ما هي مراتب الإخلاص؟
ما هي مراتب الإخلاص؟
للإخلاص درجات ثلاث بيانها آتيًا:
الدرجة الأولى
وهذه الدرجة لا يتحقق مرادها إلّا بثلاث أمور وهي:
- أن يستشعر العبد أن عمله أنّما هو لمنّة الله عليه وتوفيقه لا بنفسه ومشيئته هو، كما قال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ}، فيعلم العبد أنّ مصدر الخير وحده هو الله تعالى وأنّه هو من وفّقه لهذا العمل لا أنّه من عمله أو اجتهاده.
- أن يتخلص العبد مما جُبل عليه من طلب المقابل عن عمله وذلك بعلمه بأنّه عبد والعبد لا يستحق العِوض عن خدمة سيّده -ولله المثل الأعلى-.
- اعتراف العبد بتقصيره في عمله وعدم رضاه عنه، لعلمه بأنّه أضعف من أن يوافي العبادة حقها كاملًا وأن تكون مرضيةً لربّه فيستحي مقابلته بها.
الدرجة الثانية
أن يخجل العبد من عمله مع بذل مجهوده فيه، فيشعر بالحياء في ما يقدمه من عمل، فالعبد في هذه الدرجة لا يرى صلاح عمله مع بذله كل مجهوده فيه، وهذا الحياء هو حياءٌ مكتسبٌ من معرفة الله تعالى وليس المقصود الحياء الفطري، وهو مصداق قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}، فعن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: (قلتُ يا رسولَ اللهِ (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) المؤمنونَ:06، هوَ الَّذي يزني ويشربُ الخمرَ ويسرِقُ؟ قال: لا، يا ابنةَ الصِّديقِ، ولَكنَّ الرَّجلَ يصومُ ويصلِّي ويتصدَّقُ ويخافُ أن لا يُقبَلُ منهُ)، وقد اشتملت هذه الدرجة على أمور عديدة ما بين عمل وخجل واجتهاد فيه والحياء من الله تعالى.
الدرجة الثالثة
وبهذه الدرجة يصل العبد بأن يجعل عمله مُحَكّما للعلم وذلك حتى لا يقع في البدع والضلالات وغيرها مما يفسد العمل وأجره، فيسير بعمله بشكل صحيح، فيكون ناظرًا للثواب أو العقاب المترتب عليه، وهذا مصداق قول الله تعالى في كتابه: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، وقوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا* وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، فالعبد في هذه الدرجة يجمع أمورًا عدة ما بين بذل للجهد وتحكيم العمل للعلم والتخلص من الالتفات للغير.
ما هو فضل الإخلاص؟
للإخلاص جملة من الفوائد والمعاني الجمّة نذكر منها ما يأتي:
- النّجاة من إغواء الشيطان ووساوسه.
- الفوز بجنّات النعيم كما ذُكر في كتاب الله، قال الله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ* فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.
- تطهير القلب من الأحقاد والأغلال.
- إنشراح الصدر وتحقيق طمأنينة النّفس وإزالة الهموم.