صنعاء عاصمة اليمن
أصبحت صنعاء العاصمة السياسية والتاريخية للجمهورية اليمنية بعد تحقّق الوحدة اليمنية لشمال البلاد وجنوبها في شهر أيار من عام 1990م، فقبل ذلك كانت صنعاء عاصمةً لشمال اليمن فقط وعدن عاصمةً لجنوب اليمن، أمّا حالياً فتُعتبر عدن العاصمة الاقتصادية التجارية للبلاد، وتمّ اتخاذ عدن في عام 2015م عاصمةً مؤقتةً للبلاد مع الحفاظ على بقاء صنعاء عاصمة البلاد دستورياً.
مرّت مدينة صنعاء في عدّة مراحل حيث كانت موطناً عربياً للمسيحيين واليهود إلى أن ساد فيها الإسلام على يد علي بن أبي طالب في عام 632م، وقد حكمها العثمانيون خلال الفترة الزمنية بين القرنين السادس والسابع عشر ميلادي، وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى أصبحت صنعاء العاصمة الوطنية لليمن، ثمّ انتقلت العاصمة إلى مدينة تعز، وبعد ثورة 1962م تمّ إعلان اليمن الشمالي واتخاذ مدينة صنعاء عاصمةً له.
أهمية موقع صنعاء
تحظى صنعاء بموقع جغرافي متوسط بالنسبة لمدن اليمن، ممّا جعل منها طريقاً مهمّاً للقوافل التجارية وللحج في العهد الإسلامي، وقد حظيت المدينة بالأمن والقوة تبعاً لموقعها الطبيعي بين جبلَيّ عيبان ونقم، ونظراً لموقعها على طريق الحرير وعلى مفترق الطرق بين المحيط الهندي والبحر الأحمر فقد لعبت صنعاء دوراً مهمّاً في التبادلات التجارية والثقافية في شبه الجزيرة العربية.
توسّعت صنعاء على مرّ الزمن إلى أن أصبحت من أكبر وأهم مدن اليمن ، وقد ساعد موقعها الجغرافي ومناخها ووفرة مياهها على تقدّمها من الناحية الاقتصادية، كما تقدّمت المدينة من الناحية الزراعية نظراً إلى استخدام طرق متعددة للريّ فيها، بالإضافة إلى ازدهار حرفة الرعي ونمو الثروة الحيوانية في المدينة، وقد أثبتت الدراسات أنّ مدينة صنعاء ساهمت بشكل كبير في انتشار الثقافة والعلوم المختلفة في اليمن وفي كافة الأقطار الإسلامية في الماضي.
نشأة صنعاء وسبب تسميتها
تُعدّ صنعاء من أقدم الحضارات في الشرق الأوسط، إذ يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم، وقد أطلِق اسم أزال بن عابر عليها قديماً، ويُقال أنّها سُمّيت في الأصل مدينة سام نسبةً لمؤسسها وبانيها سام بن نوح، وهناك آراء أخرى تقول أنّ الاسم يعود إلى كلمة عربية معناها الكمال، كما سُميّت أيضاً بأمّ اليمن، ومن الجدير بالذكر أنّها كانت موطناً لملكة سبأ.
