ما هي عملية النتح
ما هي عملية النتح؟
يُعرّف النتح بأنّه خروج الماء من أجزاء النباتات على شكل بخار، وغالباً ما يتمّ ذلك من فتحات صغيرة تُوجد على الأوراق تُسمّى الثغور، كما يُمكن أن يحدث النتح من الطبقة الخارجية التي تُغطّي بشرة أجزاء النباتات المُعرّضة للهواء، مثل الأوراق والبراعم الصغيرة، كما يُمكن أن يحدث من العديسات، وهي فتحات صغيرة تُوجد على سطح سيقان النباتات الخشبية الصلبة، ومن الجدير بالذكر أنّ النتح بشكل عام يُشير إلى تبخّر الماء من أيّ سطح بيولوجي، مثل: الجلد أو الأوراق.
آلية حدوث عملية النتح
تحتوي أوراق النباتات على فتحات صغيرة تُسمّى الثغور تتحكّم بها خلايا تُعرف باسم الخلايا الحارسة، وتظلّ الثغور مفتوحةً معظم الوقت للسماح لغاز ثاني أكسيد الكربون الضروري لعملية البناء الضوئي بالدخول، والسماح للأكسجين الناتج عنها بالخروج، وبالتالي يظلّ النسيج الاسفنجي المتوسط الرطب مُعرّضاً للهواء الجوي، فيتبخّرالماء منه ويخرج عبر الثغور، ويُشار إلى أنّ الثغور تتواجد عادةً في الجانب السفلي من الورقة وذلك للتقليل من خسارة الماء بشكل كبير.
أهمية عملية النتح
يُعدّ النتح ضرورياً لحياة النبات، وذلك لسماحه بنقل السكر والمعادن الذائبة في الماء، وإيصالها إلى جميع أجزاء النبات، كما أنّ عملية النتح تُساهم في تبديد الحرارة الناتجة عن التعرّض لضوء الشمس المباشر وبالتالي تبريد النباتات، ولكنّ النتح المفرط قد يضرّ بالنبات خاصّةً إذا كانت كمية الماء المُتبخّرة من الأوراق أكبر من كمية الماء التي يستطيع الجذر امتصاصها.
من ناحية أخرى، تُعدّ عملية النتح مرحلةً مهمةً في دورة الماء في الطبيعة، فهي تُعيد إلى الغلاف الجوي كميةً كبيرةً من الماء تفوق تلك الناتجة عن تبخّر مياه الأنهار والبحيرات، ويجدر بالذكر أنّ إزالة النباتات من منطقة ما يُؤدّي إلى احتفاظ التربة بالكثير من الرطوبة، وعدم قدرتها على امتصاص مياه الأمطار، فيزداد الجريان السطحي، وتفقد التربة الكثير من المغذّيات.
العوامل المؤثرة في عملية النتح
تتأثّر ظاهرة النتح بالعديد من العوامل، ومن أبرزها ما يأتي:
- درجة الحرارة: يُؤدّي ارتفاع درجة حرارة الهواء المُحيط بالنبات إلى فتح الثغور، وبالتالي زيادة عملية النتح، ويحدث العكس عند انخفاض درجة الحرارة.
- الرطوبة النسبية: يُؤدّي ارتفاع الرطوبة النسبية للهواء المُحيط بالنبات إلى انخفاض معدّل النتح، حيث يكون من الأسهل تبخّر الماء في الهواء الجاف.
- حركة الرياح: تُحرّك الرياح الهواء المُحيط بالنبات، فيُستبدل الهواء الأكثر تشبّعاً القريب من الورقة بهواء أكثر جفافاً فيزداد معدّل النتح.
- رطوبة التربة: عندما تقلّ رطوبة التربة تبدأ النباتات بفقد أوراقها، فيقلّ معدّل النتح.
- نوع النبات: يختلف معدّل النتح من نوع نبات لآخر، حيث ينخفض معدّل نتح النباتات العُصارية التي تنمو في المناطق الجافّة مقارنةً بالنباتات الأخرى وذلك لتحافظ على المياه.
- عدد الثغور واتساعها: تتأثّر عملية النتح بعدد الثغور واتساعها، فيزداد مع زيادتها.
- عدد الأوراق وحجمها: يُؤدّي زيادة عدد الأوراق، وزيادة حجمها إلى زيادة عدد الثغور الكلّي، وبالتالي زيادة معدّل النتح.