ما هي معجزة سيدنا إبراهيم
معجزة سيدنا إبراهيم
جعل النار بردًا وسلامًا عليه
كان نبي الله إبراهيم -عليه السلام- قد حطّم آلهة قومه التي كانوا يعكفون على عبادتها ، فاغتاظوا منه كثيراً، فأرادوا الانتقام منه، فعمدوا إلى إشعال النار لإلقائه فيها وحرقه، حيث قال الله -تعالى-: (قالوا حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلينَ)، وقد تمّ ذلك فعلا إلّا أنّ الله -تعالى- أمر النار ألّا تحرق وتؤذي إبراهيم -عليه السلام-، بل تكون برداً وسلاماً عليه، حيث قال الله -تعالى-: (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ).
وممّا يجدر ذكره أنّ الله -تعالى- كان قادراً على تأمين الحماية والنجاة لإبراهيم -عليه السلام- وعدم تمكين قومه منه بطرق عديدة؛ كأن يأمره بالفرار والاختفاء، أو يأمر السماء فيهطل المطر فتنطفئ النار، إلّا أنّ الله -تعالى- أراد تمكين قومه منه فيمسكوه ويُلقوه في النار؛ وذلك حتى لا يقولوا فيما بعد لو قبضنا عليه لأحرقناه وتبقى هيبة الأصنام والأوثان، وحتى يغيظهم بعجزهم عن إيذاء إبراهيم -عليه السلام- رغم قبضهم عليه وإلقائه في النار، وذلك بأن عطّل سنن الكون ونواميسه فسلب النار قدرتها على الإحراق فلم تؤذِ إبراهيم -عليه السلام-.
إحياء الطيور
كان نبي الله إبراهيم -عليه السلام- قد طلب من الله -تعالى- أن يريَه كيفية إحياء الموتى ، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)، فأمره الله -تعالى- بأن يأتي بأربعة أنواع من الطير ويضمّهنّ إليه حتى يتأملها فيعرف أحجامها، وأشكالها، وصفاتها، ثمّ بعد ذلك يذبحها ويُقطعها إلى قطع وأجزاء ويخلط العظم باللحم وبالعصب وبالريش حتى تصبح كتلة واحدة، حيث قال الله -تعالى-: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ).
ثمّ أمره بأن يضع على قمة كل جبل جزءاً من تلك الأشلاء المتقطّعة ثمّ يدعوها إليه، فتكون طيراً بإذن الله -تعالى- وتأتي إليه سعياً، حيث قال الله -تعالى-: (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وتجدر الإشارة إلى أمرين:
- أمر الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- بضمّ الطيور إليه، والتأمل فيها، والتيقن من صفاتها حتى يعرف -عليه السلام- أنّ الطيور التي أحياها الله وجاءت إليه سعياً هي ذاتها التي ذبحها وقطعها إلى أجزاء متعددة.
- أمر الله -تعالى- الطير بأن ترجع إلى إبراهيم -عليه السلام- سعياً تمشي على الأرض لا طيراناً في السماء حتى يتمكّن إبراهيم -عليه السلام- من النظر إليها والتحقق من صفاتها.
التعريف بسيدنا إبراهيم عليه السلام
هو إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح، وأمّه نونا، وُلد -عليه السلام- في أرض الكلدانيين في العراق، وتزوّج من ابنة عمّه سارة ، وكان له اثنين من الأخوة هما ناحور وهاران وهو أبو لوط -عليه السلام-.
وقد كان -عليه السلام- صاحب عقل ورشد منذ بلوغه فلم يشارك والده وقومه في ضلالهم وعبادتهم للأصنام، وعندما بلغ سنّ الأربعين وأصبح متمكناً من الدعوة والإرشاد كُلِّف بالرسالة ودعوة قومه إلى عبادة الله -تعالى- وتوحيده ونبذ الأصنام والأوثان، وكان -عليه السلام- أحد أولي العزم من الرسل.