ما هي العنقاء
ما هي العنقاء
العنقاء أو العنقاء المغرب أو الفنيكس أو القفنس بالفارسية هو أحد الطيور التي ذكرتها الأساطير والقصص في مغامرات سندباد وقصص ألف ليلة وليلة، وسمي بهذا الاسم نظراً لعنقه الطويل، ويتميز بجماله وقوته، ويذكر بعض الأشخاص بأنه عند موته يحترق ذاتياً، ثمّ يتحول إلى رماد، وبعد أن يخرج من الرماد يعود طائر عنقاء آخر جديد، وذكره العديد من الشعراء العرب والغرب في كتبهم وأشعارهم، وفي هذا المقال سنتحدث عنه بشكلٍ عام.
العنقاء في الثقافة اليونانية
ذكرت الثقافات اليونانية المختلفة طائر العنقاء في كتبها، وكتب الشاعر هيرودتس الإغريقيّ عن أسطورة العنقاء، بأنه يأتي كل خمسمئة عام طائر عنقاء واحد يضع بيضه، ثمّ يأخذه إلى معبد الشمس الموجود في مصر، وفي القرن الرابع كتب الكاتب كلاوديانوس العديد من الأشعار التي تختص بطائر العنقاء، حيث ذكر بأنّ هناك طائراً مخلداً يستطيع العودة من الموت إلى الحياة وهو العنقاء، ويسكن في بستان مليء بالأشجار الطبيعية والأزهار، كما أنّه ليس معرضاً للشيخوخة والموت، بالإضافة إلى أنه يغني بصوته ويردد بعض الأغاني الجميلة، وفي رواية أخرى تقول إنّ ذكر طائر العنقاء يستطيع أن يحيا مرة أخرى بعد موته.
العنقاء في الثقافة الصينية القديمة
يعتبر طائر العنقاء أحد الحيوانات الروحانية المذكورة بكثرة في الثقافة الصينية إلى جانب كل من السلحفاة والتشيلين والتنين، ورغم أنّهم حيوانات خيالية ولم يشاهدها أحد من السكان، إلا أنّهم يعتبرونها رمزاً للبركة والحماية من الشرّ.
وتعتبر العنقاء من الطيور المميزة التي تغنى بها العديد من الشعراء والكتاب الصينيين، إذ قال الكاتب الصيني قه بو في كتابه الشهير آر يا بأنّ طائر العنقاء يتميز برأسه الشبيه بالديك، وعنقه الشبيه بالأفعى، وفمه الشبيه بالعصفور، وظهره الشبيه بالسلحفاة، أما ذيله فيُشبه السمكة، وتمتاز العنقاء أيضاً بألوانها المتنوّعة والمميزة، إضافة إلى طولها فإنه يصل حوالي مترين.
وذكر الكاتب الصيني شوي شن أنّ طائر العنقاء ولد بدايةً في بلاد الشرق، وبعدها انتقل إلى بقية دول العالم، ونظراً لأهميته بالنسبة للصينيين؛ فتمّ تسمية العديد من المباني والملابس والمأكولات باسمه.
العنقاء في الديانة المسيحية
ذكر الإنجيل المقدّس طائر العنقاء، حيث تمّ من خلاله إسقاط الدلالات الروحية والفلسفية على السيد المسيح الذي قال بأنّ العنقاء يموت، ثمّ يعود إلى الحياة مرة جديدةً، الأمر الذي جعله مشابهاً للسيد المسيح، والذي أتى من بلاد الشرق أي الفردوس، إلى البلد الذي يوجد به الموت، ثمّ يعود إلى السماء موطنه الأصلي .