ما هي عقوبة الخطأ الطبي؟
عقوبة الخطأ الطبي
يخضع الطبيب المُستهتر لمساءلات قانونية عند وقوعه في خطأ طبّي ناتج من الإخلال بالثوابت الطبّية، إذ يحصل المتضرّر من الأخطاء الطبّية على تعويض تقديري تبعًا لحجم الضرر، إذ يجري تقدير كل من الخسارة والربح الذي فات المتضرّر، مع اشتراط ارتباط هذين الأمرين بالضرر الناتج عن الخطأ بصورة مباشرة وطبيعية.
يمكن أن يقوم الطبيب بتقديم التعويض عينيًا، أي أن يقوم بإصلاح ما أفسده شرط إعادته على ما كان عليه، ومثال ذلك إزالة الشاش الذي نسيه الطبيب في بطن المريض، كما يمكن أن يكون التعويض ماديًا في حال تعذّر الحصول على التعويض العيني أو في حالة عدم رغبة المتضرّر في هذا النوع من التعويض.
ما هو الخطأ الطبي؟
يُعرف الخطأ الطبّي بأنّه قيام الطبيب بغير عمدٍ بخطأ ما أثناء تأدية مهمّته، ويُقابله في الشريعة الإسلامية لفظ التعدّي، كما يقع هذا الخطأ عادةً من طبيب لا يتحرّى اليقظة الحذر في عمله، ممّا يؤدي إلى الإخلال بواجبات المهنة ومعاييرها المُتّفق عليها في علوم الطبّ ، فينتج الخطأ الطبّي نتيجة الاختلاف بين مقتضيات المهنة وبين العناية التي بذلها الطبيب.
يجب على الطبيب الالتزام الكامل بمسؤوليته الطبّية والقواعد المهنية التي تلقّاها، كما ينبغي أن يحرص على تجنّب كل سلوك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة أثناء تنفيذه للعلوم والنظرّيات المُكتسبة، ممّا يُجنّب المريض الضرر المتوقّع قدر الإمكان، ويُفترض بأنّ الإلمام بهذه العلوم والنظريات يعدّ أمرًا طبيعيًا بالنسبة لأي طبيب عادي.
أنواع الأخطاء الطبّية
تنقسم الأخطاء الطبّية إلى العديد من الأنواع، ومنها ما يأتي:
- الأخطاء الجراحية
تحد الأخطاء الجراحية بمعدّلات مرتفعة حول العالم، رغم إدراك الجميع بمدى خطورة هذا النوع من الأخطاء، إذ يحدث 4000 خطأ من هذا النوع في الولايات المتّحدة سنويًا، كما أنّ الجراحة الروبوتية (بمساعدة رجل آلي) قد تؤدي إلى حدوث العديد من هذه الأخطاء كالإضرار بالأنسجة المجاورة.
- أخطاء التشخيص العامّة
يتراوح عدد الوفيات أو الإصابات الناتجة عن أخطاء التشخيص بين 40,000-80,000 كل عام، وتنتج هذه الأخطاء عادةً بسبب الأعباء الطبّية الثقيلة، ممّا يؤدي إلى حدوث الأخطاء الفردية.
- أخطاء الدواء
ينبغي مراجعة الأدوية والجرعات الموصوفة قبل تقديمها للمرضى، كما يجب تواجد صيدلي للمساعدة بتحديد وحساب الجرعات المناسبة باستمرار لتجنّب هذا النوع من الأخطاء.
أثر الأخطاء الطبّية على الأطباء
يعاني الأطباء من العديد من المشاعر السلبية بعد وقوعهم في الأخطاء الطبّية على اختلافها، فمنهم من يشعر بالذنب ومنهم من يشعر بالعار، كما يمكن أن يتطوّر الشعور إلى الاكتئاب نتيجةً للحزن الشديد، لذا لا بدّ من الاهتمام بهذا الجانب لدى مناقشة الأخطاء الطبّية، ومن الأمور التي يجب الحرص عليها ما يأتي:
- الحصول على المشورة بسهولة.
- التعلّم من الأخطاء دون الخوف المستمرّ من العقاب.
- إمكانية مناقشة الأخطاء من الزملاء دون حرج.
- مساعدة الأطباء بعد وقوعهم في الخطأ وعدم توجيه اللوم الفردي بعنف.