بحث عن دولة المماليك
نشأة المماليك
تُستخدم لفظة المماليك للدلالة على الرقيق أو العبيد، ولكنَّها ذات مدلول خاصّ في التاريخ الإسلاميّ؛ وخاصّة منذ فترة الخليفة العبّاسي المأمون، والذي حكم في الفترة الواقعة ما بين 198-218هـ، والخليفة المعتصم الذي حكم منذ عام 218هـ -227هـ، حيث تميّزت فترة حُكمهما باستقطاب أعداد كبيرة من الرقيق؛ وذلك من خلال شرائهم من أسواق النخاسة، واستخدامهم كفِرق عسكريّة يُعتمد عليهم في دعم النفوذ، وبالتالي أصبح المماليك بمثابة الأداة العسكريّة الرئيسيّة في كثير من البلدان الإسلاميّة مع مرور الزمان، واعتمد أُمراء الدولة الأيوبيّة على المماليك في تدعيم قوتهم، واسخدامهم في الحروب، ولكنّ أعداد المماليك كانت محدودة نوعاً ما، وبقيت هكذا حتّى مجيء الملك الصالح أيوب، حيث زاد من أعداد المماليك، وخاصّة بعد حدوث فتنة خروج الخوارزميّة من جيشه.
المراحل التي مرت بها دولة المماليك
تُعدُّ دولة المماليك واحدة من الدول التي مثّلت فترة تاريخيّة مُهمّة، وتمثلّت هذه الدولة بأكثر من مرحلة، وهي كالآتي:
- المماليك البحريّة: هي المرحلة الأولى من مراحل الدولة المملوكيّة، واستمرّت لمدّة 144 عام، وحكم خلال هذه الفترة 29 سلطاناً، وأُطلقت عليهم هذه التسمية؛ لأنّهم يعيشون في قلعة بجوار نهر النيل.
- المماليك البرجيّة: هم المماليك الذين عاشوا في قلاع ذات أبراج.
العمارة في العصر المملوكي
تميّزت العمارة في العصر المملوكي، حيث جمعت بين الأساليب المصريّة المحلية، والمتمثلة بالطولونية، والفاطميّة، والأيوبيّة، والمغربيّة، وبالتالي كانت مزيجاً من عمارة مملوكيّة مُتميّزة، وظهرت أنواع من العمارات المدنيّة الحديثة؛ كالخانات، والوكالات، والأسبلة، والكتاتيب، وظلت الأضرحة والمدارس الدينية تتمتع بمركزها من الصدارة، وتأثّرت المساجد بعمارة الدولة المملوكيّة، ويجدر بالذكر أنَّ الملك الصالح بن عادل بنى للماليك قصوراً عظيمة، وتميّزت هذه القصور ببنائها المتقن.
أهم إنجازات دولة المماليك
ساهمت دولة المماليك في العديد من الإنجازات المهمّة في تاريخ الأرض، وأضافت هذه الإنجازات الكثير إلى الأمّة الإسلاميّة، وتتمثّل أهمّ إنجازاتها بوقوفها ضد قوتين كبيرتين وهما التتار، والصليبيون، حيث جاهد المماليك ضد هاتين القوتين مُدّة طويلة من الزمن، كما واستمرت دولة المماليك في حمل راية الإسلام مُدّة 270 عام، وبقيت حتّى سلّمت الخلافة الإسلامية للدولة العثمانيّة القوية.