ما هي دابة الأرض؟
ما هي دابة الأرض؟
إنّ من علامات قيام الساعة وأشراطها هي خروج دابة الأرض، وهي أحد علامات الساعة الكبرى، وقد ثبت خروج هذه الدابة في آخر الزمان في قول الله -تعالى-: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ).
وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّها لا تقومُ حتَّى ترَوْا قبْلَها عَشْرَ آياتٍ: الدَّجَّالَ والدُّخَانَ وعيسى ابنَ مَريمَ ويأجوجَ ومأجوجَ والدَّابَّةَ وطُلوعَ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها وثلاثَ خُسوفٍ: خَسْفٌ بالمَشرِقِ وخَسْفٌ بالمَغرِبِ وخَسْفٌ بجزيرةِ العرَبِ وآخِرُ ذلك نارٌ تخرُجُ مِن قَعْرِ عدَنَ أو عَدَنَ أو اليمنِ تطرُدُ النَّاسَ إلى المَحشَرِ)، وفيما يلي بيان صفة هذه الدابة ووقت خروجها ومكانها:
صفة دابة الأرض
ذكر الصحابة -رضوان الله عليهم أوصافاً لتلك الدابة التي تخرج على الناس، فقد وصفها أبو هريرة -رضي الله عنه- بأنّ هذه الدابة تتلوّن بكل الألوان، وأنّ لها قرنين بينهما مسافة كبيرة، في حين وصفها ابن عباس -رضي الله عنه- بأنّها ضخمة جدّاً وكأنّها حربة، ووصفها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- بأنّ رأسها يشبه رأس الثّور، وعينها تشبه عين الخنزير، وأذنيها تشبه أذن الفيل، وعنقها طويل كالنعامة، أما صدرها كالأسد، ولها أربعة قوائم مثل قوائم البعير، تبعد عن بعضها كثيراً.
وإنّ هذه الدابة تكلّم النّاس وتخاطبهم وليست كسائر الدواب، وهذه واضح من قوله -تعالى- "تكلّمهم"، ويخرج معها عصا نبينا موسى -عليه السلام-، ومعها أيضاً خاتم سليمان -عليه السلام-، وهي تضع وسوماً أو علامات في وجوههم وعلى أنوفهم تحديداً، ويبقى وسمها فيهم حتّى يُعمّرون ويكبرون، فهي تضع نكتة بيضاء في وجه المؤمن بعصا موسى، ونكتة سوداء في وجه الكافر تسمها بخاتم سليمان، فيعرف الناس بعضهم بعضاً بسبب وسمها، فيقولون: فلان مؤمن، وفلان كافر.
وقت خروج دابة الأرض
تخرج هذه الدابة في نهاية الزمان، وذلك عند تبدّل أحوال الناس وانتشار الفساد في الأرض، ويكون خروجها بعد طلوع الشمس من مغربها، أي في وقت يغلق فيه باب التوبة، وتخرج على الناس في وقت الضحى أي صباحاً، قال -رسول الله صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وخُرُوجُ الدَّابَّةِ علَى النَّاسِ ضُحًى، وأَيُّهُما ما كانَتْ قَبْلَ صاحِبَتِها، فالأُخْرَى علَى إثْرِها قَرِيبًا).
مكان خروج دابة الأرض
تعدّدت الروايات في مكان خروج الدابة على الناس، ولكنّ غالبيتها لم تثبت صحّتها، إلا أنّها على الراجح تخرج من مكة المكرمة، ومن جبل الصفا تحديداً، وهو قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-.
وبذلك لا بدّ للمسلم أن يؤمن تمام الإيمان بأحد علامات الساعة الكبرى وهي خروج دابة الأرض، دون انشغاله بأوصافها ومكان خروجها، وعليه أن يعدّ نفسه لتلك اللحظات التي لا مجال فيها للتوبة والرجوع إلى الله -تعالى-.