ما هي صفات المنافقين
صفات المنافقين
الكذب
يعدُّ الكذب من الصفات التي يشتهر بها المنافقون، وقد ذكر ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحذر منه، حيث قال: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
التكاسل في أداء العبادات
الصفةُ الثانيةُ من صفاتِ المنافقينَ أنَّ طاعتهم قليلة، وإذا قاموا إلى الطاعاتِ الواجبة قاموا إليها بتكاسلٍ وثقل، وقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- هذه الصفة في قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
الجُبن وشدة الخوف
عُرف المنافقون بالخوفِ وشدة الهلعِ، والجبنِ، وما يؤكد على ذلك خوفهم من القتلِ وسلب الأموال بسبب كفرهم، وهذا الخوف والجبنِ هو الذي دعاهم لإظهار الإسلامِ وإخفاءِ الكفرِ، وقد دلَّ قوله -تعالى-: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)، على صفة الخوفِ التي عُرف المنافقون بها؛ إذ أنَّ يفرقون تعني يخافونكم.
السفه والتبعية وانعدام التفكير
أكثر المنافقين يعلمون أنَّ الإسلامَ هو الدينُ الحقَّ، لكنَّهم ينكرون ذلك؛ لمجالستهم للكفارِ وانبهارهم بالحضارات الغربية والمادية، كما أنَّ كثرة سماعهم للشبهات التي تُثار حول الإسلامِ، يسببُ لهم البغض للإسلامِ وأهله، ويكفي هذا ليدلَّ على تبيعية المنافق وانعدامِ تفكيره وقلة عقله، وقد جاء وصف السفه لهم في قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ).
كره الإسلام وحب الكفر
معلومٌ أنَّ من عرى الإيمانِ أن يحبَّ المسلمَ باللهِ ويُبغض فيه، ودليل ذلك ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إنَّ أَوثقَ عُرى الإيمانِ أنْ تُحِبَّ في اللهِ، وتُبغِضَ في اللهِ)، ومن هذه النقطةُ يُمكن استنباطُ صفةٍ من صفاتِ المنافقينَ وهي كره الإسلامِ وأهله وحبَّ الكفرِ وأهله.
إظهار عكس ما يبطنون
من صفاتِ المنافقِ أيضًا أنَّه يُظهر للمسلمينَ عكس ما يُبطن، فيظهرَ لهم إسلامه ويخفي عنهم كفره، كما أنَّه يُظهر لهم المحبةَ والمودةَ ويُخفي عنهم العداوة والبغضاءَ، وقد قال فيهم الله -تعالى-: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).
مرض القلب
لقد ذكر الله في كتابه المجيد صفةً من صفاتِ المنافق وهي مرض القلبِ حيث قال -تعالى-: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، وهذا المرضُ يعدُّ فسادًا في قلبِ المنافقِ يجعل إدراكه مختلًا، فتراه يحبُّ الباطلَ ويكرهَ الحقَّ، بالإضافةِ إلى أنَّ أدنى الشبهات والشهواتِ تؤثر في قلبه.
كما أنَّ المنافقَ يكونُ متشككًا في كلِّ شيءْ وفاقد الإيمانِ بأيِّ شيءٍ، فيكون في غربةٍ عن الحقِّ وأهله، كما أنَّه يغتمَّ ويهتمَّ بظهورِ أمرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم ونصرته على أعدائه وأعداء الدينِ.
الاستهزاء بالمؤمنين
ومن صفاتِ المنافقين التي تحدَّث القرآن الكريمَ عنها هي استهزائهم بالمؤمنين، حيث قال -تعالى-: (إِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)، فهم يُظهرونَ إيمانهم للمؤمنينَ ويخفونَ كفرهم، وما أن يختلي المنافقون برؤساء الكفار يخبرونهم أنَّهم معهم وأنَّ إظهار إيمانهم إنَّما هو من باب الاستهزاءِ بالمؤمنين، وهدفهم من ذلك الأمن من القتالِ وتحقيق مصالحٍ ماديةٍ عن طريق الصدقاتِ والغنائم.
ومن صور استهزاءِ المنافقين بالمؤمنينَ أنَّهم عند نزولِ آيةِ قرآنيةٍ جديدةً يتسائلونَ استهزاءً أيكمُ زادته هذه الآية إيمانًا؛ والهدف من ذلك صرف المسلمين عن دينهم وتزهيدهم فيه، وقد ذُكرت هذه الصورة في قوله -تعالى-: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).
أسباب النّفاق
يأتي النفاق من دوافع عديدة تؤدّي بصاحبها للنفاق، وأهمها الجُبن والكفر، فالكفر ما يخفيه المنافق، والجبن ما يدفعه لإخفاء كفره، ومنه الانسياق وراء الآخرين ووراء أفكارهم ومعتقداتهم دون التفكير بذلك، وقد صاحب المنافقين الأُوَل في المدينة المنورة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التكبّر والاستعلاء مع النفاق، ومما يؤدّي إلى النّفاق حب الشهوات، واتباع أهواء النّفس وشهواتها، والتعلّق بالدنيا، والخوف على الحياة والمكانة الاجتماعية.
آثار النفاق وأضراره
إنّ من آثار النّفاق وأضراره ما يأتي:
- الهلع والخوف الشديدين، قال -تعالى-: (يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِما في قُلوبِهِم قُلِ استَهزِئوا إِنَّ اللَّـهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرونَ).
- سببٌ جالب للعنة الله، قال -تعالى-: (وَعَدَ اللَّـهُ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالكُفّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَلَهُم عَذابٌ مُقيمٌ).
- لا يعدّ المنافق من المسلمين، بل هو أشدّ ممن أظهر كفره، قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).
- بثّ الخوف والاضطراب، ونشر الفتنة بين المسلمين في صفوف الجهاد، كما أنّ وجودهم يعدّ أكبر ضرراً من غيابهم عن ساحة المعركة؛ لأنّ من المسلمين من ينقاد لهم ويسمع لكلامهم، قال -تعالى-: (لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّـهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ).
- ادّعاء الإسلام والقيام بما يخالف أخلاقه ويضرّ بأهله، قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا* مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَـؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَـؤُلَاءِ).
- ضرر المنافق أشدّ من ضرر الكافر، كون المنافق إضافةً إلى كفره فإنّه خدع المسلمين ودخل بينهم دون أن يحذروا منه ومن ضرره عليهم.
ملخص المقال: تمَّ في هذا المقال ذكر بعض صفاتِ المنافقينَ مع ذكر الدليل الشرعي من القرآنِ الكريمِ والسنة النبويةِ على كلِّ صفةٍ، كما تمَّ ذكر أسبابِ النفاقِ والآثار والأضرار المترتبة المترتبةِ عليه.