ما هي شروط تعدد الزوجات
شروط تعدد الزوجات
أباحت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات، ووضعت ثلاثة شروط للسماح للرجل بتعدد الزوجات، وسنذكر هذه الشروط فيما يأتي:
- ألا يزيد عدد الزوجات عن أربع زوجات
أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز للرجل الزواج من أكثر من أربع نساء؛ قال -تعالى-: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)،وهذا دليل صريح على عدم جواز الزواج من أكثر من أربع نساء.
- القدرة على الإنفاق على الزوجات
أجمع أهل العلم على وجوب نفقة الزوج على زوجته، ويجب أن يملك الاستطاعة في الإنفاق على جميع زوجاته، قال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، وثبت عن الرسول الكريم أنه قال: (اتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
- العدل
يعتبر العدل بين الزوجات شرطاً أساسياً لا بد من توفرّه؛ ليكون تعدد الزوجات مباحاً، وجاء ذلك بالآية الثالثة من سورة النساء بقوله -تعالى-: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَة)؛ إذ لا يجوز ظُلم زوجة بأيّ شكل من الأشكال، وتبينّ الآية الكريمة مدى وجوب توفر شرط العدل بين الزوجات في كافة مناحي الحياة؛ كالمأكل، والمشرب، والمبيت، والمال.
مفهوم الزواج
جعل الله -سبحانه وتعالى- الإنسان خليفةً له في الأرض؛ ليعمرها بالبناء والتكاثر، فخلق منه الذكر والأنثى لتعمر البسيطة بالإنجاب، وانطلاقاً من ذلك فقد جاء الإسلام حاثاً على الزواج، واعتبره سنّة من سنن الأنبياء، هذا وقد ورد ذكر الزواج في عدّة مواضع في القرآن الكريم، ومنها: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ).
ووضع الإسلام أُسساً وشروطاً ليكون الزواج صحيحاً، فحللّ للرجل النساء ما لم يجمع بينهما أي سبب يدعو للتحريم المؤقت أو المؤبد؛ كالأخوة، أو الأبوة، أو غيرها، كما اشتَرَط الإسلام ضرورة الإيجاب والقبول بين الطرفين، كما وضع الإسلام عقداً يحفظ للمرأة حقها الشرعي كالمهر والنفقة الشرعية وغيرها.
مفهوم تعدد الزوجات
قال -تعالى- في كتابه الحكيم: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا).
أحّل الله -سبحانه وتعالى- للرّجل تعددّ الزوجات ضمن شروط وأحكام مُعيّنة، ويكون ذلك بالزواج من أكثر من امرأة في الوقت نفسه، وقد سمح الإسلام للرجل بتعدد الزوجات بشرط ألا يتجاوز عدد النساء أربعة نساء، وإذا تم تعدد الزوجات وفق الشروط والضوابط الشرعية التي وضعها الشارع الحكيم؛ لم يترتب عليه اضطراب في البيوت.
الحكمة من تعدد الزوجات
أباح الله -سبحانه وتعالى- تعدد الزوجات لعدّة غايات وحكم، ومنها ما يأتي:
- بقاء المجتمع الإسلامي طاهراً؛ وبعيداً عن الرذيلة والفواحش.
- التكاثر وزيادة عدد المسلمين؛ إذ يُعتبر الزواج الوسيلة الوحيدة للتكاثر، ويزداد ذلك بزيادة عدد الزوجات.
- إذا كان للزوج زوجة اعتراها مرض لا يرجى منه الشفاء؛ حيث يمكن أن يتزوج الرجل من امرأة عاقر لا تلد، أو مُصابة بمرض ما يمنع من مُعاشرتها؛ فيجوز له الزواج شرعاً.