ما هي فوائد بول الإبل
الجدل حول آثار شرب بول الإبل
هناك جدل قائم حول آثار شرب بول الإبل، فبينما يؤكد مؤيدو الطب النبوي على فاعلية شرب بول الإبل العلاجية إيماناً بحديث نبوي صحيح ورد في صحيح البخاري واستناداً على تجارب حياتية ناجحة لمسوها من التداوي ببول الإبل، تحذر منظمة الصحة العالمية وبعض العلماء من شرب بول الإبل نظراً لسميته، وتجنباً للإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، في هذا المقال نعرض وجهة النظر الإسلامية وتصريح منظمة الصحة العالمية وبعض الأبحاث العلميّة التي أُجريت على بول الإبل.
تحذير منظمة الصحة العالمية
صرّحت منظمة الصحة العالمية بمخاوفها من مخالطة الإبل وشرب بولها أو لبنها النيء؛ خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة، بعد أن تمّ ربط الإصابة بفيروس الكورونا في بعض الحالات بمخالطة الإبل أو استخدام أحد منتجاتها، لذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع أحد منتجات الإبل، والحصول عليها من مراكز معتمدة ومراقبة صحيّاً لتجنّب الإصابة بهذا المرض.
بعض الأبحاث الداعمة لفوائد بول الإبل
قام البروفسور أحمد عبدالله أحمداني بتجربة علمية باستخدام (بول الإبل) لعلاج الاستسقاء (بالإنجليزية: Edema) وأورام الكبد ، وهو عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية، وقد أثبت نجاح بول الإبل في المساعدة على علاج هذه الأمراض.
سجلت د.أحلام العوضي وهي دكتورة سعودية اختراعاً بتطويرها علاجاً من بول الإبل لبعض الأمراض الجلدية، وقد فازت بميدالية فضية مسجلة باسمها في معرض الاختراعات الدولي في دورته الثالثة والثلاثين، كما أثبتت دراسة نُشرت في موقع ncbi وجود خصائص مضادة للسرطان لبول الإبل.
سجلت عدد من الأبحاث العمليّة المختلفة القدرة على القضاء على بعض أنواع الخلايا السرطانيّة، باستخدام بول الإبل حيث أظهر البحث الذي قاده الدكتور عبد القادر الحيدر في جامعة الملك سعود في المملكة العربيّة السعوديّة فوائد بول الإبل في السيطرة على عمليّة تولّد الأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Angiogenesis)، وهي أحد الخطوات الرئيسيّة المسؤولة عن نمو وتطور الأورام السرطانيّة ، كما أظهر البحث الذي قامت به الدكتورة نجود اليوسف وعدد من زملائها في مركز أبحاث مشفى الملك فيصل التخصصيّ تأثير بول الإبل في تحفيز الاستماتة أو الموت الخلويّ المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis) لعدد من أنواع خلايا السرطان المختلفة مثل الخلايا السرطانيّة المسؤولة عن الإصابة بسرطان الثدي ، والخلايا السرطانيّة المسؤولة عن الإصابة بالورم الأروميّ النخاعيّ (بالإنجليزية: Medulloblastomas).
وأظهر بحث أخر قام به الدكتور عبد القادر الحيدر تأثير بول بعض أنواع الإبل في منع تخثّر الدم ، وتأثيره المضاد لتكدّس الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Antiplatelet activity) بطريقة تشبه عمل دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ودواء كلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel).
فوائد حليب الإبل
بالإضافة للفوائد الغذائيّة العديدة لحليب الإبل قام بعض سكّان مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ القدم باستخدام حليب الإبل في علاج عدد من الأمراض المختلفة، مثل مرض السرطان، وأمراض التهاب الكبد الفيروسيّة، والقرحة الهضميّة، وعدد من أمراض العدوى المختلفة، كما أظهرت بعض الدراسات الحديثة عدداً من الخواص العلاجيّة في حليب الإبل مثل قدرته على علاج حساسيّة الطعام الشديدة عند الأطفال، وتأثيره المضاد للتخثّر، وتأثيره المضاد للبكتيريا والفيروسات ، وفي ما يلي بيان لبعض الدراسات العلميّة التي تثبت بعض هذه الفوائد:
- تأثير حليب الإبل المضاد للسرطان: نظراً لقيام عدد من الأشخاص الذين يتّبعون طريقة العلاج البديل باستخدام خليط من حليب الإبل وبولها في علاج بعض أنواع مرض السرطان تمّ القيام بدراسة مكونات حليب الإبل وبولها للبحث عن العناصر المسؤولة عن التأثير المضاد للسرطان، وعلى الرغم من القدرة على عزل بعض المواد التي قد تكون مسؤولة عن التأثير المضاد للسرطان من حليب وبول الإبل إلّا أنّ العلماء لم يتمكّنوا إلى الآن من تحديد العنصر الأساسيّ المسؤول عن هذا التأثير.
- تأثير حليب الإبل في مرض السكريّ: أظهرت بعض الدراسات تأثير حليب الإبل في الوقاية من الإصابة بمرض السكريّ، وخفض نسبة الإنسولين بما بقارب 35% لدى الأشخاص المصابين بمرض السكريّ من النوع الأول والذين يتناولون حليب الإبل بشكلٍ يومي، ويعتقد العلماء أنّ هذا التأثير يعود لاحتواء حليب الإبل على الإنسولين ، والبروتينات التي تشبه هرمون الإنسولين، والعديد من المعادن والعناصر الغذائيّة المهمّة، وبعض الخواص المضادّة للأكسدة والمضادّة للالتهاب.
التداوي ببول الإبل عند المسلمين
ورد في حديث نبوي في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر قوماً بشرب ألبان الإبل وأبوالها وذلك في حديث رواه أنس بن مالك قال: (أن ناسًا، أو رِجالًا، من عُكْلٍ وعُرَينَةَ، قدِموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتكلَّموا بالإسلامِ، وقالوا : يا نبيَّ اللهِ، إنا كنا أهلَ ضَرعٍ، ولم نكُنْ أهلَ رِيفٍ، واستَوخَموا المدينةَ، فأمَر لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذَودٍ وبِراعٍ، وأمَرَهم أن يَخرُجوا فيه، فيَشرَبوا من ألبانِها وأبوالِها، فانطلَقوا حتى كانوا ناحيةَ الحَرَّةِ، كفَروا بعدَ إسلامِهم، وقتَلوا راعيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستاقوا الذَودَ، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبعَث الطلَبَ في آثارِهم، وأمَر بهم فسمَروا أعيُنَهم وقطَعوا أيديَهم، وتُرِكوا في ناحيةِ الحرَّةِ، حتى ماتوا على حالِهم).
استناداً على صحة الحديث السابق فقد أفتى كثير من علماء المسلمين بجواز التداوي ببول الإبل، لأنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)، ويجزم المؤمنون بصدق الرسول المصطفى ولو عاب البعض هذا الأمر، ولو خفيت فوائده وحقيقته عنهم.