ما هي ثمرة القراصيا
القراصيا
تُعرف القراصيا (بالإنجليزيّة: Prune) بأنّها ثمرة الخوخ ، أو البرقوق المجفّف، وهي من الأطعمة الصحيّة، التي تحتوي على عدد من العناصر الغذائيّة، مثل: الكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، ويُعدُّ كل الخوخ الأوروبي، وبرقوق الدوميستكا من أكثر أنواع الخوخ شهرة، كما تحتوي القراصيا على مضادات الأكسدة بكميات أكبر من تلك الموجودة في الخوخ الطازج، وهي تمتاز بسهولة استهلاكها، وسهولة تخزينها، دون الحاجة لوضعها في الثلاّجة، وهي متوفّرة على مدار العام، كما يُمكن إضافتها للعديد من الوصفات الغذائيّة لجعل طعمها مستساغاً.
ولقراءة معلومات حول فوائد الخوخ الطازج يمكن الرجوع لمقال فوائد الخوخ وأضراره .
فوائد القراصيا
محتوى ثمرة القراصيا من العناصر الغذائيّة
- مضادات الأكسدة: تُعدُّ فاكهة الخوخ سواء كانت طازجة، أو مُجففة من الفاكهة الغنيّة بمضادات الأكسدة، التي تساعد على تقليل الالتهابات، وتقليل تضرر الخلية الناتج عن الجذور الحرّة، كما أنَّها غنيّةٌ بمتعدد الفينول (بالإنجليزيّة: polyphenol)، وهي أحد أنواع مضادات الأكسدة، التي تساهم في المحافظة على صحة العظام، وقد تساعد على التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، ومن الجدير بالذكر أنَّ الخوخ يحتوي على ضعفي الكميّة من مضادات الأكسدة، مقارنةً بأنواع الفاكهة الاخرى، مثل: الدراق ، والنكترين، ويُعدُّ الأنثوسيانين (بالإنجليزية: Anthocyanin) أحد أنواع متعدد الفينول، والذي يُعدُّ من أكثر مضادات الأكسدة نشاطاً.
- الحديد: تُعدُّ القراصيا مصدراً جيّداً لعنصر الحديد ، إذ يُغطّي نصف كوب منها ما نسبته 4.5% من القيمة اليوميّة الموصى بها من الحديد، وجدير بالذكر أنّ نقص الحديد يُسبب فقر الدّم، إذ إنَّه يساعد على صناعة خلايا الدّم الحمراء، ويُمكن الاستدلال على الإصابة بفقر الدّم الخفيف من خلال الإصابة ببعض الأعراض، مثل: ضيق التنفس، والإعياء، والانفعالية.
- الألياف الغذائية: تحتوي القراصيا على كميّة كبيرة من الألياف الغذائيّة ، التي تُقلل خطر الإصابة بالبواسير النّاتجة عن الإصابة بالإمساك، إذ تنتشر مشكلة الإمساك المُزمن لدى كبار السن، كما تُعدّ أحد المشاكل الصحيّة المؤلمة التي تؤثر في الأطفال، ويُنصح النساء من عمر 30 فأقل بتناول 28 غراماً من الألياف الغذائية يومياً، و34 غراماً للرجال من نفس الفئة العمرية، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 31 الى 50 عاماً، فيجب أن يتناولوا 25 غراماً من الألياف الغذائيّة للنساء، و30 غراماً للرجال، كما يُنصح بتناول 22 غراماً من الألياف للنساء ممّن يبلغن من العمر 51 عاماً فما فوق، و28 غراماً للرجال من الفئة العمرية نفسها.
فوائد ثمرة القراصيا حسب درجة الفعالية
احتمالية فعاليتها Possibly Effective
- تقليل الإمساك: يُمكن لتناول عصير الخوخ أن يُخفف من حالات الإمساك، والتي تُعد أحد أكثر المشاكل شيوعاً التي تؤثر في الأشخاص بأي مرحلة عمرية، كما يُنصح بتناول ثمار الخوخ نظراً إلى أنَّ فعاليتها أكبر من عصيرها في التخلص من الإمساك، إذ إنّها تحتوي على ضعف كمية سكر السوربتول الموجود في عصير الخوخ، إذ تحتوي كل 100 غرامٍ من القراصيا على 14.7 غرامٍ من سكر السوربتول، الذي يُعدُّ مُليّناً للأمعاء، بالإضافة إلى محتواها من الألياف بكميّة عالية، والتي تُساعد على مرور الفضلات خلال الجهاز الهضمي، وخروجها من الجسم،
لا توجد أدلة كافية على فعاليتها Insufficient Evidence
- تعزيز صحة العظام: للخوخ دور مهم في التخفيف من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام ، وذلك لاحتوائه على كميّة جيّدة من مضادات الأكسدة، مثل الفينولات، التي تُحفّز تكوين العظام، وتُقلل من فقدانها، وقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Critical reviews in food science and nutrition عام 2010 إلى أنَّ البورون الموجود في الخوخ يُساهم في التقليل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، إذ تحتوي كل 100 غرامٍ من الخوخ على ما يتراوح بين 2 إلى 3 مليغرامات من البورون، أي ما يُغطي حاجة الفرد اليوميّة من هذا العنصر.
- تقليل مستويات الكوليسترول: يُمكن لتناول القراصيا بشكل منتظم أن يساعد على التقليل من الإصابة بأمراض القلب، إذ إنَّها تُساهم في التقليل من مستويات الكوليسترول ، والتقليل من ضغط الدم، وقد يُعزى السبب الى محتواها من مضادات الأكسدة، والألياف الغذائيّة، والبوتاسيوم.
- تقليل الشهية: يُمكن أن يُساعد الخوخ على التحكم في الوزن، إذ إنَّه يُقلل الشهية، ويزيد الشعور بالشبع لفترات طويلة، وذلك لاحتوائه على كميّات كبيرة من الألياف التي تحتاج وقتاً أطول لهضمها، كما يمتلك الخوخ مؤشراً جلايسيميّاً منخفضاً، أي أنّه يرفع مستوى السكر في الدّم بشكل بطيء، وقد يعود السبب في ذلك إلى أنّ معدل امتصاص سكر السوربيتول في الدّم قليل، وقد أُجريت دراسةٌ نُشرت في مجلة Appetite عام 2009 لقياس تأثير الخوخ المُجفف كوجبةٍ خفيفة، مقارنةً بوجباتٍ خفيفةٍ أخرى، وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين تناولوا الخوخ المُجفف كان مؤشر الشبع لديهم أعلى من غيرهم، ومعدل السكر لديهم أقلّ، وأنّ للخوخ المجفف دوراً في تقليل الشعور بالجوع.
- كما يُمكن لاستخدام الخوخ المجفف باعتدال أن يُساهم تقليل الوزن، -على عكس ما يُشاع بأنّه يجب على الأشخاص الذين يتّبعون الحميات الغذائية لتقليل الوزن أن يتجنبوا تناوله- فقد أُشارت دراسةٌ من جامعة ليفربول عام 2014، إلى أنّ تناول الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن، والسمنة للخوخ المجفف يوميّاً مدة 12 أسبوعاً، إلى جانب اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ، قد قلّل من الوزن لديهم بما يقارب كيلوغرامين، كما فقدوا 2.5 سنتيميتر من محيط الخصر مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوا الخوخ خلال هذه المدة. ومن جهة أخرى، فإنَّ من الممكن للإفراط في استهلاك الخوخ المجفف أن يؤثر سلباً في الوزن، إذ إنَّه مرتفع السعرات الحرارية، كما يحتوي على كميّةٍ جيّدةٍ من السكر، لذا يجب الاعتدال دائماً عند تناوله.
- تعزيز صحة الكبد: قد يُساعد عصير الخوخ على تقليل الموادّ الكيمائيّة الضارّة الناتجة في الكبد نتيجةً لحدوث خلل في وظائفه، إذ أُجريت دراسة نُشرت في مجلة Pakistan Journal of Pharmaceutical Sciences عام 2010 حول تأثير خوخ الدوميستكا في تحسين وظائف الكبد، وقد لوحظ تحسّنٌ في بعض إنزيمات الكبد، ولكن لم يحدث أي تغيير في مستويات بعض الإنزيمات الأخرى، لذا يجب إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثير.
دراسات حول فوائد القراصيا
- أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Ayub Medical College Abbottabad عام 2010 أنّّ الأشخاص الذين تناولوا جرعةً واحدةً من الخوخ يوميّاً، أي ما يُقارب 6 حبات من القراصيا المنقوعة بالماء طوال الليل، قلل من ضغط الدّم الضغط الانقباضيّ بشكلٍ ملحوظ. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ محتوى عصير الخوخ العالي من البوتاسيوم، قد يُساعد على تقليل مستويات الصوديوم -الذي يؤدي ارتفاعه إلى رفع ضغط الدّم-، كما لوحظ أنّ الأشخاص الذين يتناولون 4700 مليغرامٍ من البوتاسيوم يوميّاً يكونون أقلّ عُرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدّم.
- أظهرت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Nutrition and Cancer عام 2005، أنَّ للخوخ دوراً في حدوث تغيُّرات إيجابيّة في البكتيريا الموجودة داخل أمعاء الفئران، وذلك عن طريق زيادة تركيز البكتيريا النافعة، وتقليل أعداد بكتيريا التي ترتبط بسرطان القولون ، ممّا يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون. ومن الجدير بالذكر أنَّه لا توجد أدلة علمية كافية تُثبت أنّ للخوخ دوراً في تقليل خطر الإصابة بأيّ نوع من أنواع السرطان.
القيمة الغذائية للقراصيا
يُوضّح الجدول الآتي القيمة الغذائيّة الموجودة في 100غرامٍ من القراصيا المجففة:
العنصر الغذائيّ | القيمة الغذائيّة |
---|---|
السعرات الحرارية | 240 سعرةً حراريةً |
الماء | 30.92 مليتلتراً |
البروتين | 2.18 غرام |
الدهون | 0.38 غرام |
الكربوهيدرات | 63.88 غراماً |
الألياف الغذائيّة | 7.1 غرامات |
السُكريّات | 38.13 غراماً |
الكالسيوم | 43 مليغراماً |
الحديد | 0.93 مليغرام |
المغنيسيوم | 41 مليغراماً |
الفسفور | 69 مليغراماً |
البوتاسيوم | 732 مليغراماً |
الصوديوم | 2 مليغرام |
الزنك | 0.44 مليغرام |
النحاس | 0.281 مليغرام |
المنغنيز | 0.299 مليغرام |
السيلينيوم | 0.3 مايكروغرام |
الفلورايد | 4 مايكروغرامات |
فتامين ج | 0.6 مليغرام |
فتامين أ | 781 وحدة دوليّة |
فتامين ك | 59.5 مايكروغراماً |
أضرار القراصيا
درجة أمان القراصيا
لا تُعدّ القراصيا من الأطعمة التي تُشكّل خطراً على الصحة، إلّا أنّ الإكثار منها قد يسبب بعض المشاكل الهضمية؛ حيث يحتوي الخوخ بشكلٍ طبيعيٍّ على كميّاتٍ عاليةٍ من الألياف الغذائيّة بنوعيها الذائبة، وغير الذائبة في الماء، إذ تحتوي نصف الحصة من الخوخ المجفف على ما نسبته 21% من احتياجات الرجال الذين يبلغون من العمر 50 عاماً فما فوق من الألياف، و30% من احتياجات النساء من نفس الفئة العُمرية، لكن يجب الحذر عند تناوله، لأنّ زيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائيّة بكميّة كبيرة تُسبب حدوث الغازات، والانتفاخ، بالإضافة إلى ذلك فإنَّه من الممكن لشرب عصير الخوخ أنّ يزيد الانتفاخ ، والغازات لدى بعض الأشخاص الذين يتناولوه لتخفيف مشكلة الإمساك.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ الخوخ المُجفف يحتوي على كميّاتٍ قليلةٍ من مادّة الأكريلاميد (بالإنجليزية: Acrylamide)، والتي تتشكل أثناء تجفيفه، وهي تُعدُّ مادة مُسرطنة وفقاً للمعهد الوطنيّ للسرطان، كما أنّها موجودة في رقائق البطاطا ، والبطاطا المقليّة بكميّاتٍ كبيرة، ويُمكن تقليل خطر التلوث بهذه المادة بتناول الخوخ الطازج.
محاذير استهلاك القراصيا
يُنصح المصابون ببعض الحالات الصحيّة الانتباه عند استهلاك القراصيا، ونذكر من هذه الحالات ما يأتي:
- المصابون بعدم تحمل سكر الفركتوز: قد يُسبب تناول الخوخ المجفف، أو الطازج من قِبل الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل سكر الفركتوز إصابتهم بالإسهال، مصحوباً بتقلصات معوية مؤلمة، وذلك بسبب احتواء الخوخ على كميّات عالية من السُّكريات، والسوربيتول، بالإضافة إلى اعتباره مُليّناً للأمعاء، ممّا يزيد من مشكلة الإسهال ، كما أنّه من الممكن أن يُصاب الأشخاص الأصحّاء بالإسهال نتيجة تناولهم للخوخ لذلك يجب الحذر من تناوله بكميّات مفرطة، وتحتوي كل 10 حبات من الخوخ 12 غراماً من السوربيتول، كما يحتوي نصف كوبٍ من عصير الخوخ المُجفف على 15 غراماً منه، والذي يُسهّل حركة الأمعاء، ويُقلل الإمساك، ومن الجدير بالذكر أنَّه يجب الحذر من تناول الخوخ بكميّات كبيرة، إذ قد يؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل إلى جانب الإسهال.
- المصابون بالحساسية: تُعدُّ حساسية الخوخ (بالإنجليزية: Prune allergies) من أنواع الحساسيّة غير الشائعة، وترتبط هذه الحساسيّة بمتلازمة حساسية الفم (بالإنجليزية: Oral Allergy Syndrome)، إذ يستجيب الجسم بشكل سلبي لحبوب لقاح بعض الأطعمة، ممّا يُسبب تورماً في الشفاه، وإحساساً مشابهاً للحرق، أو خدران في الفم، وقد تستمر هذه الأعراض لبضع دقائق، وأمّا إذا استمرت هذه الأعراض مدة أطول وتطورت إلى ظهور بعض الأعراض، مثل: طفح في الجلد، أو صعوبة في التنفس، أو الغثيان، أو التقيؤ، أو الشعور بالدوخة، والدوار، وتسارع في ضربات القلب ، يجب مراجعة الطبيب على الفور، بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن تنتشر الحساسيّة في جميع أنحاء الجسم، والإصابة بما يُعرف بصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، ولكنَّ حدوثها نادرٌ عند تناول الخوخ المجفف.
تجفيف القراصيا
يُجفف الخوخ بغسل الثمار الطازجة بعد حصادها بواسطة الآلات، ثمّ تُوضع هذه الثمار على ألواح خشبيّة، وتُجفف باستخدام مُجفف المواد الغذائية، إذ يُقلل من رطوبة ثمرة الخوخ، ويزيد من تركيز النكهات فيها، بالإضافة إلى زيادة مدة صلاحيتها، وتُستخدم مادة سوربات البوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium sorbate) لحماية الثمار من التلف بفعل العفن والخمائر، وهي المادة الحافظة الوحيدة المُستخدمة في حفظ الخوخ، ويتوفّر حمض السوربيك بشكلٍ طبيعي في بعض أنواع الفاكهة، مثل التفاح، والتوتيّات. ويجب أن تُصبح نسبة الرطوبة في الثمرة بعد تجفيفها تُقارب 18%، والتي تمنع فساد الفاكهة الناتج عن النشاط الميكروبي، ممّا يسمح بتخزينها مدّةً أطول.
وهناك العديد من التقنيات المستخدمة لتجفيف الخوخ، مثل: التجفيف بالهواء الساخن، والتجفيف من خلال تعريضها لأشعة الشّمس، والتجفيف باستخدام الموجات فوق الصوتيّة، والتجفيف باستخدام الضغط العالي، والتجفيف بتفريغ الهواء، والتجفيف عن طريق الموجات الدقيقة، والتجفيف الإسموزي، ومن الجدير بالذكر أنَّ التجفيف التقليدي باستخدام الهواء يُلحق الضرر بالخوخ، إذ يؤثر في جودته، مثل زيادة الضرر الناتج عن الأكسدة، وزيادة اسمرار الثمار، أي تحولها إلى اللّون البنيّ، وفقدان النكهة، وزيادة انكماش الثمرة، وانخفاض الجودة الحسيّة، والغذائيّة للقراصيا.
ويمكن تخزين الخوخ غير الناضج بشكلٍ تامّ في درجة حرارة الغرفة لحين نضوجه، وقد تصل مدّة تخزينه إلى 18 شهراً إذا حُفِظت في مكانٍ جافّ وبعيدٍ عن درجات الحرارة العالية، والرطوبة الشديدة، ويُنصح بالتأكد من إغلاق الوعاء الذي يحتوي على القراصيا عند فتحه في كلّ مرة، وذلك للتأكّد من عدم تعرّضه للهواء والرطوبة،