء، ويزيد من الكلفة الاقتصادية اللازمة لعمليات إصلاح وترميم ما تمّ تدميره من معالم تاريخية بسبب الملوثات التي تنجم عن تلوث الهواء.
ومن الآثار الأخرى لتلوث الهواء التقليل من قدرة الإنسان على العمل والإنتاج؛ بسبب ارتفاع معدلات أمراض الربو، والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مما يعني انخفاضاً في قدرة الإنسان على أداء وظيفته؛ لانخفاض مستوى صحته، وبالتالي انخفاض عام في عدد القوى العاملة، وعلى صعيد آخر فإنّ الأطفال المعرضين لنوبات الربو يحتاجون إلى إجازة مدرسية لعدة أيام، وهذا يعني تَغيب والديهم عن وظائفهم وأعمالهم لرعاية أطفالهم المرضى، مما يعني تَعطل سير العجلة الاقتصادية، وبحسب التقارير العالمية، كلّف تعطل الموظفين عن العمل بسبب الأمراض المزمنة خسائر قدرها 200 مليار دولار للعام 2018م في كافة أنحاء العالم، بينما تُقدر الخسائر الاقتصادية بسبب الإجازات المرضية حوالي 100 مليار دولار، والولادة المبكرة ما قيمته 90 مليار دولار.
نتائج تلوّث الهواء على البيئة
يؤدي تلوث الهواء إلى العديد من المشاكل التي يُمكن أن تؤثر على البيئة، ومن أهمها:
- المطر الحمضي: يُقصد بالمطر الحمضي الأمطار المحملة بكميات كبيرة من حامض الكبريتيك والنيتريك، واللذين يتكوّنان بشكل رئيسي من أكاسيد النيتروجين والكبريت، وهي الأكاسيد الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري ، وتنتقل هذه الأكاسيد بطرق مختلفة -من أهمّها الرياح- إلى مسافات طويلة، وتسبب تلف الأشجار، وزيادة حموضة التربة والماء مما يجعلها بيئات غير مناسبة للحياة البحرية والبرية، ومن جهة أخرى يزيد المطر الحمضي من تحلل المباني والمعالم الأثرية.
- الإثراء الغذائي: يُقصد بالإثراء الغذائي أو التخثث (بالإنجليزية: Eutrophication) زيادة تركيز المغذيات مثل النيتروجين في الأجسام المائية، مما يحفّز نمو بعض الطحالب التي تؤدي إلى قتل الأسماك، وفقدان التنوع النباتي والحيواني، ويساهم الإنسان في تسريع هذه العملية من خلال قيامه ببعض الأنشطة التي تزيد من معدل دخول المغذيات إلى النظم البيئية المائية عن طريق زيادة نسب انبعاثات أكاسيد النيتروجين في الهواء الناتجة عن المصانع ، ومحطات توليد الطاقة، والسيارات، والشاحنات.
- تشكل الضباب: يحدث الغبش أو العجاج أو الضباب الخفيف (بالإنجليزية: Haze) عندما تواجه أشعة الشمس بعضاً من دقائق الملوثات الصغيرة في الجو، وتنتج إمّا عن طريق الجزئيات الصغيرة المنبعثة من المنشآت الصناعية، ومحطات توليد الطاقة ، والمركبات، وأعمال البناء إلى الغلاف الجوي، أو عن طريق انبعاث بعض الأكاسيد مثل ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين إلى الغلاف الجوي، ونتيجة لانتقالها بواسطة الرياح تتشكل هذه الدقائق الصغيرة، ويؤدي الضباب الخفيف إلى حجب وضوح، وألوان، وطبيعة الأجسام التي يحول الضباب بينها.
- تدهور الحياة البرية: تؤدي الملوثات السامة الموجودة في الهواء إلى الإضرار بالحياة البرية إذا ما تعرضت لمستويات معينة من الملوثات عبر الزمن، فالحيوانات كما الإنسان قد تُصاب بالعديد من المشاكل الصحية، كالعيوب الخلقية، ومشاكل الإنجاب، والعديد من الأمراض المختلفة، كما تُشكّل الملوثات مصدر قلق للنظم البيئية المائية، فالملوثات المتجمعة في الرواسب قد تنتقل إلى الكائنات الحية عند تناولها للغذاء، وقد تراكم في أنسجة الحيوانات بصورة أكبر من وجودها في الماء أو الهواء.
- استنفاد الأوزون: يوجد الأوزون في الطبقة الملامسة لسطح الأرض، ويُعدّ في هذه الطبقة ملوثاً ضاراً بصحة الإنسان، كما يوجد في طبقة الستراتوسفير (بالإنجليزية: Stratosphere) في الغلاف الجوي، وهو ضروري لحماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ولكن بسبب الكيمياويات التي يُصنِّعها الإنسان والتي تحتوي على مركبات الكلوروفلوروكربون (بالإنجليزية: Chlorofluorocarbon)، ومركبات الهيدروكلوروفلوروكربون (بالإنجليزية: Hydrochlorofluorocarbons)، والهالونات (بالإنجليزية: Halons) بدأت تتعرض هذه الطبقة للتدمير، مما أسفر عن وصول كميات أكبر من الأشعة فوق البنفسيجة إلى الكرة الأرضية، وبالتالي زادت نسبة إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض، وتضررت بعض المحاصيل الزراعية.
- تلف المحاصيل الزراعية: يؤدي استنزاف طبقة الأوزون الناجم عن تلوث الهواء إلى إحداث تلف في المحاصيل الزراعية، وانخفاض معدلات نمو النبات، وانخفاض قدرة الأشتال الزراعية على الاستمرار والبقاء على قيد الحياة، بالإضافة إلى زيادة قابلية بعض المحاصيل للإصابة بالأمراض والآفات الزراعية المختلفة.
- التغير المناخي العالمي: يتألف الغلاف الجوي من العديد من الغازات الموجودة بنسب محددة ودقيقة، والتي تساهم في الحفاظ على نسبة جيدة من أشعة الشمس، وتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ضمن معدلاتها المقبولة، ولكن بسبب بعض الأنشطة البشرية زادت نسبة الغازات الدفيئة كغازي ثاني أكسيد الكربون والميثان، ما أدّى إلى ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض، وتكوّن ظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global Warming) التي لها بعض الأضرار على صحة الإنسان، والزراعة، والموارد المائية، والغابات، والحياة البرية.
للمزيد من المعلومات حول تلوّث الغلاف الجويّ، وأنواعه، وطرق علاجه، وآثاره بإمكانك الانتقال إلى مقال بحث حول تلوث الهواء .
وللتعرف أكثر على تلوث البيئة يمكنك قراءة المقال بحث عن تلوث البيئة