ما هي مرحلة المراهقة
ما هي مرحلة المراهقة؟
تُعرّف مرحلة المراهقة بأنّها مرحلة عمرية من مراحل النمو تكون بين الطفولة والبلوغ، وتِبعاً لمنظمة الصحة العالمية فإنّ عمر المراهق يُقدّر ما بين 10-19 سنة وقد يمتدّ إلى عمر 24 سنة، وقد اختلف المختصّون في تصنيف الصعوبات المرتبطة بمرحلة المراهقة، فالبعض وصفها بأنّها طبيعية في حين وصفها آخرون بأنّها مُرهِقة ومرتبطة بتصرّفات معيّنة، ويُصاحب هذه المرحلة العديد من التغيّرات، ومن أبرزها ما يأتي:
- التغيّرات الجسدية والتطورات النفسية والاجتماعية والأخلاقية.
- الشعور بالحاجة إلى الاستقلالية وتكوين الذات وضعف ارتباط المراهق بوالديه عاطفياً.
- التفاوت في سرعة التغيّرات الجسدية وطفرات النمو في سن البلوغ من مراهق لآخر، فقد تحدث عند بعضهم ببطء وبشكل تدريجي، في حين أنّها قد تحدث بسرعة عند آخرين؛ لذا فقد تظهر علامات النضج على المراهق في فترة مبكرة أو متأخرة وِفقاً لطبيعة نمو جسمه.
- زيادة مشاعر القلق وعدم الشعور بالأمان.
- اتّصاف معظم المراهقين بالأنانية لفترة معينة والتي تقلّ عادةً مع التقدم في العمر.
- اعتقاد المراهق بأنّه محور اهتمام وتركيز الآخرين سواءً من المقرّبين له أو البعيدين عنه.
- اهتمام المراهق الزائد بمظهره، وكذلك تفضيله لأصدقائه على أهله في معظم الأوقات.
مراحل المراهقة
المرحلة المبكرة من المراهقة
تضمّ المرحلة المبكرة من مراحل المراهقة الفئة العمرية ما بين 10-14 سنة، وتتميّز بما يأتي:
- مرور كلا الجنسين في هذه المرحلة بأولى مراحل البلوغ .
- ظهور الاهتمامات الجنسية.
- قلّة التفكير في المستقبل، في حين يكون التركيز على التفكير الأخلاقي والمعنوي كبيراً.
المرحلة المتوسطة من المراهقة
تضمّ المرحلة المتوسطة من مراحل المراهقة الفئة العمرية ما بين 14-17 سنة، وتتميّز بما يأتي:
- سرعة النمو عند الذكور، حيث يُصاحب ذلك خشونة في الصوت.
- اكتمال التغيرات الجسدية عند معظم الإناث.
- ظهور حبّ الشباب عند بعض المراهقين.
- زيادة الاهتمام بالأمور الجنسية والأسئلة حولها ممّا يستدعي ضرورة الدعم والمتابعة من الأهل.
- السعي للوصول إلى الاستقلالية ؛ وهو ما يُفسّر لجوء المراهق لمجادلة الآخرين بكثرة.
- التفكير بالأمور بشكل تجريدي وشامل، مع وجود صعوبة في تطبيق الأفكار.
- زيادة تأثير الرفاق على المراهق بشكل كبير، حيث يقضي معظم الوقت معهم.
- استمرار الدماغ بالنمو، حيث يكون مستوى النضج عند المراهق غير مُكتمل بعد، وذلك لأنّ نمو الفصوص الأمامية من الدماغ يكتمل في عمر 20 عام، إذ إنّ هذه الفصوص هي المسؤولة عن التحكّم بالانفعالات، والتفكير في عواقب الأمور، والقدرة على اتخاذ القرارات المهمة.
المرحلة المتأخرة من المراهقة
تُعدّ المرحلة المتأخرة آخر مرحلة من مراحل المراهقة، وتُعرف أيضاً بمرحلة الشباب ، حيث تضمّ هذه المرحلة الفئة العمرية ما بين 18-24 سنة، وتتميز بما يأتي:
- ازدياد التطورات الإدراكية والمعرفية عند المراهق عن التطورات الجسدية.
- التفكير بالأمور بشكل عقلاني.
- الاهتمام بالمستقبل والتخطيط له.
- الاستقلالية واكتساب الإحساس بالهوية وإثبات الذات.
- الاستقرار العاطفي.
مشكلات المراهقة وحلولها
تتعدّد مشكلات المراهقة ، وفيما يأتي أبرز هذه مشكلات والحلول المقترحة لها:
- المشكلات الأكاديمية: أشار المركز الوطني لإحصاءات التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية في دراسة مُحدّثة عام 2020م إلى أنّ 5٪ من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة يُهملون التعليم من خلال تسرّبهم من مدارسهم وذلك في كلّ عام، ومن الحلول المقترحة في ذلك؛ تقديم الدعم والنُّصح للمراهقين من قِبل الأهل، ومساعدتهم على الدراسة عند الحاجة.
- السمنة: أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنّ 20% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12-19 عاماً مصابون بالسمنة، وهذا يجعل المراهقين أكثر عرضةً للأمراض الصحية، وكذلك لزيادة التنمّر عليهم من قِبل الآخرين، ومن أبرز الحلول المقترحة في ذلك؛ التواصل مع طبيب مختصّ لمتابعة الوزن المناسب لطول وعمر المراهق، وفي حال توصية الطبيب بنوع أطعمة محدّدة أو ضرورة ممارسة الرياضة فإنّ على الأهل متابعة المراهق وتشجيعه.
- الاكتئاب والمبالغة في التعبير عن المشاعر: يُصبح المراهق أكثر مزاجيةً ومبالغةً في تعبيره عن مشاعر الحزن والضيق، ولا يتقبّل أيّة مساعدة، ووِفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية فإنّ ما يُقارب 3.2 مليون مراهق تعرّض لنوبة اكتئاب حادّة مرّةً على الأقل في عام 2017م؛ أيّ أنّ ما يُقارب من 13٪ من المراهقين قد يُعانون من الاكتئاب قبل وصولهم إلى سنّ الرشد، ويظهر ذلك في تغيّر نظام النوم والميل إلى العزلة،ومن الحلول المقترحة تواصل الوالدين مع مختصّ لتقديم المساعدة للمراهق في حال ملاحظتهم تراجعاً في دراسته أو ميله للوحدة.
- الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي: بالرغم من أنّ هناك فوائد متعددة لوسائل التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ هناك الكثير من المخاطر التي تُسبّبها، إذ يُمكن للمراهق تكوين علاقات سيئة، أو مشاهدة صور ومقاطع غير لائقة أو مشاهد عنيفة ودموية، ممّا يؤدي إلى حدوث التنمر الإلكتروني في بعض الحالات، ومن الحلول المقترحة لهذه المشكلة ما يأتي:
- الاستفادة من برامج التحكّم والمتابعة المُخصّصة لضبط مواقع التواصل الاجتماعي
- تخصيص وقت محدّد لاستخدام الأجهزة الإلكترونية.
- متابعة ورقابة من الوالدين على وسائل التواصل الاجتماعي المُستخدمة من قِبل المراهق، وذلك للتقليل من المخاطر المُحتملة،حيث إنّه من غير المُمكن منعه أو حظره تماماً عن استخدامها لِما لها من أهمية في التواصل مع الآخرين خصوصاً عند المراهق.
- عدم الالتزام بوقت الرجوع إلى المنزل: عادةً ما يتأخّر المراهق في العودة إلى المنزل، بالإضافة لعدم التزامه بالوقت المحدّد له من قِبل والديه، ومن الحلول المقترحة في ذلك؛ إظهار الوالدين للمرونة في تحديد الوقت المُتاح لقضاء المراهق وقته خارج المنزل، مع مراعاة أن يتناسب الوقت إلى حدّ كبير مع الوقت الذي يُتاح لأقرانه عادةً، وضرورة تحديد العقوبات في حال عدم الالتزام.
- التقليل من احترام الوالدين: يُظهر بعض المراهقين تصرفات توحي بعدم احترامهم لوالديهم، إلى جانب عدم الاكتراث بآرائهم كنوع من إثبات شخصيتهم ، ومن أهمّ الحلول المقترحة لهذه المشكلة ما يأتي:
- وعي الوالدين بصفات مرحلة المراهقة، حتّى يتمكّنا من تقبّل هذا السلوك خلال هذه الفترة، ممّا يُساعدهما على التحلّي بالهدوء رغم تأثّرهما نفسياً.
- عدم السماح للمراهق بالتطاول على الوالدين أو التمادي بألفاظ بذيئة أو تصرفات غير مقبولة في حقّهما.
- إشعار الوالدين للمراهق بالقرب منه وتقديم الدعم له، لِما له من أهمية في بناء الثقة المُتبادلة بينهم.