ما هي عاصمة كمبوديا
مدينة بنوم بنه عاصمة كمبوديا
تُعدّ مدينة بنوم بنه (بالإنجليزية: Phnom Penh) العاصمة السياسية، والاقتصادية، والثقافية لكمبوديا، لذا فإنّها تُعدّ قلب الدولة النابض بالحياة، وقد أُخذ هذا الاسم من اسم معبد وات بنوم (بالإنجليزية: Wat Phnom) الذي شُيّد عام 1373م على تلّة اصطناعية ليضمّ تماثيل بوذا الخمسة، أمّا قديماً فقد كانت بنوم بنه تُعرف باسم شاكتموك (بالإنجليزية: Krong Chaktomuk)، والذي يعني مدينة الاتجاهات الأربعة، وذلك بسبب وقوعها عند نقطة تقاطع ثلاثة أنهار ، ويجدر بالذكر تميُّز العاصمة الكمبودية بالسحر المعماريّ، والهندسيّ الذي يجمع بين القصور التي بناها الفرنسيون، والشوارع المُزيّنة بالأشجار على كِلا الجانبين، إضافة إلى المباني التي تعكس فن العمارة الأنجورية القديمة (بالإنجليزية: Angkorian architecture).
تاريخ مدينة بنوم بنه
تُشير الأساطير إلى أنّ مدينة بنوم بنه قد شُيّدت عام 1372م، وذلك على يد امرأة مُسنّة تتبع الديانة البوذية، وقد كانت بنوم بنه عاصمة لكمبوديا خلال الفترة المحصورة بين الأعوام 1432-1505م، ثمّ تمّ التخلي عنها لفترة تزيد عن ثلاثمئة عام، إلّا أنّها بدأت باستعادة أهميتها عقب ذلك، إذ جعلها الملك نورودوم (بالإنجليزية: Norodom) مكاناً لإقامة الأسرة الملكية الحاكمة، وعاصمة للدولة من جديد.
شهدت بنوم بنه نموّاً كبيراً أثناء حُكم الفرنسيين في القرن التاسع عشر، ممّا جعلها أحد أهمّ المدن الآسيوية ، وقد استمرّ هذا التطوّر، والنموّ حتى القرن العشرين، ثمّ تراجع فيما بعد خلال فترة الحرب الفيتنامية، وإضافة إلى ذلك فقد حظيت هذه المدينة بأهمية تاريخية كبيرة على الصعيدين الإداري، والسياسي، إذ اتّخذتها العديد من المكاتب الحكومية كمقر لها، ومع مرور الزمن أصبحت بنوم بنه أحد أهمّ مناطق تركُّز السّكان، والتجارة في كمبوديا، كما تتميّز بنوم بنه بكونها أهمّ روافد الاقتصاد الكمبودي في العصر الحالي، وذلك بسبب ما توفّره من فرص عمل للعديد من السكّان، إلى جانب إلى تنامي نشاط قطاعي السياحة، والعقارات.
أسباب جعل مدينة بنوم بنه العاصمة
ساهمت عدة أسباب في اتّخاذ بنوم بنه عاصمة لدولة كمبوديا، ومن هذه الأسباب: زيادة شدّة الهجمات من أيوتايا (بالإنجليزية: Ayudhaya) على الدولة في الفترة التي كانت فيها أنغكور (بالإنجليزية: Angkor) عاصمة كمبوديا، وذلك في القرن الرابع عشر، وتحديداً بين عامي 1431-1432م، إضافة إلى ما شهدته المنطقة من نموّ للتجارة الدولية في بدايات القرن الخامس عشر، فقد كانت مدينة بنوم بنه خياراً مثالياً للاستفادة من هذا النموّ، وذلك لما تتمتّع به من موقع تجاريّ استراتيجيّ، إذ لاقت مرحلة التحوُّل للعاصمة الجديدة نجاحاً اقتصادياً كبيراً تمثّل في تحوُّل النشاط الاقتصادي للدولة من الاعتماد على الأنشطة الزراعية، إلى الاعتماد على التجارة من خلال ميناء المدينة.
جغرافية مدينة بنوم بنه
موقع ومساحة بنوم بنه
تقع بنوم بنه في الجزء الجنوبيّ الأوسط لكمبوديا، وتحديداً في منطقة تقاطع ثلاثة أنهار، هم: نهر باساك (بالإنجليزية: Bassac River)، وميكونغ، وتونل ساب (بالإنجليزية: Tonle Sap River)، إذ يمنح كلّ من: ميكونغ، وساب هذه المدينة موقعاً مهمّاً، وحيوياً، حيث يُعدّ نهر الميكونغ أهمّ الطرق الرئيسية للنقل، والتجارة في منطقة جنوب شرق آسيا ، فهو يربط كلّاً من: كمبوديا، وميانمار، والصين ، ولاو، وتايلاند، وفيتنام ببحر الصين الجنوبي، في حين تكمن أهمية نهر ساب بكونه الرافد الرئيسيّ لبحيرة تونلي ساب التي تُعدّ أكبر مصادر المياه العذبة في هذه المنطقة، أمّا من الناحية الفلكية فتقع بنوم بنه عند تقاطع دائرة عرض '33 °11 شمالاً، مع خط طول '55 °104 شرقاً، وتحتلّ العاصمة مساحة جغرافية تُقدّر بـ 678.5كم، إذ تُقسّم هذه المساحة إدارياً إلى اثني عشر مديرية يُعرف كل منها بالخان (بالإنجليزية: Khan).
مناخ بنوم بنه
يُعدّ المناخ المداري الموسمي هو المناخ السائد في بنوم بنه، إذ تسود الأجواء الجافة خلال الفترة الممتدّة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر إلى نيسان/أبريل، بينما تسود الأجواء الماطرة من بداية شهر أيار/مايو إلى مُنتصف شهر تشرين الثاني، وتشهد هذه الفترة درجات حرارة، ورطوبة مُرتفعة، بالإضافة إلى هطول مطري غزير يُشكّل ما نسبته 90% من إجمالي كمية الأمطار التي تهطل على العاصمة على مدار العام، ويجدر بالذكر أنّ فصل الشتاء في بنوم بنه هو أفضل الأوقات التي يُنصح خلالها بزيارة المدينة، إذ يُمكن خلاله تجنُب التعرُّض لدرجات الحرارة المُرتفعة.
وللتعرّف على موقع ومناخ دولة كمبوديا بشكل عام، يمكنك الاطلاع على مقال أين تقع كمبوديا .
ديموغرافية مدينة بنوم بنه
تمتاز العاصمة الكمبودية بنوم به بكونها أكثر مدن الدولة اكتظاظاً بالسكّان ، إذ يعيش فيها ما يزيد عن مليوني نسمة، وذلك وفقاً لإحصائيات عام 2020م، وتبلغ الكثافة السكانية فيها نحو 5,700 شخص/كم، إذ يُعدّ غالبيتهم من المواطنين الكمبوديين الذين يُشكّلون نسبة تُقارب 90% من إجمالي سكان العاصمة، فيما تُشكّل النسبة الباقية بعض الجماعات العرقية الأخرى، كالتاليلاندية (Thai)، والتشونغ (Chong)، والكوي (Kuy)، والبودونغ (Budong).
تُشير الإحصائيات إلى تفوّق عدد الذكور على الإناث في بنوم بنه، وعلى الرغم من أنّ اللغة الخميرية هي اللغة الرسمية للبلاد، إلّا أنّه يُعدّ من الشائع استخدام اللغتين الفرنسية، والإنجليزية من قِبل العديد من سُكان المدينة، ويجدر بالذكر أنّ الديانة البوذية هي الديانة التي يعتنقها غالبية سكان بنوم بنه، إذ تصل نسبتهم إلى أكثر من 90%.
نظام الحكم في مدينة بنوم بنه
حكومة بنوم بنه
يتمثّل حكم مدينة بنوم بنه بالمجلس البلدي الذي يتكّون من حاكم، وستة نوّاب له، بالإضافة إلى بعض المُستشارين التابعين لمجلس الوزراء، والعديد من الموظفين، ويمارس المجلس عمله في الحُكم على المشاورات التي تحدث بين نواب الحاكم، والوزراء، هذا وتتبع بلدية العاصمة وزارة الدولة الداخلية، إذ تُحدّد الوزارة جزءاً من ميزنيتها للعاصمة، ولذلك فإنّ هذه البلدية تتمتّع باستقلال ذاتي جُزئي فيما يخصّ التخطيط، وتقديم التمويل المادي لأنشطتها المُختلفة، ونظراً لتبعيّة البلدية إدارياً للمجلس الوزاريّ، فإنّ العديد من القرارات المُتعلّقة بمدينة بنوم بنه تُتّخذ خارج البلدية الخاصّة بها، ويجدر بالذكر أنّ المجلس الوزاري يضمّ إلى ثمانية أقسام فرعية، كلّ منها ذات اختصاص مُختلف.
حاكم بنوم بنه
وُلد خونج سرينج (بالإنجليزية: Khuong Sreng) حاكم مدينة بنوم بنه عام 1966م في محافظة كامبونغ ثوم (بالإنجليزية: Kompong Thom)، وهو أب لأربعة أبناء، وقد تلقّى خونج تعليمه الجامعيّ في روسيا ، إذ نال شهادة البكالوريس من جامعة استراخان التقنية الحكومية في عام 1992م، ثمّ استطاع إكمال مسيرته التعليمية بالحصول على شهادة الدكتوراه في تخصصّ العلوم السياسية، وذلك عام 2007م، إذ عمل خونج خلال تلك الفترة بالعديد من الوظائف العامة، فقد عمل كموظف في مقاطعة تول كوك (بالإنجليزية: Toul Kok) في عام 1998م، ثمّ عُيّن في العام التالي كنائب لحاكم هذ المقاطعة، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2008م.
تدرّج خونج بعد ذلك في المناصب الحكومية، ففي عام 2008 عُيّن كوكيل لوزارة التجارة الكمبودية، ثمّ تمّت ترقيته بعد ذلك بعام واحد، ليكون حاكماً لمقاطعة جديدة اسمها سين سوك (بالإنجليزية: Sen Sok)، وهي إحدى المناطق المركزية في العاصمة بنوم به، ثمّ انتهى الأمر بتسلّمه مقاليد الحكم في ميدنة بنوم بنه في عام 2017م، وذلك بعد سنتين على تعيينه كنائب لحاكمها، ويجدر بالذكر ما اتّسم به خونج من همة، وإمكانيات مرتفعة، كما كان صاحب إدارة حكيمة مكّنته من تقديم خدمات أفضل للمواطنين، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمدينة، وحثّ الناس على المحافظة عليها، وإضافة إلى ذلك فقد حرِص خونج على تنفيذ السياسات التي رسمتها حكومة دولة كمبوديا.
اقتصاد مدينة بنوم بنه
يعتمد اقتصاد مدينة بنوم بنه بشكل رئيسي على القطاع التجاري، كتجارة الملابس، وغيرها، وعلى المؤسسات الصغيرة، والمتوسطة التي تُوفّر فرص عمل للعديد من السكّان، وقد شهدت المدينة تطوراً، ونموّاً اقتصادياً كبيراً في السنوات الأخيرة الماضية، تمثّل في ظهور عدد من الفنادق، والمطاعم، والمباني السكنية الجديدة، ممّا نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار العقارات، وإضافة إلى ذلك فقد ساهم القطاع الزراعي بالاقتصاد الكمبودي بشكل بارز، فقد تمّ تصدير الكثير من المنتجات الزراعية، كالرز، والفلفل، وغيرها إلى الأسواق الدولية المختلفة.
تمثّلت خطة حكومة مدينة بنوم بنه في تطوير الاقتصاد على تحسين البنية التحتية، والشوارع، إلى جانب الاهتمام بضفاف النهر، وتطوير طرق مُعالجة المياه، وتصريفها، وإمداداتها، وقد كانت كل هذه التحرُّكات بهدف جذب العديد من الاستثمارات الجديدة إلى المدينة، وإنعاش السياحة، فضلاً عن تحسين واقع الخدمات فيها، ممّا جعل للقطاع السيّاحي دوراً كبيراً في النموّ الاقتصادي، إذ أصبحت بنوم بنه بذلك وجهة سياحيّة للعديد من السيّاح.
وللتعرّف على عملة دولة كمبوديا، يمكنك الاطلاع على مقال ما نوع العملة لمملكة كمبوديا .
السياحة في مدينة بنوم بنه
تُعدّ مدينة بنوم بنه أحد أكثر مناطق كمبوديا جذباً للسياح، إذ تحتوي على العديد من المعالم، والأماكن السياحية الجذّابة، ومنها:
- القصر الملكي، والمعبد الفضي: (بالإنجليزية: The Royal Palace and Silver Pagoda)، يُمثّل القصر مكاناً للاحتفالات الرسمية، ومقرّاً لإقامة ملك الدولة، وهو بذلك يُعدّ رمزاً للمملكة الكمبودية، وعلى الرغم من ذلك، فإنّه يُسمح للسياح بالدخول إلى بعض أقسامه، والتمتُّع بزيارة المكاتب، والمعارض، والحدائق الجميلة، والمعابد المُزخرفة الموجودة بداخله، ويجدر بالذكر أنّ المعبد الفضي يُعدّ أحد أبرز أقسام هذا القصر، وقد سُمي بهذا الاسم نظراً إلى اللون الفضي الذي يُزيّن أرضيته اللّامعة، إذ يأخذ هذا المعبد موقعه داخل القصر الملكيّ على ضفاف النهر.
- المتحف الوطني الكمبودي: (بالإنجليزية: National Museum of Cambodia)، يقع بجانب القصر الملكي، ويُعتبر مكاناً زاخراً بالتراث الذي يعود للعصر الأنغكوري القديم، إذ يحتوي على ما يزيد عن خمسة آلاف تحفة، وقطعة أثرية، وذلك إلى جانب العديد من التماثيل التي لا مثيل لها، والموجودة داخل غرف المتحف.
- مُتنزّه وات بنوم: (بالإنجليزية: Wat Phnom Park)، يقع على تلّة تُعتبر التلّة الوحيدة في مدينة بنوم بنه، ويُعتبر هذا المُتنزه مركزاً رئيسيّاً في المدينة، ويوفّر مكاناً للراحة، والاستجمام بين أشجاره بعيداً عن ضجة، وحرارة المدينة، وهو تابع لمعبد وات بنوم البوذيّ.
- مركز بنوم تاماو لإنقاذ الحياة البرية: (بالإنجليزية: Phnom Tamao Wildlife Rescue Center)، يتمثّل عمله في إنقاذ، وحماية الحيوانات البرية النادرة، والمعرّضة للخطر، والحفاظ عليها، والاعتناء بها، وإعادة تأهيلها، حتّى تُصبح قادرة على الرجوع مرة أخرى إلى الحياة البريّة، والعيش فيها، إذ تنقل المنظمات غير الحكومية المختصّة بحماية الحياة البرية هذه الحيوانات من البريّة إلى المركز، ويتمكّن زوّار هذا المركز من رؤية الحيوانات المُختلفة، كالنمور، والفهود، أو حتى التعامُل مع بعضها كإطعام الفِيَلَة، والقرود.
وللتعرّف على السياحة في دولة كمبوديا بشكل عام، يمكنك الاطلاع على مقال السياحة في كمبوديا .
كمبوديا
تقع دولة كمبوديا (بالإنجليزية: Cambodia) في قارة آسيا، وتحديداً في الجهة الجنوبية الشرقية منها، وتُعدّ مدينة بنوم بنه (بالإنجليزية: Phnom Penh) عاصمة كمبوديا الرسمية، ويقطُن أراضي الدولة الكمبودية نحو 16.61 مليون نسمة، وذلك وفقاً لإحصائيات عام 2020م، إذ تتركّز معيشة معظم السكّان في المناطق الريفية، بينما تعيش بعض الجماعات العرقية في المناطق الجبلية، علماً بأنّ غالبية مواطني كمبوديا ينتمون إلى الأصول الخميرية (بالإنجليزية: Khmer)، هذا وتُشكّل الديانة البوذية دين الدولة الرسميّ، إذ يعتنقه ما يزيد عن 95% من المواطنين، كما تُعدّ لغة الخمير اللغة الرسمية فيها.
تتميُّز الأراضي الكمبودية بالطبيعة الجبلية ذات الغابات الكثيفة، والتي تُحيط بمساحات شاسعة من السهول التي تحتلّ ما يُقارب ثلثي مساحة الدولة، إذ يحدّ هذه السهول من الجهة الجنوبية خليج تايلاند، وتُعدّ بحيرة تونلي ساب (بالإنجليزية: Tonle Sap lake)، أو ما يُعرف بالبحيرة العظمى، بالإضافة إلى نهر الميكونغ (بالإنجليزية: Mekong River) المصادر الرئيسية للمياه في الدولة، أمّا فيما يخصّ المناخ، فأنّ المناخ السائد في كمبوديا هو المناخ المداريّ، والذي يشهد تساقطاً للأمطار الموسمية الغزيرة في الفترة الممتدّة من شهر أيّار إلى شهر تشرين الثاني، وذلك عقب موسم الجفاف الذي يستمرّ من شهر كانون الأول/ديسمبر إلى شهر نيسان.
ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة كمبوديا، يمكنك الاطلاع على مقال معلومات عن دولة كمبوديا .