ما هي حدائق بابل المعلقة
حدائق بابل المعلقة
بُنيت حدائق بابل المُعلّقة في عصر الملك نبوخذ نصر الثاني في عاصمة الإمبراطوريّة البابليّة حسب ما تُشير معظم الدّراسات، وهي من عجائب الدنيا السبع المثيرة للجدل والمحفوفة بالغموض؛ إذ يُقال بأنّها لم تكن في بابل أصلًا، كما يَعتقد البعض بأنّ هذه الحدائق مجرّد أسطورة من نسج الخيال لا أصل لها في التاريخ، ومع ذلك فإنّ العديد من الكتّاب في العصور القديمة قدّموا وصفًا لهذه الحدائق على أنّها بابليّة بُنيت في عصر الملك نبوخذ نصر وبقيت إلى العصر الهلنستي، وقد ورد وصف حدائق بابل في النصوص الرومانيّة واليونانيّة، والتي جعلت من هذه الحدائق أعجوبة رائعة، فهي عبارة عن نباتات وأزهار تتدلّى كالشلال من ارتفاع 22.86 مترًا وسط الأعمدة والتماثيل.
قد وُصف شكل الحديقة وموقعها في العديد من الدراسات، وكان للباحثين أقوالًا كثيرة حول شكلها الدقيق، ومن أهم الأقوال التي تتعلّق بذلك، أنّها حدائق مبنيّة أعلى سطح القصر الملكي الواقع في بابل، وقد قيل أيضًا بأنّها كانت تقع داخل أسوار القصر الملكي لا أعلى سطحه كما ورد في كتاب عالم الآثار البريطاني ليوناردو وولي.
موقع حدائق بابل المعلقة
يُعد موقع بناء حدائق بابل المعلّقة أمرًا مثيرًا للجدل؛ ويرجع ذلك إلى عدم وجود أيّة آثار للحديقة تدل على وجودها وتقطع الشك في تحديد مكانها، فمع أنّ اسمها يوحي بأنّها بُنيت في بابل إلّا أنّ البعض يعتقد غير ذلك؛ إذ يُقال بأنّها كانت في جنوب نينوى عاصمة الإمبراطوريّة الآشوريّة، ومع ذلك فإنّ الأقرب للصحة هو أنّها تقع في مدينة بابل في بلاد ما بين النهرين، جنوب بغداد عاصمة العراق والتي تبعد عنها مسافة 100 كيلو مترًا، وقد عُثر على بعض الحفريات في بابل تدعم فكرة وجود الحدائق فيها، وبغض النظر عن الموقع فإنّ أهم ما يميّز الحدائق هو طريقة نقل الماء لارتفاعات كبيرة، إضافة إلى الجمال الفنّي والإبداع في البناء.
سبب بناء حدائق بابل المعلقة
يُقال بأنّ السبب وراء بناء هذه الحديقة الغنّاء وسط طبيعة العراق القاحلة، هو شعور زوجة الملك نبوخذ نصر الثاني بالحزن لفراق وطنها؛ فقد كانت تسكن مملكة ميديا (شمال غرب إيران حاليًا)، وهي ابنة ملك الميديين آنذاك، فزُوِّجت من نبوخذ نصر لأغراض سياسيّة لتسهيل التعاون بين المملكتين، وقد كانت طبيعة موطنها جميلة للغاية، وبسبب حنينها للوطن قرّر الملك بناء حدائق بابل المعلقة ، وإهداءها هذه الحدائق التي تُحاكي طبيعة موطنها الأصلي، لعلّها تُسعِد الزوجة وتطفئ هذا الحنين، إلّا أنّه واجه العديد من الصعوبات في البناء، أوّلها الرّي وإيصال الماء إلى الحديقة من نهر الفرات، ومع ذلك، فإنّ بعض الروايات تقول بأنّ الحديقة بُنيت في عهد ملكة الإمبراطورية الآشورية سميراميس.
الخلاصة
تُعدّ حدائق بابل من عجائب الدنيا السبع التي شكّلت غموضًا لدى علماء التاريخ؛ إذ لم يبقَ أثر ماثل إلى يومنا هذا يدلّ على وجودها، ويُقال بأنّها مجرّد أسطورة لا تمت للواقع القديم بِصلة، كما تؤكد بعض الافتراضات المستندة على بعض الحفريات بأنّ حدائق بابل تقع في القصر الملكي في مدينة بابل، وقد بناها الملك نبوخذ نصر الثاني كهدية لزوجته الحزينة على فراق وطنها، ويعتقد البعض بأنّها في نينوى وقد بُنيت في زمن حكم الملكة سميراميس، ملكة الإمبراطورية الآشورية.