ما هي قراءة الحدر
ما هي قراءة الحدر؟
الحدر لغة: هي مصدر من الفعل حدر يحدر؛ أي أسرع يُسرع، والحدور هو الهبوط، وفي الاصطلاح: هي الإسراع في قراءة القرآن الكريم مع الحفاظ على أحكام التجويد ؛ من إظهار، وإدغام، ومدّ، ووقف ونحو ذلك، ومراعاة ظواهرها القرائية؛ والتي تتمثّل في القصر والتسكين، والاختلاس، والبدل، والإدغام الكبير، وتخفيف الهمز، والحفاظ على حركات الإعراب، وتقويم اللفظ، ومجانبة بتر الحروف؛ لاسيما حروف المدّ، أو إنقاص مقدار الغنة، أو اختلاس الحركات.
الهدف من قراءة الحدر
يكمن الهدف من قراءة الحدر في أمرين: أوّلهما الإكثار من الحسنات، وثانيهما نيل فضل كثرة تلاوة القرآن الكريم ، وتجدر الإشارة إلى ثلاثة أمور:
- أوّلها: تعدّ قراءة الحدر خلاف قراءة التَّحقيق وضدها.
- ثانيها: تعدّ قراءة الحدر مذهب كل من قصر المد المنفصل من القُراء؛ كابن كثير، وأبي جعفر، وأبي عمرو، ويعقوب، وقالون، والأصبهاني، والولي عن حفص، ومعظم العراقيين عن الحلواني عن هشام.
- ثالثها: ينبغي على القارئ الاحتراز من التفريط في قراءة الحدر إلى حد لا تصح القراءة بها، أو إخراجها عن حدّ الترتيل.
حكم قراءة الحدر
يجدر بالمسلم أن يعمد إلى قراءة القرآن الكريم بتمهل وتريث، بحيث يُرتل آياته ترتيلاً؛ لما في ذلك من إعانة له على فهم وتدبر معاني القرآن الكريم ، وتقويم حروفه وألفاظه، وممّا يدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عندما سئل عن قراءة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (كيفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَقالَ: كَانَتْ مَدًّا، ثُمَّ قَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة: 1]؛ يَمُدُّ بـ{بِسْمِ اللَّهِ}، ويَمُدُّ بـ{الرَّحْمَنِ}، ويَمُدُّ بـ{الرَّحِيمِ}).
ولما ثبت عن أم سلمة -رضي الله عنها- عندما سئلت عن قراءته -صلّى الله عليه وسلّم- قالت: (كان يُقَطِّعُ قِراءَتَهُ آيةً آيةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، كما كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يحث على قراءة القرآن الكريم بتدبر وتؤدة، إلّا أنّه يجوز للمسلم التَّسريع في قراءته ما لم يُخلّ بشيء من أحكام التجويد؛ كبتر الحروف، أو إنقاص مقدار الغنة، أو اختلاس الحركات كما أُشير إلى ذلك مسبقاً.
مراتب القراءة
مراتب القراءة ثلاث وهي كما يأتي:
- التحقيق: وهي قراءة القرآن الكريم بتؤدة وطمأنينة وتريث، وما يُرافق ذلك من تدبر لمعاني القرآن الكريم، ومراعاة أحكام التجويد، وإعطاء الحروف حقها ومستحقها من الصفات ، وتكون القراءة بهذه المرتبة بُغية التعليم غالباً.
- التدوير: وهي قراءة القرآن الكريم بحالة متوسطة بين الطمأنينة والسرعة، مع مراعاة أحكام التجويد.
- الحدر: وهو الإسراع في القراءة مع مراعاة أحكام التجويد.
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الترتيل لا يُعدّ مرتبة بحدّ ذاته، بل هو صفة تلازم قراءة القرآن الكريم بمراتبه الثلاث؛ وذلك لأنّ القرآن الكريم لا يُقرأ بغير ترتيل.