ما هي سبل تحقيق الأمن الغذائي
الأمن الغذائي
تمّ تعريف الأمن الغذائي من قبل لجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي العالمي على أنه تمتّع جميع الناس في جميع الأوقات بفرص مادية، واجتماعية، واقتصادية للحصول على أغذية كافية، وآمنة، ومغذية تُلبّي تفضيلاتهم واحتياجاتهم الغذائية؛ لتحقيق حياة نشطة وصحية، ومن مكونات تحقيق الأمن الغذائي هي: إتاحة كميات كافية من الأغذية المناسبة، والحصول على دخل كاف أو موارد أخرى للوصول إلى الغذاء، ووجود كمية غذائية كافية، وقدرة الجسم على امتصاص واستخدام المواد الغذائية.
يرجح أنه على مدار العقود القادمة سيكون لتغير المناخ ، وتزايد عدد سكان العالم، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والضغوط البيئية آثار كبيرة على الأمن الغذائي، كما أن هناك حاجة ماسّة لاستراتيجيات التكيف، واستجابات السياسة للتغيير العالمي بما في ذلك خيارات معالجة تخصيص المياه، وأنماط استخدام الأراضي، وتجارة الأغذية، وتجهيز الأغذية بعد الحصاد، والحفاظ على أسعار الأغذية وسلامتها.
طرق تحقيق الأمن الغذائي
يُعاني قرابة مليار شخص حول العالم من الجوع على الرغم من أنّه يتم إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام الكوكب بأسره، فالمشكلة ليست بذلك وإنما هناك عددًا من العوامل التي تعترض سبيل ذلك ومنها: الاستخدام غير الفعال للمياه، والأسمدة، وتدوير المحاصيل، وتوضح النقاط التالية كيف يمكن توفير ما يكفي لتغذية ثلاثة مليارات شخص مع مراعاة الرفاهية البيئية أيضاً:
سد الفجوة الإنتاجية
تُرجح تقديرات الصندوق العالمي للحياة البرية أنه سيتم تحويل 120 ألف كيلو متراً مربعاً من الموائل الطبيعية إلى مساحات زراعية في الدول النامية وذلك بحلول عام 2050، حيث أن الأراضي الزراعية في كثير من أجزاء العالم تُنتج أقل من 50% من قدرتها ولا يتم استغلالها بالشكل الأمثل، لذا فإن سد الفجوة بين ما يتم إنتاجه وبين ما يُمكن إنتاجه يقلل من الحاجة إلى تطهير الأراضي للزراعة مما يسهم في إطعام 850 مليون شخص.
استخدام السماد بشكل أكفأ
يتم استخدام الأسمدة الاصطناعية بكميات كبيرة في جميع أنحاء العالم، إلا أنها ليست الخيار الأمثل؛ فإن تزايد عدد السكان الذين لديهم الرغبة والوسائل لتحسين نظامهم الغذائي سيضمن استمرار زيادة استهلاك الأسمدنة، حيث تلعب الأسمدة غير العضوية دوراً حاسماً في الأمن الغذائي في العالم، ولا يمكن استبدالها بالأسمدة العضوية التي لها أولوية الاستخدام في حال توافرها، كما يجب استخدام الأسمدة بكفاءة وفعّالية عالية عن طريق مراعاة المبادئ الأساسية لإدارة الأسمدة بما في ذلك: المصدر المناسب، والنًّسب الصحيحة، والوقت والمكان المناسبين، وكيفية تكييفها مع جميع أنظمة المحاصيل؛ لضمان تحسين الإنتاجية.
رفع إنتاجية المياه
تتزايد ندرة المياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل ينذر بالخطر، كما أن الحصة السنوية للفرد الواحد في انخفاض مستمر مما يؤدي إلى تحويل الموارد المهمة بما في ذلك المياه إلى القطاعات الأخرى ذات الأولوية، ونتيجة لذلك تفقد الزراعة كميات كبيرة من المياه كل عام على الرغم من أن النمو السكاني السريع يرفع من نسبة الطلب على الغذاء، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتحدى عملية إنتاج الغذاء كانخفاض كمية ونوعية المياه، وتغير المناخ وما ينتج عنه من آثار مثل قلة هطول الأمطار، وزيادة الجفاف، وتقليل مواسم النمو، بالإضافة إلى الآفات الحشرية، لذا فلا بد من تحقيق التكامل والتعاون لزيادة كفاءة استخدام المياه، وإدارة الموارد المائية في قطاع الزراعة، وتحديث أنظمة الري، وتعديل أنماط المحاصيل من خلال تحسين أنواع المحاصيل التي تتحمل الجفاف، وتطوير نظم بيئية أكثر مرونة في مواجهة تغيير المناخ.
تقليل هدر الطعام
تُقدّر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن ثلث إنتاج الغذاء في العالم قد تمّ فقده أو إهداره، وتطلق الأغذية التي تهدرها الأُسر وقطاعات التوزيع والتموين كميات كبيرة من الغازات الدفيئة ، وبنفس الوقت هنالك حوالي 800 مليون شخص يعانون من الجوع، لذا فإن توفير ربع الطعام المهدور في جميع أنحاء العالم سيسهم في إطعام جميع الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى العمل على إدخال إجراءات مستدامة عند الزراعة، وتقليل خسائر المحاصيل، وتعزيز أرباح المزارعين، والمساعدة على تقليل الخسائر أثناء التخزين والنقل، وتقليل نفايات الطعام من الموزعين والمستهلكين، وزيادة الوعي بشأن الإنتاج والاستهلاك المستدامين للأغذية بين المنتجين وتجار التجزئة والمستهلكين في جميع البلدان؛ وتجدر الإشارة بأن تقليل هدر الغذاء في الولايات المتحدة، والهند، والصين وحدهم قد يساهم في إطعام 413 مليون شخص سنوياً.