ما هي فوائد الرياضة الجسدية والنفسية
الرياضة
تمنح الرياضة والأنشطة البدنية الأخرى فوائد صحية وبدنية لا يمكن حصرها، فهي تعمل على تحسين اللياقة القلبية والتنفسية، وتطيل العمر، وتزيد صحة العظام، وتعزز صحة الشرايين التاجية، وتمنع الإصابة بالسرطان، وزيادة الوزن، كما لها تأثيرات إيجابية في الصحة العقلية، عن طريق الحد من الاكتئاب وتحسين الوظيفة الإدراكية.
فوائد الرياضة الجسدية
تمنح ممارسة الأنشطة البدنية العديد من الفوائد الجسدية منها:
المساعدة على إنقاص الوزن
تساعد ممارسة الرياضة على إنقاص الوزن أو المحافظة على الوزن المثالي عند الإنسان، كونها تساعد على حرق كميات كبيرة من السعرات الحرارية خلال اليوم، فكلما كان النشاط الرياضي أكثر، زادت كثافة حرق السعرات الحرارية في الجسم، وكان نزول الوزن أكبر.
محاربة العديد من الأمراض
يعزز النشاط البدني إفراز البروتين الدهني أيّ الكولسترول الجيد في الجسم (HDL)، ويقلل من الدهون الثلاثية غير الصحية، مما يساعد على تعزيز صحة القلب، وتدفق الدم بسلاسة وبكميات أكبر منه إلى جميع أنحاء الجسم، وهذا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما تساعد ممارسة التمارين بشكل منتظم على منع أو ضبط مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة والخطرة في آن واحد، كالسكتة الدماغية، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسكري من النوع الثاني، والتهاب المفاصل، والاكتئاب، وبعض أنواع من السرطان.
تعزيز الطاقة في الجسم
تساعد ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة على تحسين القوة العضلية، مما يزيد القدرة على التحمل، والقيام بالأعمال اليومية، كما يوفر القيام بالتمارين كميات كبيرة من الأكسجين، والعناصر الغذائية الضرورية لصحة الأنسجة، الأمر الذي يساهم في حث نظام القلب والأوعية الدموية على العمل بشكل أكثر كفاءة، وبالتالي التمتع بصحة أفضل.
تعزيز قوة الدماغ
أكدت الدراسات على أنّ ممارسة التمارين الرياضية تساعد على الحفاظ على صحة الدماغ أثناء تقدّم الإنسان في العمر، ففي عام لعام 2015م أظهرت ثلاث دراسات قدمت في مؤتمر جمعية الزهايمر الدولي أنَّ ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة تساهم بشكل كبير في حماية الدماغ من الإصابة بمرض الزهايمر، وأشكال أخرى من الخرف، كما أنَّها تحسّن وظائف الدماغ بشكل عام، وتقلل من فرص الإصابة بالقلق والتوتر.
أكَّد بحث نشر في مجلة (NeuroImage) في شهر نوفمبر عام 2017م، أنَّ ممارسة التمارين الرياضية مفيدة جداً في تحسين وظيفة الذاكرة، والحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر، وهذا ما أكدته أيضاً دراسة أجراها باحثون في المعهد الوطني الأسترالي للطب التكميلي بجامعة وسترن سيدني أثناء قيامهم لعمليات مسح للدماغ على عينة تتألف من 737 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 26 و76 عاماً، وتضم مجموعة من البالغين الأصحاء، والمصابين بمرض الزهايمر، والأشخاص الذين لديهم تشخيص سريري للأمراض العقلية، كالاكتئاب، والفصام، إذ وجدوا أنَّ ممارسة تمرين ركوب الدراجة الثابتة، أو جهاز المشي، خفَّضت من تدهور صحة الدماغ، وأبطأت من تأثير العمر عليه.
فوائد الرياضة النفسية
توفر الرياضة العديد من الفوائد النفسية، نذكر منها:
تحسين المزاج
تساعد التمارين الرياضية على تحفيز هرمون السعادة في الجسم، مما يزيد الشعور بالاسترخاء والراحة، إضافة لزيادة فرص التفاعل المجتمعي بين أفراد الفريق الواحد، أو بين اللاعبين في الصالات الرياضية المغلقة، في جو مفعم بالترفيه، والفرح.
تحسين عادات النوم
تساعد الرياضة وغيرها من أشكال النشاط البدني على تحسين نوعية النوم، فالأشخاص الرياضيون لديهم قدرة على الانغماس في النوم العميق أسرع من غيرهم، مما يحسّن قدرة الدماغ على العمل، ويحسن من الحالة المزاجية لساعات طويلة، وهنا يجب أن نؤكد على عدم الانخراط في ممارسة الرياضة قبل ساعات قليلة من وقت النوم؛ لأنَّ ذلك سيتسبب في الشعور بالأرق، وقلة النوم.
تحسين التركيز
يساعد النشاط البدني المنتظم على الحفاظ على المهارات العقلية الأساسية مع التقدم في العمر، والتي تشمل التفكير النقدي، واتخاذ القرارات، والتعلم وغيرها، فلقد أظهرت الأبحاث أنَّ القيام بمزيج من الأنشطة الهوائية وتقوية العضلات بشكل خاص من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع، ولمدّة لا تقل عن 30 دقيقة يساهم في توفير هذه الفوائد للصحة العقلية.
تقليل التوتر والاكتئاب
تساعد الرياضة على تقليل حالات التوتر والاكتئاب ، والبعد عن التفكير في الضغوطات اليومية، وجلب الطاقة السلبية، مما يقلل مستويات هرمونات التوتر في الجسم، كما تحفِّز ممارسة الأنشطة البدنية إنتاج هرمون الأندورفين Andorphin، وهو أحد الهرمونات المسؤولة عن تعديل المزاج، والشعور بالسعادة والاسترخاء بعد ممارسة التمارين الشاقة، إلا أنَّ الخبراء يتفقون على أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث الجيدة لتحديد العلاقة بين الرياضة والاكتئاب.
تعزيز الثقة بالنفس
إنَّ ممارسة الرياضة المنتظمة تساعد على تعزيز الثقة بالنفس، وتحسين تقدير الذات، وذلك يعود لزيادة القدرة لدى الأفراد لتحمل التمارين الشاقة، وقضاء أوقات طويلة تحت ضغط التمرين؛ مما يحسّن الأداء، ويساعد على تقدير المجهود المبذول، وخلق روح التصميم والإرادة للتحمل المهام مهما كانت صعوبتها.
تعزيز صفات القيادة عند الفرد
تعتبر الرياضات الجماعية ككرة القدم، وكرة السلة، والبيسبول أرضية خصبة للحصول على صفات القيادة، إذ تكشف الدراسات التي أجريت في المدارس الثانوية عن وجود علاقة بين المشاركة الرياضية والصفات القيادية بين الطلاب، وذلك بسبب التدريب المكثّف، ومحاولة الفوز أو الخسارة ضمن الفريق، لذا فإنَّ الأشخاص المشاركين في الرياضة هم بطبيعة الحال أكثر ميلاً إلى تبني "عقلية فريق" في مكان العمل وفي المواقف الاجتماعية، والحياة العملية.