أعشاب تضر المرضع
أعشاب تضر المرضع
يُعدّ حليب الثدي مصدرًا غذائيًّا رئيسيًّا للطفل الرضيع، ومصدر حصوله على العناصر الغذائيّة المختلفة، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى وجوب أخذ الحيطة والحذر واستشارة الطبيب قبل استخدام بعض الأعشاب والعلاجات الشعبيّة خلال فترة الرضاعة، خصوصًا في المراحل الأولى من عُمر الطفل، أو في حال ولادته قبل أوانه، وهذا يشمل أيضًا المكملات الغذائية العشبية، وربما يُمكن تفسير ذلك بالأسباب الآتي ذكرها:
- عدم وجود دراسات كافية حتى الآن تؤكد أمان استخدام الأعشاب المختلفة خلال فترة الرضاعة، سواءً على الأم المرضع أو الطفل، بل وربما يُصاحب استخدامها مخاطر صحيّة معيّنة، فقد تحتوي بعض مكملات الأعشاب على نسب من المعادن الثقيلة ذات الخطورة على الصحّة، ويُعزى ذلك إلى عدم مراقبة إنتاجها من قِبَل منظمات الغذاء والدواء.
- عدم التأكد من فعالية الأعشاب أو المكمِّلات العشبية التي تلجأ النساء لاستخدامها عادةً بهدف زيادة إدرار الحليب في الثدي.
- وصول بعض الأعشاب والمكملات العشبية إلى حليب الأم كحال أنواع معيّنة من الأدوية، ممَّا قد يؤدي إلى ظهور آثار سلبيّة على الطفل الرضيع.
وفيما يأتي ذكر لبعض الأعشاب التي ينبغي تجنبها من قِبَل المرضع:
أعشاب تؤثر في الجهاز العصبي
يجدر تجنّب استخدام جرعات عالية من الأعشاب التي تحتوي على الألكلويدات أو أشباه القلويات (بالإنجليزية: Alkaloids) خلال فترة الرضاعة، بالأخص تِلك التي تؤثر في الجهاز العصبيّ، ومن هذه الأعشاب أنواعًا تُعرف بالأعشاب الصينيّة التي نذكر منها الآتي:
- القُبْطيس (بالإنجليزية: Coptis)؛ التي تحتوي على ألكلويدات البِربارين (بالإنجليزية: Berberine alkaloids).
- الفِلِّينِيّة الأموريّة أو شجرة الحب (بالإنجليزية: Phellodendron)؛ تحتوي على ألكلويدات البِربارين أيضًا.
- جذور نبتة الصفيراء (بالإنجليزية: Sophora root)، وتحتوي على الأوكسيماترين (بالإنجليزية: Oxymatrine).
أعشاب تؤثر في الهرمونات
لبعض الأعشاب تأثير هرمونيّ قويّ على الجسم، خصوصًا في حال استخدامها لفترات طويلة وبكميّات كبيرة، مثل اليانسون والشمر، لذلك يجب التعامل مع هذه الأعشاب بحذر خلال فترة تقديم الرضاعة الطبيعيّة، بينما يمكن استخدامها بكميّات صغيرة بهدف المساعدة على الهضم مثلًا.
أعشاب تسبب المغص للرضع
بعض الأعشاب التي تتناولها المرضع قد تتسبَّب بالمغص للرضيع، منها:
- الأعشاب التي تحتوي على مركّبات ال بيروليزيدين (بالإنجليزية: Pyrolizidine )، التي قد تتراكم في الكبد عند استهلاكها بشكلٍ يوميّ، وكمثال عليها:
- حشيشة السعال أو دوسة الحمار أو الفرفرة (بالإنجليزية: Coltsfoot).
- العشب المعمَّر (بالإنجليزية: Comfrey).
- الصبر أو الألوي (بالإنجليزية: Aloe).
- جذور الروند (بالإنجليزية: Rhubarb root).
- السَّنَا (بالإنجليزية: Senna).
أعشاب يُعتقد أنها تقلل إدرار الحليب
قد يؤدي استهلاك كميّات كبيرة من بعض الأعشاب إلى ضعف إدرار الحليب لدى المرأة المرضع، وقد تُستخدم أيضًا في إيقاف إنتاج الحليب لدى المرأة التي توقفت عن الإرضاع، بينما غالبًا لا يؤثر استهلاك كميّات قليلة من هذه الأعشاب في إدرار الحليب، كاستخدامها بكميات صغيرة لإضفاء النكهة للوجبات الطعام، ونذكر منها ما يأتي:
- الميرمية.
- إكليل الجبل.
- الزعتر.
- النعناع.
- النعناع السنبلي.
- البقدونس.
أعشاب أخرى
توجد مجموعة من الأعشاب الأخرى التي يُعتقد بإمكانيّة تسبّبها لبعض الآثار الجانبيّة للمرأة المرضع أو الطفل الرضيع، ممّا يستدعي تجنبها خلال الحمل، ومنها ما يأتي:
- الصبار أو الألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe vera).
- الكوهوش الأزرق (بالإنجليزية: Blue cohosh).
- أوراق نبتة لسان الثور (بالإنجليزية: Borage leaf).
- أوراق الكومفري (بالإنجليزية: Comfrey leaf).
- شاي الكومبوتشا (بالإنجليزية: Kombucha).
هل هناك أعشاب مفيدة للمرضع
كما تمّ ذكره سابقًا، فإنّه يُنصح بتجنّب جميع أشكال العلاجات العشبيّة خلال الرضاعة الطبيعيّة لعدم وجود دراسات تؤكد أمان استخدامها، ومن الجدير بالذكر أنه قد شاع بين المرضعات استخدام العديد من الأعشاب ظنًا منهن أن تلك الأعشاب قد تزيد من إفراز الحليب في الثدي، ومنها الحلبة، حيث لوحظ في تحليلٍ شمولي نُشر في مجلة phytotherapy research عام 2017م، "أنَّ استهلاك نبتة الحلبة لدى 122 من المشاركات في الدراسات من الأمهات المرضعات كان له تأثير في تعزيز إدرار الحليب لديهن"،
ولكن كما ذُكر سابقًا، فإن الدراسات فيما يخص تأثير الأعشاب في زيادة إفراز حليب الثدي ما زالت محدودة وبحاجة لمزيدٍ من البحث لإثباتها، ويجب دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام إحدى الأعشاب أو مكمّلات الأعشاب لزيادة إدرار الحليب، فهي قد تحمل بعض المخاطر الصحيّة في حالات معيّنة، وهو ما يستدعي الحذر عند استخدامها.
ولمزيدٍ من المعلومات حول الأعشاب المفيدة للمرضع يمكنك قراءة مقال أعشاب لزيادة حليب الأم
أطعمة ينبغي تجنبها أو تقليل تناولها من قِبَل المرضع
العديد من النساء لا يجدن ضرورة لتجنّب أيّة أطعمة خلال فترة تقديم الرضاعة، ولكن في بعض الحالات قد تسبّب بعض الأطعمة والمشروبات مشاكل لدى الطفل الرضيع أو مشاكل لدى الأم المرضع، ومن هذه الأطعمة:
- الأطعمة التي تحتوي على فودماب: (بالإنجليزية: FODMAPs) وهي عبارة عن أنواع محدّدة من السكريات و الكربوهيدرات التي قد تسبّب ألم ونفخة في البطن لدى مستخدميها، ومن الأطعمة التي تحتوي على ال فودماب ما يأتي:
- المانجو، والتفاح، والكرز، والخوخ.
- البصل، والثوم.
- القرنبيط.
- الفطر.
- البازلاء الخضراء، والبقوليات.
- منتجات القمح.
- منتجات الألبان الغنيّة بسكّر اللاكتوز.
- القرش.
- سمك القرميد.
- سمك أبو سيف.
- سمك المارلين.
- السمك الخشن البرتقالي.
- سمك الماكريل.
- سمك التونة الجاحظ.
- الشاي.
- القهوة.
- المشروبات الغازيّة.
- الشوكولاتة.
- الأطعمة المعالجة: لا تحتوي الأطعمة المعالجة على نسبة كافية من العناصر الغذائيّة الأساسيّة، كما أنها قد تؤثر في تفضيل الطفل للطعام في المستقبل.
- منتجات الألبان: في حالاتٍ معينة قد يستوجب على المرضع الحدّ من استهلاك منتجات الألبان؛ كالحليب، والجبن، ولبن الزبادي، وذلك في حال ملاحظة كثرة بصاق الطفل الرضيع، وحدوث التقيؤ، والتهيّج، والاحتقان المستمرّ، والطفح الجلديّ بعد 12 ساعة تقريبًا من تناول المرأة المرضع لأحد منتجات الألبان، والتي قد تدلّ على حساسيّة الطفل لمنتجات الألبان، ويعدّ الحليب ومشتقاته من أكثر الأطعمة شيوعًا في تسبّبها بمغص الطفل الرضيع، لذا، يجدر في هذه الحالة التوقف عن تناول منتجات الألبان لعدّة أيّام حتى يتمّ التأكد من مصدر حساسيّة الطفل، وبعد ذلك لا بدّ من الامتناع عنها طول فترة الرضاعة الطبيعية في حال التأكد من أنّها المُسبّب للحساسيّة.
نصائح مفيدة لتغذية المرضع
تحتاج المرأة المرضع الحصول على سعرات حراريّة أكثر خلال فترة الرضاعة لضمان حصولها على كمية كافية من العناصر الغذائية الضرورية لهذه الفترة، لذا يوصَى بإضافة ما يقارب 450-500 سعرة حراريّة يوميًّا إلى السعرات الحرارية الأساسية المحدّدة قبل الحمل، على أنْ تكون من مصادر غذائية صحيّة، ويُنصح للحصول على هذه السعرات الحراريّة اتّباع نظام غذائيّ صحيّ ومتوازن، بدءًا بالحرص على قراءة نشرة العناصر الغذائيّة المكتوبة على المنتجات الغذائية قبل تناولها، للحدّ من استهلاك الأطعمة التي تحتوي على السكّر المضاف، والدهون المشبعة، والصوديوم، إلى جانب الاهتمام بإضافة مجموعة من الأطعمة الصحيّة للنظام الغذائيّ، والتي نذكر منها:
- الخضروات والفواكه المتنوعة.
- حبوب الإفطار المدعّمة بالحديد وحمض الفوليك.
- المنتجات التي تحتوي على الحبوب الكاملة، كالأرز البنيّ، وخبز الحبوب الكاملة.
- الأطعمة البحريّة.
- اللحوم الخالية من الدهون، والدواجن.
- البيض.
- البازلاء والفاصوليا.
- المكسرات والبذور غير المُملحة.
- منتجات الصويا، وحليب الصويا المضاف إليه الكالسيوم، وفيتامين أ، وفيتامين د.
- الحليب والجبن ولبن الزبادي منخفض الدسم، أو منزوع الدسم.
ملخص المقال
تتوفّر العديد من الأعشاب التي تستخدم في زيادة إدرار الحليب خلال الرضاعة ولكن عدد محدود جدًا منها ما قد تمّ دراسة فعاليته وأمان استخدامه خلال الرضاعة الطبيعيّة على المرأة المرضع والطفل الرضيع، كما وتوجد بعض الأعشاب التي قد يكون لها تأثير سلبيّ على إدرار الحليب وعلى الطفل الرضيع؛ كالتسبّب بالمغص والإسهال، وهو ما يستدعي التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام أيّ من هذه الأعشاب خلال فترة الرضاعة، والتأكد من أمان استخدامها بكميّات معتدلة دون إفراط.