ما هي مضاعفات استخدام الكورتيزون الموضعي على الجلد

ما هي مضاعفات استخدام الكورتيزون الموضعي على الجلد

الكورتيزون الموضعيّ

تعتبَر الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) في الأساس هرمونات طبيعيّة تُفرَز بشكل طبيعيّ في جسم الإنسان من الغدة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal Gland)، أمّا بالنسبة للكورتيزون الموضعي فهو يُمثّل مجموعة أنواع صناعيّة من الكورتيكوستيرويدات تُستخدَم لعلاج حالات جلديّة متعدّدة؛ مثل الطفح الجلديّ ، والتهاب الجلد (بالإنجليزية: Dermatitis)، والحكّة، والأكزيما، والصدفيّة (بالإنجليزية: Psoriasis)، وغيرها من الحالات والأمراض الجلديّة. إنّ للكورتيزونات الموضعيّة تأثيراً فعّالاً مضادّاً للالتهاب، كما أنّها تثبط الاستجابة المناعيّة.

مضاعفات استخدام الكورتيزون الموضعيّ وآثاره الجانبيّة

قد يؤدّي الاستخدام المستمر للكورتيزون الموضعيّ ولفترات طويلة إلى حدوثِ العديد من الآثار الجانبيّة والمضاعفات ومن أشهرها ضمور الجلد (بالإنجليزية: Skin Atrophy)؛ فعلى الرُّغم من أنّ جميع الكورتيزونات الموضعيّة قد تتسبّب في ضمور الجلد، إلّا أنّ استخدام الكورتيزونات ذات الفعاليّة العلاجيّة العالية، وانسداد الجلد، والجلد الرّقيق، وزيادة عمر المريض تزيد من فرصة حدوث ضمور الجلد.

تجدر الإشارة إلى أنّ المَناطق الأكثر عُرضةً لحُدوث ضمور الجلد هي الوجه، وظهر اليدين، ومناطق الثنيات في الجلد، ومن الممكن إزالة هذا الضمور من خلال إيقاف العلاج، لكنّه قد يَحتاج إلى مدّةٍ زمنيّةٍ تصل إلى عدّة أشهر. إنّ استخدام مادّة التريتينوين الموضعيّ (بالإنجليزية: Topical Tretinoin) بشكل مُتزامن مع استخدام الكورتيزون الموضعي من الممكن أن يقلّل احتماليّة حدوث ضمور الجلد، والتريتينوين هو أحد أنواع الأدوية المُستخدمة لعلاج حبّ الشباب، حيث يؤثّر على نموّ خلايا البشرة ويقلّل من حدة البثور ويسرّع من شفائها والتآمها.

قد يتسبّب استخدام الكورتيزون الموضعي في حدوث توسّع في الشعيرات الدمويّة (بالإنجليزية: Telangiectasia)، وحدوث خطوط وتشقّقات في الجلد (بالإنجليزية: Striae)، وقد يُسهم في حدوث حالةٍ جلديّة تُسمّى العد الورديّ أو الورديّة (بالإنجليزية: Rosacea)، وهي حالة مُزمنة تُصيب في المقام الأوّل بشرة الوجه وتؤدّي إلى حدوث احمرارٍ على الأنف، والوجنتين، والذقن، والجبهة، قد تتوهّج أحياناً وتَذهب أحياناً أُخرى. قد يؤثر الاستخدام غير الصّحيح للكورتيزونات الموضعيّة عند علاج حالات العدوى الناتجة عن البكتيريا والفطريّات على العدوى السّطحّية (بالإنجليزية: Superficial Infection)؛ حيث إنّ الكورتيزون يتضارب مع السير الطبيعيّ للالتهاب مما يؤدّي إلى زيادة انتشار العدوى البكتيريّة والفطريّة.

إنّ استخدام الكورتيزونات ذات الفعاليّة العلاجيّة العالية قد يتسبّب في حدوث السعفة (بالإنجليزيّة: Tinea)، وهي التهابٌ فطريّ جلديّ يبدأ بظهور احمرارٍ في الجلد، وقد يؤدي إلى حدوث تقشّر وتكوّن وفقاعاتٍ في الجلد، وغيرها من الأعراض التي قد تصل إلى الأنسجة العميقة (بالإنجليزية: Deep-Tissue Tinea) وتسمّى حينها باسم ورم ماجوشي الحبيبيّ (بالإنجليزية: Majocchi granuloma)، وهو التهابٌ يحدث في بصيلات الشعر أو أدمة الجلد المُحيط بالشعرة ويكون غالباً بسبب الفطريّات الجلديّة. من الآثار الجانبيّة أيضاً لاستخدام الكورتيزونات الموضعيّة حدوث زيادة في تصبّغ الجلد أو حدوث نقصان في التصبّغ، وزيادة في نموّ الشعر، وحبّ الشباب، وحساسيّة الضوء (بالإنجليزية: Photosensitization)، والمقصود بحساسية الضوء ظهور الطفح الجلدي الذي ينشأ عن طريق حدوثِ تفاعلٍ غير طبيعيّ بين أشعّة الشمس وحامل اللون (بالإنجليزيّة: Chromophore) في الجلد.

الاستخدام الصّحيح للكورتيزون الموضعيّ

يجب معرفة أنواع الكورتيزونات الموضعيّة من خلال سُؤال الطبيب المختص والمعالِج، وذلك بهدفِ اختيارِ الوصفة العلاجيّة المُناسبة لزيادة الفعاليّة وتقليل الآثار الجانبيّة، ومن أهمّ العَوامل التي تساعد على الاختيار السّليم هو التّشخيص الدقيق والصّحيح للحالة، ومَعرفة الفعاليّة والقُدرة العلاجيّة للدواء، وتَركيبة الدواء، وعدد مرّات الاستخدام، ومُدّة الاستخدام، ومَعرفة الآثار الجانبيّة، والتاريخ المَرضي للمريض، بالإضافة إلى المَنطقة المُراد استِخدام الكورتيزون عليها.

تُستخدَم وحدة قياس طرف الإصبع (بالإنجليزية: Fingertip unit) لمعرفة كميّة الكورتيزون الموضعي الذي يتمّ استخدامه؛ حيث تُمثّل الوحدة الواحدة كميّة الكريم الذي يتمّ إخراجه من أنبوب الدواء على الجانب الداخلي للسلامى الطرفيّة لأصبع السبّابة، وتختلف الكميّة باختلاف العمر، واختلاف الجزء من الجسم المُراد وضع الدواء عليه. يُمكن استخدام المرطبّات (بالإنجليزية: Emollients) قبل أو بعد استخدام الكورتيزونات الموضعيّة وذلك كمادّةٍ عازلةٍ أو بهدف تقليل التهيّج والجفاف.

من المُهم الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأطفال يَحتاجون عادةً لفترة علاجيّة أقصر، ويجب استخدام الكورتيزونات الأقل فعاليّة بالنسبة لهم، كما يُوصَى بالذهاب إلى اختصاصي جلديّة في الحالات التي يكون التّشخيص فيها غير واضح، أو عند فشل العلاجات الأساسيّة والمعياريّة، أو في الحالات التي يكون فيها فحص الرقعة للحساسيّة (بالإنجليزيّة: Allergy patch test) غير متاح في عيادة الطبيب.

أنواع الكورتيزونات الموضعيّة

تقسم أنواع الكورتيزونات الموضعية بحسب قدرتها الدوائيّة والعلاجيّة إلى أربعة أقسام، وهي كالآتي:

  • كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة عالية جداً (بالإنجليزية: Very High Potency): مثل البيتاميثازون ثنائي البروبيونات ثنائي البرولين (بالإنجليزية: Betamethasone Dipropionate Diprolene)، وثنائي الفلورازون ثنائي الأسيتات (بالإنجليزية: Diflorasone Diacetate)، والفلوسينونيد (بالإنجليزية: Fluocinonide)، وغيرها.
  • كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة عالية (بالإنجليزية: High Potency): مثل الأمسينونيد (بالإنجليزية: Amcinonide)، وديوكسي ميتازون (بالإنجليزية: Desoximetasone)، وهالسينونيد (بالإنجليزية: Halcinonide)، وغيرها.
  • كورتيزونات ذات فعالية علاجيّة متوسّطة (بالإنجليزية: Medium Potency): مثل البيتاميثازون فاليرات (بالإنجليزية: Betamethasone Valerate)، وكلوكورتولون بيفالات (بالإنجليزية: Clocortolone Pivalate)، وفلوراندرينوليد (بالإنجليزية: Flurandrenolide)، وغيرها.
  • كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة قليلة (بالإنجليزية: Low Potency): مثل الديزونيد (بالإنجليزية: Desonide)، والهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone)، وغيرها.

إنّ المادّة الحاملة للدواء (بالإنجليزية: Vehicle) بالإضافة إلى نوع الكورتزون المُستخدَم يُؤثّر على قوّة الدواء أكثر من تأثير نسبة الدواء الموجودة في المادة الحاملة له، وبشكل عام فإنّ استخدام الدّواء بالنسبة نفسها يكون أكثر فاعليّة في المراهم، وتليها الكريمات، ثم الغسولات (بالإنجليزية: Lotions)، ومن الجدير ذكره أنّ المراهم ذات تركيبة دهنيّة، ونسبة تسبّبها بحدوث حرق أو لذع عند استخدامها قليلة، وبالإضافة إلى المراهم توجد تَحضيرات دوائيّة حديثة يُمكن استخدامها أيضاً مثل البخاخات، والمحاليل، والجل وهي أكثر تَعقيدًا في تركيبتها، بعضها أقلّ فاعليّة، وبعضها أكثر فاعليّة من الكريمات والغسولات.

مزيد من المشاركات
بحث عن عدد السكان

بحث عن عدد السكان

العوامل المؤثرة في كثافة السكان عدد السكان في منطقة معينة يعتمد على عدة عوامل، فهناك عوامل تجذب الناس للعيش، وأخرى تشكل عامل طردٍ لهم، ومنها ما هو عوامل طبيعية، وأخرى بشرية، والمصطلح الأدق للتعبير عن عدد السكان هو كثافة السكان، أي معدل عدد السكان في منطقة معينة، وهو يعكس مدى انتشارهم في هذه المنطقة. العوامل الطبيعية العامل الرئيسي في توزيع السكان هو العوامل الطبيعية، فالطبيعة القاسية، يصعب على الإنسان التأقلم والعيش فيها، إلّا بعض البيئات التي ابتكر الإنسان وسائل للتغلب على قسوتها، والعوامل
بحث عن الغازات

بحث عن الغازات

الغازات المادّة في علم الكيمياء هي الحالة التي تكون الذَّرات أو الجزيئات عليها في الطبيعة، وللمادّة ثلاث حالاتٍ هي: الحالة الصّلبة أو الجامدة، والحالة السَّائلة، والحالة الغازيّة. الغازات شكلٌ من أشكال المادة وهو من الموائع كالسوائل تماماً؛ وسُميّ مائعاً لأنه يمتاز بخاصّية الانتقال من مكانٍ إلى آخر، بالإضافة إلى أنّه يملأ الوعاء الذي يوضع فيه مهما كان حجمه. الغازات توجد في الطّبيعة على هيئة جزيئاتٍ ثنائيّةٍ مكونةٍ إما من ذراتٍ من نفس النَّوع كالغازات النَّبيلة- عناصر المجموعة الثَّامنة من
عجائب قدرة الله في خلق الإنسان

عجائب قدرة الله في خلق الإنسان

قدرة الله يحثنا الله عز وجل في قوله: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21] أن ننظر إلى أنفسنا نظرة تفكر واعتبار، وتدبر وتأمل، فلو فكر الإنسان في خلقه، وجسده، ووظائفه لأدرك عجائب قدرة الله تعالى في خلقه؛ لأن أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسه، وذاته، وكيانه، فإذا استقرت النطفة في رحم المرأة يبعث الله إليها ملكاً فيصورها، ويخلق سمعها وبصرها، وجلدها، وعظمها، ولحمها، وبمشيئة الله يتم تحديد الجنس. خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وأبهى صورة، وفي مراحل مختلفة؛ وهي: النطفة، ثم العلقة، ثم
لماذا يوضع القطن للميت

لماذا يوضع القطن للميت

لماذا يوضع القطن للميت دفن الموتى فرض كفاية على المجتمع المسلم، وهذا يعني أنَّ المجتمع المسلم يأثم إن لم يدفن موتاه، و غسل الميت إنَّما شُرع لإزالة نجاسة ثبتت بالموت؛ لأن الدم السائل احتبس في الجسم وتوقف عن المشي في العروق بسبب الوفاة، ووضعت الشريعة الإسلامية أحكاماً تفصيلية بشأن التعامل مع موتى المسلمين، ومنها وضع القطن للميت بعد الغسل. ويوضع القطن للميت في أماكن محدّدة، كالأذنين والأنف والقُبل والدُّبر، والحكمة من وضع القطن للميت في هذه الأماكن ما يأتي: عند تحريك الميت يمنع ما يخرج منه. تخفى
وصفات للتخسيس بالكمون

وصفات للتخسيس بالكمون

الكمّون بذور الكمّون العطريَّة من البهارات التي تُستخدم بشكلٍ كبيرٍ في البلاد العربيَّة في تحضير مُختلف أنواع المأكولات، وتُستخدمُ أيضاً في المطبخ المكسيكيّ، والصينيّ، يتميَّز الكمّون بطعمه القويّ، ولكنَّه يُستخدم في مجالاتٍ مختلفةٍ وبالأخصِّ في مجال التخسيس. وجودُ مادةِ الثيمول، والزيوتِ العطريَّةِ الأُخرى في بذور الكمَّون تُحفّزُ الغُدد اللُعابيَّة، وبالتالي تُساعدُ في عمليَّةِ هضمِ الطعام، وتُخلّص الجهاز الهضمي من المشاكل التي يُعاني منا مثل: عسر الهضم، الذي يَزيدُ من مشكلةِ الوزن الزائد،
طريقة عمل البليلة

طريقة عمل البليلة

البليلة البليلة أو الحمّص المسلوق من الأطباق التي تُقدَّم كمقبّلات، وتختلف طريقة تحضير البليلة من دولة لأخرى؛ ففي بلاد الشام تّقدم مالحةً ويسمّونها مشروب حمص الشام، بينما في مصر تُقدّم حارةً مع الشطة، ويتم تناولها كنوعٍ من التسالي، كما أنّها في نفس الوقت تحتوي على الفوائد العديدة للجسم؛ فالحمّص يصنف من البقوليات التي تحتوي على البروتين والأملاح المعدنية الضرورية مثل: الكالسيوم، والكبريت، والفسفور، وهذه العناصر تعود على الإنسان بالكثير من الفوائد. سنتحدّث في مقالنا عن طرق عمل البليلة في عدّة
حلمي بكر (ملحن مصري)

حلمي بكر (ملحن مصري)

تعريف حول حلمي بكر يعد حلمي بكر واحدًا من أشهر الملحنين المصريين، وفيما يأتي أهم المعلومات الشخصية عنه: اسم الشهرة حلمي بكر الاسم الحقيقي كاملًا حلمي عيد محمد بكر بلد الأصل مصر تاريخ الميلاد 6 - 12 - 1937م مكان الميلاد حدائق القبة - القاهرة مجال الشهرة التلحين حياة حلمي بكر الشخصية ولد الملحن المصري حلمي بكر في حدائق القبة في القاهرة في 6 من شهر ديسمبر من عام 1937م، وكان والده يحبُّ الموسيقى كثيرًا، وقد درس حلمي بكر في المعهد العالي للموسيقى، وبعد تخرجه عمل في تدرس الموسيقى في إحدى المدارس
هل العادة السرية حرام

هل العادة السرية حرام

حُكم العادة السريّة تُعرَّف العادة السريّة، أو الاستمناء بأنّه تعمُّد إنزال المَني بشهوةٍ من غير مباشرة الزوجة؛ سواء كان ذلك باستخدام اليَد، أو أيّ شيءٍ آخر من الجمادات، وقد نظر أهل العلم في هذه المسألة وحكمها، وفيما يأتي بيان أقوالهم بالتفصيل. ممارسة العادة السريّة لغير المُضطر ذهب جمهور أهل العلم من المالكيّة والشافعية والحنابلة في المذهب عندهم والحنفيّة في قولٍ إلى حُرمة ممارسة العادة السرّية لمن لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا؛ أي ليس مضطرًّا لفعله، استدلّوا بِقَوْل الله -تعالى-: