ما هي المياه القلوية
تعريف المياه القلوية
تُعرَّف المياه القلويّة (بالإنجليزيّة: Alkaline Water) بأنَّها مياه ذات رقم هيدروجينيّ مرتفع يتراوح ما بين 8-9، ويرجع سبب هذا الارتفاع إلى كميّة الأملاح والمعادن المرتفعة التي تحتوي عليها هذه المياه، حيث إنّ الرقم الهيدروجيني لمياه الصنبور هو 7، وتُشير قلويّة الماء إلى قدرته على معادلة الأحماض الموجودة فيه؛ بمعنى أنّها تُمثّل مقاومة الماء للتغيُّرات في درجة الحموضة.
تجدُر الإشارة إلى أنَّه عندما يتعلّق الأمر بتحديد جودة المياه فإنَّ قياس القلويّة يُعتبر ذا أهميّةٍ أكبر من مُعطيات قِيم الرقم الهيدروجيني؛ إذ إنّ الرقم الهيدروجيني يُمثّل مقياساً لوصف الماء بأنَّه حمضيّ أم قاعديّ أم مُتعادل، في حين تُعبِّر قلويّة الماء عن قُدرته على تنظيم الرقم الهيدروجيني للمحافظة عليه ضمن النطاق الأساسي له وذلك من خلال معادلة الحموضة.
يُمكن الحصول على المياه القلويّة من بعض مصادر المياه الطبيعية التي تجري فيها المياه فوق الصخور فتُذيب المعادن الموجودة فيها ممّا يؤدّي إلى ارتفاع الرقم الهيدروجيني للمياه، كما يتمّ تصنيع المياه القلوية من قِبل شركات تجاريّة متخصّصة بذلك باستخدام مادة مُؤيّنة لفصل المكوّنات القلويّة عن المكونات الحمضيّة الذائبة في الماء والتي يتمّ ترشيحها فيما بعد، وبالتالي يرتفع الرقم الهيدروجيني للماء، كما يُمكن الحصول على المياه القلوية منزلياً عن طريق إضافة مادة صودا الخَبز إلى الماء العاديّ لتحويله إلى ماء قلويّ.
أهمية المياه القلوية
يرى الخبراء في شركة مايو كلينك الصحية أنَّ شرب الماء العاديّ أفضل من شرب الماء القلوي بالنسبة لغالبية الناس، كما تُشير إلى أنَّه لا يوجد دليل علمي كافٍ يؤكّد صحة فوائد شرب المياه القلويّة المنتشرة بين الناس، إلَّا أنَّ بعض الدراسات أشارت إلى وجود فوائد للمياه القلويّة في حالاتٍ مُعيّنة، وفيما يأتي بعض هذه الدراسات:
- أشارت دراسة أُجريت في عام 2012م إلى أنَّ شرب الماء القلويّ المُكربن أو المعروف بالماء الغازي الناتج بشكلٍ طبيعي من الآبار الارتوازية بدرجة حموضة تصل إلى 8.8 يُساعد على إبطال مفعول إنزيم الببسين (بالإنجليزية: Pepsin) المسؤول عن التسبّب في حدوث الارتجاع الحمضي.
- أشارت دراسة إلى أنَّ شرب الماء القلويّ المؤيَّن يعود بالفائدة على الأشخاص الذين يُعانون من بعض الأمراض؛ كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول.
- أشارت دراسة حديثة أُجريت تجاربها على 100 شخص إلى أنَّ شرب المياه القلويّة تزيد من كفاءة تدّفق الدم عبر الأوعية الدموية من خلال تقليلها للزوجة الدم، وبالتالي توصيل كميّات الأكسجين عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم بفعالية أكبر.
أثار موضوع المياه القلويّة ضجّةً في عالم الصحة المُجتمعيّة، حيث يعتقد العديد من الأشخاص بوجود فوائد اللمياه القلويّة إلّا أنّ هذه الفوائد لم يتمّ تأكيدها عبر بحوث أو دراسات علمية، ومن أهمّها؛ المُساهمة في فقدان الوزن، وعلاج السرطان، ومكافحة الشيخوخة لاحتوائها على مُضادّات الأكسدة التي يمتصها الجسم بسرعة كبيرة، وتنظيف القولون، وإزالة السموم من الجسم، ودعم جهاز المناعة، والمُساهمة في ترطيب الجلد والمُحافظة عليه، كما يرى البعض أنّ المياه القلوية توازن الأضرار الصحيّة الناجمة عن تناول الأطعمة المُنتِجة للأحماض؛ كاللحوم، والسكر، وبعض المواد الأخرى.
العوامل المؤثرة على قلوية المياه الطبيعية
تتأثّر قلويّة المياه المتواجدة في الطبيعة بنوع الصخور المُحيطة بالجداول المائية؛ فبعض أنواع الصخور تُساهم أكثر من غيرها في زيادة قلوية المياه، مثل: الأحجار الجيرية، والصخور التي تحتوي على في تركيبها على الفوسفات أو البورات، كما تتأثّر قلويّة المياه بحالة الطقس الموسميّة؛ حيث يؤدّي ذوبان الثلوج وهطول الأمطار في فصل الربيع إلى زيادة الجريان السطحي للمياه، ممّا يزيد من حموضة المياه وبالتالي تقل قلويتها، كما تتأثّر قلوية المياه في الطبيعة بفعل بعض الممارسات البشرية؛ مثل التخلّص من مخلّفات عملية التعدين في مياه الأنهار والجداول ممّا يزيد من حموضة المياه.